هجوم مسلح على النخبة يقوده عناصر مرتبطة بقيادة سالم الغرابي    لماذا قتلوا فيصل وسجنوا الرئيس قحطان؟    قضية الجنوب: هل آن الأوان للعودة إلى الشارع!    عدن تعيش الظلام والعطش.. ساعتان كهرباء كل 12 ساعة ومياه كل ثلاثة أيام    ثم الصواريخ النووية ضد إيران    حل الدولتين في فلسطين والجنوب الغربي    جروندبرغ يقدم احاطة جديدة لمجلس الأمن حول اليمن 5 عصرا    إعلان نتائج الانتخابات العراقية والسوداني يؤكد تصدر ائتلافه    تدشين منافسات بطولة الشركات لألعاب كرة الطاولة والبلياردو والبولينغ والبادل    الكشف عن 132 جريمة مجهولة في صنعاء    ندوة تؤكد على دور علماء اليمن في تحصين المجتمع من التجريف الطائفي الحوثي    الإعلان عن القائمة النهائية لمنتخب الناشئين استعدادا للتصفيات الآسيوية    هيئة النقل البري تتخبط: قرار جديد بإعادة مسار باصات النقل الجماعي بعد أيام من تغييره إلى الطريق الساحلي    لقاءان لقبائل الغيل والعنان في الجوف وفاءً للشهداء وإعلانًا للجاهزية    الأمم المتحدة: اليمن من بين ست دول مهددة بتفاقم انعدام الأمن الغذائي    الحديدة.. المؤتمر العلمي الأول للشباب يؤكد على ترجمة مخرجاته إلى برامج عملية    شبوة تودّع صوتها الرياضي.. فعالية تأبينية للفقيد فائز عوض المحروق    فعاليات وإذاعات مدرسية وزيارة معارض ورياض الشهداء في عمران    بكين تتهم واشنطن: "اختراق على مستوى دولة" وسرقة 13 مليار دولار من البيتكوين    مناقشة جوانب ترميم وتأهيل قلعة القاهرة وحصن نعمان بحجة    افتتاح مركز الصادرات الزراعية بمديرية تريم بتمويل من الاتحاد الأوروبي    شليل يحرز لقب فردي الرمح في انطلاق بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد بصنعاء    قراءة تحليلية لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    تألق عدني في جدة.. لاعبو نادي التنس العدني يواصلون النجاح في البطولة الآسيوية    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    زيارة ومناورة ومبادرة مؤامرات سعودية جديدة على اليمن    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    اليوم انطلاق بطولة الشركات تحت شعار "شهداء على طريق القدس"    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا نسمي موقف الحكام والنخب الثقافية العربية في أثناء معركة طوفان الأقصى المبارك
نشر في 26 سبتمبر يوم 18 - 01 - 2025

منذ صبيحة يوم ال 7 / من أكتوبر / 2023 م ، والذي أسماه المقاومون الفلسطينيون الأحرار ببدء معركة طوفان الأقصى العظيم ، والرأي العام العربي والإسلامي والأجنبي في حيرة وتخبط من أمرهم ، يقول قائل منهم ما ذا يفعلون أمام ذلك الزلزال الجارف للجوانب الأخلاقية والإنسانية والدينية والعروبية أمام ذلك الطوفان الهادر و البركان المجلجل ؟ ، لأن طوفان الأقصى حدث مثل زلزال مدوِ عصف بجميع تلك المسلمات التي تم الترويج لها إعلامياً وشعبياً وسلوكياً لعدد من العقود التي خلت ، وبمصطلحات ومفردات تم تكرارها على مسمع العوام والنخب من شعوبنا على حدٍ سوى ، مضافاً عليها شعوب العالم الأجنبي من حول العالم ،
فعلى سبيل المثال يتم ترديد مقولات ومفردات عبر عدد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية حول الواقع الذي نشأ منذ مطلع السبعينات وتحديدا بعد حرب أكتوبر العربية والإسرائيلية ومجيئ مرحلة التطبيع الذي بشر به/ محمد أنور السادات وتوقيع اتفاقية كامب ديفد سيئة الصيت والسمعة ، بعدها تسلسلت المفردات
الإعلامية على النحو الآتي :
الكيان الإسرائيلي اليهودي هو واحة للرخاء والآمان والحضارة والديمقراطية وحقوق الإنسان ووريث وحيد للقيم والمبادئ الخيرة للإنسانية المعاصرة جمعاء في الشرق الأوسط .
وان تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية بين الكيان الاسرائيلي الصهيوني اليهودي وبين المحيط العربي بأنظمتها القائمةاصبحت ضرورة حقيقية بل موضوعية مُلحة ، وأن ترك السلاح المقاوم جانبا أضحت ضرورة إنسانية اخلاقية للفلسطينيين بالذات لكي يعيش الفلسطيني واليهودي تحت راية السلام والتآخي والرخاء ، وخاصة بعد أن تم تعميم بنود اتفاقية ( أوسلو للسلام ) سيئة الصيت الموقعة بين حركة التحرير الفلسطينية[ فتح ] باعتبارها أول وأكبر حركة تحرير فلسطينية ، والتي سقطت سقوطاً مدوِ في شراك التطبيع والتنسيق الأمني مع العدو حد الخيانة لأرواح ودماء الشهداء الفلسطينيين والعرب الذين استشهدوا منذ قرابة أزيد من 100 عام ، والتضحية بملايين اللاجئين الفلسطينيين ، وبيع بالمجان لكل نضالات الشعوب العربية المقاومة للمشروع الصهيوني اليهودي الغربي في أرض فلسطين.
لو نتذكر فقط كم هم القادة الشرفاء الشهداء من العرب والمسلمين الذين استشهدوا من أجل أن تبقى مدينة القدس طاهرة غير مدنسة ، وتراب أرض فلسطين كل فلسطين تبقي حرة وطاهرة وشريفة وغير مدنسة من الاحتلال الأجنبي ، وإذا ما توغلنا في ذلك التاريخ المعادي للقدس الشريف ، فإن بدء الحملات الصليبية التي انطلقت من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا كانت كلها من أجل تدنيس أرض القدس الشريف ، أولى القبلتين ، وثالث الحرمين الشريفين ، ومسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى ، هكذا تعلمنا من سيرة الإسلام الحنيف والرسالة المحمدية الشريفة.
إن المشاهد المتابع لوسائل الإعلام ، وما تنقله من جرائم التطهير العرقي في قطاع غزة ، ويشاهد بالمقابل حجم التغافل الشعبي والرسمي وعدم المبالاة بتلك المشاهد المخيفة والمستفزة للمشاعر والروح العربية والإنسانية ، مشاهد رؤية تفحم وتقطع أجساد أطفال فلسطين الأبرياء ونسائها الطاهرات العفيفات المحتشمات ، ومشهد التجويع المؤلم لتدافع الأطفال والشيوخ لأخذ قسط محدود من طبيخ الفاصولياء والعدس وشيء يسير من طبخة البقوليات ، ورؤية التدمير المبرمج للأفران الخاصة بطباخة رغيف الخبز والمستوصفات والمدارس والمستشفيات ودور العبادة ، أمام هذا المشهد التدميري الوحشي يراقب المرء منا بأن المواطن العربي في الخليج العربي المتخم بمظاهر الاستهلاك الباذخ ، ويرى بقية شعوب الوطن العربي من المحيط الهادر إلى الخليج الجائر يمارسون حياتهم الطبيعية ، وكأن شيئاً لا يحدث في فلسطين ، سوى الاحتجاجات وبعض مظاهر الغضب في عدد من البلدان العربية منها اليمن السعيد ، والأردن ، ولبنان ، والعراق ، وتونس ، والمغرب وموريتانا ، ومن الشعب الإيراني المسلم . !!!.
كيف نسمي هذه الظاهرة العربية الإسلامية الغريبة ؟
كيف سيكتب التاريخ تلك المواقف المخزية للشعوب ونخبها المثقفة ؟
بعث لي صديق من الأهل الكرام بمقطع حواري رفيع المستوى والمضمون ، لا يتجاوز ثلاث دقائق فحسب للدكتورة / سوسن كريمي وهي أستاذة في جامعة البحرين ، والتي أجرت حواراً في برنامج البودكاتست من المنامة ، وقد لخصت البروفسورة في تلك الدقائق الثمينة ما يفوق ويوازي آلاف آلاف الساعات من الأحاديث التافهة والهابطة التي تسوقها العديد من القنوات التلفزيونية العربية والخليجية على وجه الدقة ، وكذلك القنوات الأجنبية والعديد من النوافذ الإعلامية التي للأسف يتابعها الملايين من العرب والمسلمين ، والتي تشغلهم عن متابعة ما يحدث من أحداث رهيبة ومفزعة لأهلنا الفلسطينيين في قطاع غزة من دمار وخراب وتجويع وإهانة للروح والنفس البشرية والإنسانية ، وما نشاهده من تصفيات جسدية وعرقية وصلت لاستشهاد أكثر من 42500 وجرح أكثر 110000 ، جلهم من الأطفال والنساء كل تلك المشاهد المرعبة والمفزعة لا يشاهدها العرب الخليجيين في الخليج العربي للأسف ، وبدلاً عن متابعة تلك الأخبار المستفزة الجارحة للضمير الإنساني ، ولأخلاق العروبة والإسلام والإنسانية جمعاء .
لقد خصص حكام مشائخ وملوك وأمراء الخليج العربي ومثيلاتها من العربان في وطننا العربي ، خصصوا برامج غنائية وراقصة وصاخبة بالطرب واللهو والمجون بالإضافة إلى البرامج الرياضية المسلية التي تلهي الشعوب والعوام ، هؤلاء الحكام هم المجرمون الحقيقيون الذين تسببوا في تغييب وتزييف وعي تلك الأمم
والاقوام من شعوبنا العربية التائهة.
منذ 7 أكتوبر 2023م وآلة الدمار الصهيوني اليهودي والأمريكي والأوروبي الوحشي تدمر وتحصد أرواح الفلسطينيين العُزل ، ونتاج تلك الوحشية خرجت معظم الشعوب في أميركا الشمالية وأوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا ، خرجوا جميعاً يتظاهرون طلابا وطالبات وشيوخ ومسنين وشباب وشابات مع أطفالهم وحتي مع حيواناتهم الأليفة أي مع كلابهم وقططهم ، خرجوا محتجين غاضبين على جرايم الكيان الصهيوني الإسرائيلي ، و مع ذلك لم تخرج مسيرة واحدة في المملكة السعودية ومشيخة الإمارات وإمارة الكويت وإمارة قطر ولا في بقية الأقطار العربية ، ألاتوجد حمية وضمير وأخلاق وكرامة وعزة وشرف ونخوة لدى هؤلاء القطعان من العرب ، ألايوجد قدر بسيط من التضامن الأخوي الإسلامي العروبي من هؤلاء العربان المهمشين أخلاقياً مع أشقائهم في فلسطين ؟
ألم يشاهد الأشقاء العرب أشقاءهم من الشعب اليمني والذي يخرج بالملايين في كل يوم جمعة متضامنين وطيلة عام وثلاثة أشهر بالوفاء والتمام ، ألم يخجلوا ويطأطئوا الرؤوس ؟ ؟ ؟ لمشاهد الكتل البشرية الملتهبة الصاخبة لأحرار اليمن العظيم وهم يتزاحمون ويتسابقون بالملايين للتضامن والمؤازرة مع أشقائهم الفلسطينيين واللبنانيين .
لذلك أنصح بمتابعة الحوار الضافي والمفيد جداً للبروفسوره / سوسن كريمي التي قالت في مقتضب حديثها الجميل مايلي : [ وإذا أنت إنسان مؤمن إن فيه رب عادل ،ضريبتك قوية راح تكون، لأن انته ملزم عقائدياً هنا،بالدفاع عن المظلوم، أقل شي باللسان ،راح تدفع ضريبة قوية جدا،قوية جدا،
أهل غزة احنا مسؤولين ،صدق مسؤولين،اللي قاعد يصير احنا مسؤولين، الله يكون في عوننا احنا،لأنهم في ساحة الشرف،في ساحة العزة،احنا في ساحة الذل،يعني انا اتمنى اكون هناك،واجد ارحم حسابي عند الله، هنا هنا احنا المحاسبين ،احنا هنا في ساحه الشهوات، احنا هنا نساعد أهلنا في غزة بالامتناع عن شهواتنا،تخيل لأي درجة ساحتنا رذيلة"صراحه"،تحارب انك انت تمسك أمام شهواتك،تقاطع بس تقاطع،يعني احنا هذا ذي يخب علينا ترا ،ذيلك أهل عزة أهل شرف ساحه بالدماء والرؤوس بالأطفال بشباب في عمر الزهور يدفعون ،احنا بكروشنا، والله انا اتفشل اقول هذا الشي، لازم نبوس أقدام المقاومة في غزة ،والله انا اقولها من حشاشه قلبي ،لازم نبوس أقدامهم انه رجعوا لنا شوي منظومه القيام، خلونا نفكر شنو المهم في الحياة ،ترى هالشباب مو قاعدين بس يضحون بدمائهم، قاعدين يخلقون يسترجعون لنا الوعي المحمدي، شنو المهم في الوجود، صدق هالدماء الزكية اللي قاعدة تسفك في أرض فلسطين"قاعدة تحرر الإنسانية" بالذات احنا الخليجيين، صدق
إن من يستمع لمثل ذلك الحديث المسؤول ، وهو بكامل قواه الذهنية والعقلية سيفوق من سباته العميق ومن غيبوبته الكبرى ومن عبثه بكل شيء، لعلها توقظ وعي وعقول وضمائر هؤلاء المجاميع التائهة من الشباب الخليجي والعربي والإسلامي على وجه الخصوص ، وإعادتهم إلى رشدهم ووعيهم ، وإلى طريق الحق الصائب الذي به يصنعون مستقبلهم الحقيقي بعيداً عن كل تلك المؤامرات الصهيونية الغربية التي تحاك ضدهم وضد مستقبلهم ، وهم لا يدركون .
