تنفيذية انتقالي المنصورة تناقش الأوضاع الخدمية بالمديرية    صنعاء.. الداخلية تعلن الاحتفال بالمناسبات الوطنية رسميًا وتمنع أي نشاط خارج الإطار الرسمي    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الشيخ أحمد محمد الهتار    أصدقاء جنوب اليمن: زيارة الرئيس الزُبيدي إلى نيويورك تعزز حضور القضية الجنوبية دولياً    350 كشافا يشاركون الخميس ايقاد شعلة ثورة 26 سبتمبر بصنعاء    العليمي يلتقي الشرع والأخير يؤكد على أهمية التنسيق لمواجهة التحديات المشتركة    رئيس هيئة الإعلام والثقافة يبحث مع مركز اللغة المهرية آفاق التعاون المشترك    علامات تحذير مبكرة.. 10 أعراض يومية لأمراض القلب    مقتل وإصابة 8 أشخاص بانفجار 4 قنابل يدوية في شعوب    اجتماع للجنة تسيير المشاريع الممولة خارجياً في وزارة الكهرباء    بن الوزير يتابع تأهيل مبنى الإدارة المحلية في شبوة    المساوى يدّشن مشروع التمكين الاقتصادي لأسر الشهداء    القسام تدعو لركعتين (ليلة الجمعة) بنية الفرج لمرابطي غزة    وقفة شعبية في مديرية الثورة احتفاءً بعيد ثورة 21 سبتمبر وإسناداً لغزة    تعز.. المعتصمون يصعدون في وجه السلطة المحلية بعد محاولة تفكيك خيام الاعتصام    انفجار قرب سفينة تجارية في خليج عدن    الأرصاد يتوقع أمطارًا متفاوتة الشدة على عدة محافظات    هكذا يتغير الشرق الأوسط.. الصراع السعودي الإسرائيلي    إتلاف 5.5 طن من المواد الغذائية منتهية الصلاحية في البيضاء    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يلتقي المواطنين وممثلي القطاع الخاص خلال اليوم المفتوح    مركز الملك سلمان يوزّع خيام وحقائب إيواء للمتضررين من السيول بمحافظة حجة    البقوليات وسيلة فعّالة لتحسين صحة الرجال والتحكم في أوزانهم    الديوان الملكي السعودي : وفاة المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ    نائب وزير المياه يبحث ترتيبات إحياء يوم اللغة المهرية    أمن العاصمة عدن يضبط متهمًا بسرقة 100 جرام ذهب بالمنصورة    ديمبيلي ثالث مسلم يتوج بالكرة الذهبية وحضور لافت للاعبين مسلمين بالقائمة    في مهرجان خطابي وفني.. إصلاح الحديدة يؤكد أن تحرير المحافظة مفتاح لانتصار الجمهورية    الذهب عند ذروته: ارتفاع قياسي في الأسعار    احترام القانون اساس الأمن والاستقرار ..الاجراءات تجاه ماموري الضبط القضائي انموذجا    الرئيس الزُبيدي يلتقي رئيس اللجنة الدولية للإنقاذ ويشيد بجهودها الإغاثية والتنموية في بلادنا    بالتتويج الثالث.. بونماتي تكتب التاريخ    بعد 14 عاما.. مارسيليا يُسقِط باريس في ال«فيلودروم»    قوات الإصلاح في تعز تحمي قتلة "افتهان المشهري"    الإمارات تدعو مجددًا مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته لردع إسرائيل    تعرف على هوية الفائز بجائزة الكرة الذهبية 2025    يامال وفيكي يتوجان بجائزة «كوبا».. ودوناروما الحارس الأفضل    الدوري الايطالي: نابولي يواصل انطلاقته المثالية بانتصار مثير على بيزا    إلى أرواح أبنائي الشهيدين    في تقرير لها حول استهداف مقر صحيفتي " 26 سبتمبر " و" اليمن ".. لجنة حماية الصحفيين الدولية: "إسرائيل" تحولت إلى قاتل إقليمي للصحفيين    حين تُغتال الكلمة.. وداعاً عبدالعزيز الشيخ    غموض يكتنف اختفاء شاعر في صنعاء    عبقرية "سورج" مع برشلونة جعلته اقوي جهاز فني في أوروبا..!    حين يُتّهم الجائع بأنه عميل: خبز حافي وتهم بالعمالة..!    منارة عدن المنسية.. إعادة ترميم الفندق واجب وطني    صحة بنجلادش : وفاة 12 شخصًا وإصابة 740 آخرين بحمى الضنك    التحويلات المالية للمغتربين ودورها في الاقتصاد    القاتل الصامت يودي بحياة خمسة أطفال من أسرة واحدة في محافظة إب    نائب وزير الإعلام والثقافة والسياحة ومدير صيرة يتفقدان أعمال تأهيل سينما أروى بصيرة    لقاء تشاوري بين النيابة العامة وهيئة الأراضي لمناقشة قضايا أملاك الدولة بالوادي والصحراء    صحة البيئة بالمنصورة تشن حملة واسعة لسحب وإتلاف "شمة الحوت" من الأسواق    عدن.. البنك المركزي يكشف عن استخدامات المنحة السعودية ومستقبل أسعار الصرف خلال الفترة القادمة    الراحلون دون وداع۔۔۔    السعودية تسرق لحن زامل يمني شهير "ما نبالي" في عيدها الوطني    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    العرب أمة بلا روح العروبة: صناعة الحاكم الغريب    في محراب النفس المترعة..    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا نسمي موقف الحكام والنخب الثقافية العربية في أثناء معركة طوفان الأقصى المبارك
نشر في 26 سبتمبر يوم 18 - 01 - 2025

منذ صبيحة يوم ال 7 / من أكتوبر / 2023 م ، والذي أسماه المقاومون الفلسطينيون الأحرار ببدء معركة طوفان الأقصى العظيم ، والرأي العام العربي والإسلامي والأجنبي في حيرة وتخبط من أمرهم ، يقول قائل منهم ما ذا يفعلون أمام ذلك الزلزال الجارف للجوانب الأخلاقية والإنسانية والدينية والعروبية أمام ذلك الطوفان الهادر و البركان المجلجل ؟ ، لأن طوفان الأقصى حدث مثل زلزال مدوِ عصف بجميع تلك المسلمات التي تم الترويج لها إعلامياً وشعبياً وسلوكياً لعدد من العقود التي خلت ، وبمصطلحات ومفردات تم تكرارها على مسمع العوام والنخب من شعوبنا على حدٍ سوى ، مضافاً عليها شعوب العالم الأجنبي من حول العالم ،
فعلى سبيل المثال يتم ترديد مقولات ومفردات عبر عدد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية حول الواقع الذي نشأ منذ مطلع السبعينات وتحديدا بعد حرب أكتوبر العربية والإسرائيلية ومجيئ مرحلة التطبيع الذي بشر به/ محمد أنور السادات وتوقيع اتفاقية كامب ديفد سيئة الصيت والسمعة ، بعدها تسلسلت المفردات
الإعلامية على النحو الآتي :
الكيان الإسرائيلي اليهودي هو واحة للرخاء والآمان والحضارة والديمقراطية وحقوق الإنسان ووريث وحيد للقيم والمبادئ الخيرة للإنسانية المعاصرة جمعاء في الشرق الأوسط .
