في كل مرة تُشَن فيها حرب جديدة على غزة، تظهر الفظائع نفسها: القصف العشوائي، استهداف المدنيين، وتدمير المنازل على رؤوس أصحابها. بالنسبة لنا، الجيل Z، لم تعد هذه الحرب مجرد أخبار نسمعها أو صور نشاهدها من بعيد؛ أصبحت جزءًا من وعينا المتزايد حول ما يحدث في فلسطينالمحتلة. الجيل Z قلب الرواية التي كانت تروج لها تل أبيب لسنوات طويلة. في الماضي، كان الإعلام التقليدي يتحكم برواية الصراع، مما جعل البعض يصدق أن ما يحدث في فلسطين هو "دفاع عن النفس". لكن اليوم، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتفوقنا في صناعة المحتوى، أصبحنا نرى الحقيقة كما هي، دون تزييف. شباب من مختلف أنحاء العالم باتوا يدركون أن هذه الحرب ليست صراعًا عسكريًا فحسب، بل اعتداء وحشي على حقوق الشعب الفلسطيني. إسرائيل لطالما استخدمت الرواية الإعلامية للدفاع عن جرائمها، ولكن الجيل Z قادر الآن على الوصول إلى المعلومات من مصادر متعددة، ومشاركتها في لحظات، ما جعل من الصعب على تل أبيب التستر على الفظائع التي ترتكبها. عبر "تيك توك"، "إنستغرام"، و"تويتر"، تحول الشباب إلى جبهة إعلامية قوية، ينشرون الحقيقة ويفضحون الدعاية الإسرائيلية. شاهدنا كيف أن الفيديوهات والصور الحية التي ينشرها نشطاء فلسطينيون وغيرهم في غزة تنتشر بشكل فيروسي، تكشف عن المجازر في الوقت الحقيقي، وتجعل العالم أكثر وعيًا بما يحدث هناك. أفراد الجيل Z في كل أنحاء العالم يتفاعلون مع هذا المحتوى، يعيدون نشره، يتحدثون عنه، ويناقشونه، مما يجعل من الصعب تجاهل الحقيقة. صناعة المحتوى أصبحت جبهة نضال جديدة لنشر الوعي، ونرى يوميًا كيف أن اليافعين حول العالم أصبحوا أكثر وعيًا واهتمامًا بقضية فلسطين. هذه الجبهة الرقمية ليست أقل أهمية من الجبهات الميدانية، فهي تبني وعيًا عالميًا حول ما يحدث في فلسطين، وتجمع الدعم والتضامن من مختلف الجنسيات والخلفيات. الجيل Z ليس فقط مستهلكًا للمحتوى، بل هو صانع نشط له، ما يعني أن كل شخص قادر على أن يكون صوتًا للفلسطينيين، وأن يساهم في تغيير الرواية العالمية. الوعي السياسي لدى الشباب اليوم أقوى من أي وقت مضى. نرى من حولنا كيف أن المزيد والمزيد من اليافعين في أوروبا، أمريكا، العالم العربي، وأفريقيا، أصبحوا أكثر ارتباطًا بقضية فلسطين، وأكثر استعدادًا للحديث عنها. مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلتنا للضغط، لفضح الجرائم، ولإظهار التضامن العالمي مع غزة والشعب الفلسطيني. في النهاية، نحن الجيل الذي لن يقبل بالروايات المزيفة أو التضليل الإعلامي. الجيل Z هو جيل الوعي الرقمي، جيل التضامن العالمي، جيل قلب الرواية، والوقوف إلى جانب الحق والعدالة. أنا عبدالوهاب صلاح المقداد، شاب في العشرين من عمري وأحد أفراد الجيل Z. أرى العالم بعين ناقدة، أهتم بالقضايا السياسية، الثقافية، والاجتماعية، وأسعى لفهم الأحداث من حولي وتحليلها بطريقة واعية ومسؤولة، مع الإيمان بدوري في إحداث التغيير.