إنني أنصح بشكل مخلص بأن يتابع الحكام العرب وحاشياتهم وحواشيهم ومخبريهم إلى كلمات وأحاديث ومحاضرات قائد الثورة اليمنية الحبيب / عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي يقدمه للجماهير العربية
والإسلامية وللأجانب في كل يوم خميس من كل أسبوع ، ويتعلموا منه المعاني والدروس والقيم والفقه السياسي العصري ، لعلهم يفقهون و يستفيدون.
وفوق كل ذي علم عليم
منذ صبيحة يوم ال 7 / من أكتوبر / 2023 م ، والذي أسماه المقاومون الفلسطينيون الأحرار ببدء معركة طوفان الأقصى العظيم ، والرأي العام العربي والإسلامي والأجنبي في حيرة وتخبط من أمرهم ، يقول قائل منهم ما ذا يفعلون أمام ذلك الزلزال الجارف للجوانب الأخلاقية والإنسانية والدينية والعروبية أمام ذلك الطوفان الهادر و البركان المجلجل ؟ ، لأن طوفان الأقصى حدث مثل زلزال مدوِ عصف بجميع تلك المسلمات التي تم الترويج لها إعلامياً وشعبياً وسلوكياً لعدد من العقود التي خلت ، وبمصطلحات ومفردات تم تكرارها على مسمع العوام والنخب من شعوبنا على حدٍ سوى ، مضافاً عليها شعوب العالم الأجنبي من حول العالم ،
فعلى سبيل المثال يتم ترديد مقولات ومفردات عبر عدد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية حول الواقع الذي نشأ منذ مطلع السبعينات وتحديدا بعد حرب أكتوبر العربية والإسرائيلية ومجيئ مرحلة التطبيع الذي بشر به/ محمد أنور السادات وتوقيع اتفاقية كامب ديفد سيئة الصيت والسمعة ، بعدها تسلسلت المفردات
الإعلامية على النحو الآتي :
الكيان الإسرائيلي اليهودي هو واحة للرخاء والآمان والحضارة والديمقراطية وحقوق الإنسان ووريث وحيد للقيم والمبادئ الخيرة للإنسانية المعاصرة جمعاء في الشرق الأوسط .
وان تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية بين الكيان الاسرائيلي الصهيوني اليهودي وبين المحيط العربي بأنظمتها القائمةاصبحت ضرورة حقيقية بل موضوعية مُلحة ، وأن ترك السلاح المقاوم جانبا أضحت ضرورة إنسانية اخلاقية للفلسطينيين بالذات لكي يعيش الفلسطيني واليهودي تحت راية السلام والتآخي والرخاء ، وخاصة بعد أن تم تعميم بنود اتفاقية ( أوسلو للسلام ) سيئة الصيت الموقعة بين حركة التحرير الفلسطينية[ فتح ] باعتبارها أول وأكبر حركة تحرير فلسطينية ، والتي سقطت سقوطاً مدوِ في شراك التطبيع والتنسيق الأمني مع العدو حد الخيانة لأرواح ودماء الشهداء الفلسطينيين والعرب الذين استشهدوا منذ قرابة أزيد من 100 عام ، والتضحية بملايين اللاجئين الفلسطينيين ، وبيع بالمجان لكل نضالات الشعوب العربية المقاومة للمشروع الصهيوني اليهودي الغربي في أرض فلسطين.
