إن من رام مراتب ودرجات الفوز العظيم في الدنيا والآخرة لا يقيم وزنا لحجم ونوع الصعوبات والشدائد والمحن التي تواجه دربه الجهادي في سبيل الله فدرب العظماء دائما ما يكون محفوفا بالمخاطر ولا يمضي عليه إلا من بذل دمه في سبيل الله وحمل كفنه على كتفه وكل من يمشون على هذا المسار يعتبرون مشاريع شهادة، ولهذا فما يظنه العدو أنه انتصاراً حينما ينفذ اغتيالا هنا أو هناك بحق أحد من محور المقاومة وأن ذلك سيفت من عضده أو يضعفه فهو كمن يحرث في الماء، بل إن تجارب التاريخ وأحداثه المماثلة تثبت أنه كلما استشهد أو قتل قائد يأتي من هو أشد عنفا وجراءة وحماسة منه وربما أذكى وأدهى وتظل الفكرة قائمة ومتصاعدة، ولنأخذ على سبيل المثال حركة حماس فُمنذ تأسيسها ومعظم قادتها ينالون الشهادة على يد العدو الإسرائيلي فينتشي فرحا لأيام ثم سرعان ما يحل بدل القائد قائد أكثر حنكة وعبقرية وتتواصل مسيرة الجهاد والمقاومة، وكلما أوغل العدو الإسرائيلي والأمريكي في جرائمه الوحشية ازدادت المقاومة صبرا وثباتا وعزيمة واستعدادا للثأر والانتقام والجهاد في سبيل الله تعالى. لقد بين الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم نفسيات اليهود وعنصريتهم وجرءتهم على الله ومن أصدق من الله قيلا، وقد أخبر الله سبحانه وتعالى عن مآلهم وهو الزوال المخزي كنتيجة حتمية جراء أفعالهم الإجرامية. السيد القائد عبد الملك الحوثي دائما ما يذكر الأمة الإسلامية بوعد الله ومصير اليهود الذي لاشك فيه ولا جدال وأن المطلوب اليوم والواجب الديني المقدس والصحيح هو النفير وإعلان الجهاد في سبيل الله لردع المعتدين ونصرة المستضعفين ومقارعة الظالمين. إن جرائم العدو الصهيوني في قطاع غزة وعمليات الاغتيالات التي تأتي بمشاركة ومباركة الأمريكيين والأوربيين تزيد من تلاحم وتعاون وتكاتف محور المقاومة وتدفعهم إلى مزيد من تطوير قدراتهم الدفاعية والهجومية وستأتي الأيام ببشائر النصر بعون الله وتأييده. وأولئك المتخاذلون الذين يدسون رؤوسهم في التراب ويتشفون بما يحدث لرجال الحق وأنصار العدالة قد أعمى الله بصائرهم وأركسهم في نفاقهم وغيهم ولن يجنوا من مواقفهم المساندة للعدو الصهيوني والأمريكي والمعادية للمقاومة سوى خزي في الدنيا والآخرة ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا.. ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز.