احتشد عشرات الاف المعارضين بعيد ظهر الاحد في وسط بيروت وهم يرفعون الاعلام اللبنانية تمهيدا لتظاهرة شعبية حاشدة تجري في اطار التحرك المتواصل منذ عشرة ايام لاسقاط الحكومة وتطلق خطوات تصعيدية. وذكر مراسل وكالة فرانس برس ان عشرات الآلاف من انصار المعارضة تجمعوا قبل ساعتين على بدء التظاهرة المحدد عند الساعة 13,00 بتوقيت غرينتش في ساحتي الشهداء ورياض الصلح مقابل القصر الحكومي حيث يقيم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزراؤه وسط اجراءات امنية لا سابق له. ورفع المتظاهرون الذين جاؤوا من مناطق لبنانية عدة لافتات كتب عليها "التغيير ات التغيير ات" الى جانب الاعلام اللبنانية بالوانها الحمراء والبيضاء تتوسطها الارزة الخضراء. وتتقدم الحشود باتجاه مكان التجمع بينما تبث مكبرات الصوت مقاطع من الكلمة الاخيرة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التي هاجم فيها بشدة السنيورة وفريقه. وتواصل المواكب السيارة التي تضم باصات وسيارات سياحية تقدمها رافعة اعلام حزب الله الصفراء واعلام حركة امل الشيعية الخضراء واعلام التيار الوطني الحر البرتقالية في طريقها الى بيروت بينما تتخذ قوى الجيش والشرطة تدابير امنية مشددة. في الوقت نفسه تتوجه وفود من ضاحية بيروت الجنوبية الشيعية خصوصا مشيا على الاقدام الى ساحة رياض الصلح. وكانت المعارضة التي تضم خصوصا حركة امل وتيار النائب المسيحي ميشال عون وتنظيمات قريبة من سوريا بدأت تحركها في الشارع في الاول من الشهر الجاري بتظاهرة جمعت مئات الالاف. ويواصل آلاف من هؤلاء اعتصاما مفتوحا في الخيام دخل الاحد يومه العاشر. حذر رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الاحد من انعكاسات استمرار الازمة على مستقبل لبنان ونظامه الديموقراطي مؤكدا تمسكه بالحوار لحل الازمة الناجمة عن سعي المعارضة لاسقاط حكومته. وكان السنيورة يتحدث من القصر الحكومي الذي احتشد حوله عشرات الاف المعارضين في كلمة بثت مباشرة في افتتاح مؤتمر "الصحافة تحت الحصار" في الذكرى الاولى لاغتيال النائب والصحافي المعارض جبران تويني. وقال السنيورة "بالنظر الى طبيعة المطالب المطروحة من جانب المعارضة وطرائق العمل على تحقيقها ونظر للظروف السائدة في المنطقة اعتبر ان حياتنا السياسية والامنية والاقتصادية بل ونظامنا يواجهون جميعا تحديا بارزا". وينظم المؤتمر "الاتحاد العالمي للصحف" وجريدة "النهار" في مركز بيروت الدولي للمعارض الذي يبعد مئات الامتار عن وسط بيروت حيث يستمر تدفق المشاركين الى التظاهرة التي تبدأ رسميا الساعة 13,00 تغ. واكد السنيورة "ان التحدي لا يقتصر على صون الامن والاستقرار والتضامن بل يتضمن النظر الى مستقبل لبنان ومستقبل نظامه ومستقبل موقعه في المنطقة والعالم". وجدد رئيس الحكومة تمسكه بمسؤولياته وبالحوار واعرب عن تفاؤله بحل الازمة. وقال "لا نريد ان يكون لبنان ساحة لحروب الاخرين على ارضه. لبنان وطن وليس ساحة لذلك فاننا نتحمل مسؤولية كبرى في الدفاع عن كينونته وسلامته ووحدته". واضاف "آن لكل الجهات الاقليمية والدولية التي تستخدم الاغتيال وسيلة للارهاب والاخضاع والاقصاء ان تدرك اصرار اللبنانيين على الحرية ورفضهم الخضوع وانتصارهم على الحساسيات المذهبية". وتساءل رئيس الحكومة "عن القضية الكبرى التي تدفع الى القيام بكل هذا الصخب السياسي التوتري الشديد والاعتصامات المفتوحة". وقال "يدنا مبسوطة للجميع من اجل التلاقي. لن نوصد الابواب بل سنعمل على فتحها". واضاف متوجها الى اللبنانيين والعالم "كونوا اكيدين سنخرج من هذه الازمة. لا طلاق بين اللبنانيين". ا ف ب