لو نتذكر فقط كم هم القادة الشرفاء الشهداء من العرب والمسلمين الذين استشهدوا من أجل أن تبقى مدينة القدس طاهرة غير مدنسة ، وتراب أرض فلسطين كل فلسطين تبقي حرة وطاهرة وشريفة وغير مدنسة من الاحتلال الأجنبي ، وإذا ما توغلنا في ذلك التاريخ المعادي للقدس الشريف ، فإن بدء الحملات الصليبية التي انطلقت من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا كانت كلها من أجل تدنيس أرض القدس الشريف ، أولى القبلتين ، وثالث الحرمين الشريفين ، ومسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى ، هكذا تعلمنا من سيرة الإسلام الحنيف والرسالة المحمدية الشريفة.
إن المشاهد المتابع لوسائل الإعلام ، وما تنقله من جرائم التطهير العرقي في قطاع غزة ، ويشاهد بالمقابل حجم التغافل الشعبي والرسمي وعدم المبالاة بتلك المشاهد المخيفة والمستفزة للمشاعر والروح العربية والإنسانية ، مشاهد رؤية تفحم وتقطع أجساد أطفال فلسطين الأبرياء ونسائها الطاهرات العفيفات المحتشمات ، ومشهد التجويع المؤلم لتدافع الأطفال والشيوخ لأخذ قسط محدود من طبيخ الفاصولياء والعدس وشيء يسير من طبخة البقوليات ، ورؤية التدمير المبرمج للأفران الخاصة بطباخة رغيف الخبز والمستوصفات والمدارس والمستشفيات ودور العبادة ، أمام هذا المشهد التدميري الوحشي يراقب المرء منا بأن المواطن العربي في الخليج العربي المتخم بمظاهر الاستهلاك الباذخ ، ويرى بقية شعوب الوطن العربي من المحيط الهادر إلى الخليج الجائر يمارسون حياتهم الطبيعية ، وكأن شيئاً لا يحدث في فلسطين ، سوى الاحتجاجات وبعض مظاهر الغضب في عدد من البلدان العربية منها اليمن السعيد ، والأردن ، ولبنان ، والعراق ، وتونس ، والمغرب وموريتانا ، ومن الشعب الإيراني المسلم . !!!.
كيف نسمي هذه الظاهرة العربية الإسلامية الغريبة ؟
كيف سيكتب التاريخ تلك المواقف المخزية للشعوب ونخبها المثقفة ؟
بعث لي صديق من الأهل الكرام بمقطع حواري رفيع المستوى والمضمون ، لا يتجاوز ثلاث دقائق فحسب للدكتورة / سوسن كريمي وهي أستاذة في جامعة البحرين ، والتي أجرت حواراً في برنامج البودكاتست من المنامة ، وقد لخصت البروفسورة في تلك الدقائق الثمينة ما يفوق ويوازي آلاف آلاف الساعات من الأحاديث التافهة والهابطة التي تسوقها العديد من القنوات التلفزيونية العربية والخليجية على وجه الدقة ، وكذلك القنوات الأجنبية والعديد من النوافذ الإعلامية التي للأسف يتابعها الملايين من العرب والمسلمين ، والتي تشغلهم عن متابعة ما يحدث من أحداث رهيبة ومفزعة لأهلنا الفلسطينيين في قطاع غزة من دمار وخراب وتجويع وإهانة للروح والنفس البشرية والإنسانية ، وما نشاهده من تصفيات جسدية وعرقية وصلت لاستشهاد أكثر من 42500 وجرح أكثر 110000 ، جلهم من الأطفال والنساء كل تلك المشاهد المرعبة والمفزعة لا يشاهدها العرب الخليجيين في الخليج العربي للأسف ، وبدلاً عن متابعة تلك الأخبار المستفزة الجارحة للضمير الإنساني ، ولأخلاق العروبة والإسلام والإنسانية جمعاء .
لقد خصص حكام مشائخ وملوك وأمراء الخليج العربي ومثيلاتها من العربان في وطننا العربي ، خصصوا برامج غنائية وراقصة وصاخبة بالطرب واللهو والمجون بالإضافة إلى البرامج الرياضية المسلية التي تلهي الشعوب والعوام ، هؤلاء الحكام هم المجرمون الحقيقيون الذين تسببوا في تغييب وتزييف وعي تلك الأمم
والاقوام من شعوبنا العربية التائهة.
منذ 7 أكتوبر 2023م وآلة الدمار الصهيوني اليهودي والأمريكي والأوروبي الوحشي تدمر وتحصد أرواح الفلسطينيين العُزل ، ونتاج تلك الوحشية خرجت معظم الشعوب في أميركا الشمالية وأوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا ، خرجوا جميعاً يتظاهرون طلابا وطالبات وشيوخ ومسنين وشباب وشابات مع أطفالهم وحتي مع حيواناتهم الأليفة أي مع كلابهم وقططهم ، خرجوا محتجين غاضبين على جرايم الكيان الصهيوني الإسرائيلي ، و مع ذلك لم تخرج مسيرة واحدة في المملكة السعودية ومشيخة الإمارات وإمارة الكويت وإمارة قطر ولا في بقية الأقطار العربية ، ألاتوجد حمية وضمير وأخلاق وكرامة وعزة وشرف ونخوة لدى هؤلاء القطعان من العرب ، ألايوجد قدر بسيط من التضامن الأخوي الإسلامي العروبي من هؤلاء العربان المهمشين أخلاقياً مع أشقائهم في فلسطين ؟
ألم يشاهد الأشقاء العرب أشقاءهم من الشعب اليمني والذي يخرج بالملايين في كل يوم جمعة متضامنين وطيلة عام وثلاثة أشهر بالوفاء والتمام ، ألم يخجلوا ويطأطئوا الرؤوس ؟ ؟ ؟ لمشاهد الكتل البشرية الملتهبة الصاخبة لأحرار اليمن العظيم وهم يتزاحمون ويتسابقون بالملايين للتضامن والمؤازرة مع أشقائهم الفلسطينيين واللبنانيين .
لذلك أنصح بمتابعة الحوار الضافي والمفيد جداً للبروفسوره / سوسن كريمي التي قالت في مقتضب حديثها الجميل مايلي : [ وإذا أنت إنسان مؤمن إن فيه رب عادل ،ضريبتك قوية راح تكون، لأن انته ملزم عقائدياً هنا،بالدفاع عن المظلوم، أقل شي باللسان ،راح تدفع ضريبة قوية جدا،قوية جدا،
أهل غزة احنا مسؤولين ،صدق مسؤولين،اللي قاعد يصير احنا مسؤولين، الله يكون في عوننا احنا،لأنهم في ساحة الشرف،في ساحة العزة،احنا في ساحة الذل،يعني انا اتمنى اكون هناك،واجد ارحم حسابي عند الله، هنا هنا احنا المحاسبين ،احنا هنا في ساحه الشهوات، احنا هنا نساعد أهلنا في غزة بالامتناع عن شهواتنا،تخيل لأي درجة ساحتنا رذيلة"صراحه"،تحارب انك انت تمسك أمام شهواتك،تقاطع بس تقاطع،يعني احنا هذا ذي يخب علينا ترا ،ذيلك أهل عزة أهل شرف ساحه بالدماء والرؤوس بالأطفال بشباب في عمر الزهور يدفعون ،احنا بكروشنا، والله انا اتفشل اقول هذا الشي، لازم نبوس أقدام المقاومة في غزة ،والله انا اقولها من حشاشه قلبي ،لازم نبوس أقدامهم انه رجعوا لنا شوي منظومه القيام، خلونا نفكر شنو المهم في الحياة ،ترى هالشباب مو قاعدين بس يضحون بدمائهم، قاعدين يخلقون يسترجعون لنا الوعي المحمدي، شنو المهم في الوجود، صدق هالدماء الزكية اللي قاعدة تسفك في أرض فلسطين"قاعدة تحرر الإنسانية" بالذات احنا الخليجيين، صدق
إن من يستمع لمثل ذلك الحديث المسؤول ، وهو بكامل قواه الذهنية والعقلية سيفوق من سباته العميق ومن غيبوبته الكبرى ومن عبثه بكل شيء، لعلها توقظ وعي وعقول وضمائر هؤلاء المجاميع التائهة من الشباب الخليجي والعربي والإسلامي على وجه الخصوص ، وإعادتهم إلى رشدهم ووعيهم ، وإلى طريق الحق الصائب الذي به يصنعون مستقبلهم الحقيقي بعيداً عن كل تلك المؤامرات الصهيونية الغربية التي تحاك ضدهم وضد مستقبلهم ، وهم لا يدركون .
إنني أنصح بشكل مخلص بأن يتابع الحكام العرب وحاشياتهم وحواشيهم ومخبريهم إلى كلمات وأحاديث ومحاضرات قائد الثورة اليمنية الحبيب / عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي يقدمه للجماهير العربية
والإسلامية وللأجانب في كل يوم خميس من كل أسبوع ، ويتعلموا منه المعاني والدروس والقيم والفقه السياسي العصري ، لعلهم يفقهون و يستفيدون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.