وان تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية بين الكيان الاسرائيلي الصهيوني اليهودي وبين المحيط العربي بأنظمتها القائمةاصبحت ضرورة حقيقية بل موضوعية مُلحة ، وأن ترك السلاح المقاوم جانبا أضحت ضرورة إنسانية اخلاقية للفلسطينيين بالذات لكي يعيش الفلسطيني واليهودي تحت راية السلام والتآخي والرخاء ، وخاصة بعد أن تم تعميم بنود اتفاقية ( أوسلو للسلام ) سيئة الصيت الموقعة بين حركة التحرير الفلسطينية[ فتح ] باعتبارها أول وأكبر حركة تحرير فلسطينية ، والتي سقطت سقوطاً مدوِ في شراك التطبيع والتنسيق الأمني مع العدو حد الخيانة لأرواح ودماء الشهداء الفلسطينيين والعرب الذين استشهدوا منذ قرابة أزيد من 100 عام ، والتضحية بملايين اللاجئين الفلسطينيين ، وبيع بالمجان لكل نضالات الشعوب العربية المقاومة للمشروع الصهيوني اليهودي الغربي في أرض فلسطين.
لو نتذكر فقط كم هم القادة الشرفاء الشهداء من العرب والمسلمين الذين استشهدوا من أجل أن تبقى مدينة القدس طاهرة غير مدنسة ، وتراب أرض فلسطين كل فلسطين تبقي حرة وطاهرة وشريفة وغير مدنسة من الاحتلال الأجنبي ، وإذا ما توغلنا في ذلك التاريخ المعادي للقدس الشريف ، فإن بدء الحملات الصليبية التي انطلقت من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا كانت كلها من أجل تدنيس أرض القدس الشريف ، أولى القبلتين ، وثالث الحرمين الشريفين ، ومسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى ، هكذا تعلمنا من سيرة الإسلام الحنيف والرسالة المحمدية الشريفة.
إن المشاهد المتابع لوسائل الإعلام ، وما تنقله من جرائم التطهير العرقي في قطاع غزة ، ويشاهد بالمقابل حجم التغافل الشعبي والرسمي وعدم المبالاة بتلك المشاهد المخيفة والمستفزة للمشاعر والروح العربية والإنسانية ، مشاهد رؤية تفحم وتقطع أجساد أطفال فلسطين الأبرياء ونسائها الطاهرات العفيفات المحتشمات ، ومشهد التجويع المؤلم لتدافع الأطفال والشيوخ لأخذ قسط محدود من طبيخ الفاصولياء والعدس وشيء يسير من طبخة البقوليات ، ورؤية التدمير المبرمج للأفران الخاصة بطباخة رغيف الخبز والمستوصفات والمدارس والمستشفيات ودور العبادة ، أمام هذا المشهد التدميري الوحشي يراقب المرء منا بأن المواطن العربي في الخليج العربي المتخم بمظاهر الاستهلاك الباذخ ، ويرى بقية شعوب الوطن العربي من المحيط الهادر إلى الخليج الجائر يمارسون حياتهم الطبيعية ، وكأن شيئاً لا يحدث في فلسطين ، سوى الاحتجاجات وبعض مظاهر الغضب في عدد من البلدان العربية منها اليمن السعيد ، والأردن ، ولبنان ، والعراق ، وتونس ، والمغرب وموريتانا ، ومن الشعب الإيراني المسلم . !!!.
كيف نسمي هذه الظاهرة العربية الإسلامية الغريبة ؟
كيف سيكتب التاريخ تلك المواقف المخزية للشعوب ونخبها المثقفة ؟
بعث لي صديق من الأهل الكرام بمقطع حواري رفيع المستوى والمضمون ، لا يتجاوز ثلاث دقائق فحسب للدكتورة / سوسن كريمي وهي أستاذة في جامعة البحرين ، والتي أجرت حواراً في برنامج البودكاتست من المنامة ، وقد لخصت البروفسورة في تلك الدقائق الثمينة ما يفوق ويوازي آلاف آلاف الساعات من الأحاديث التافهة والهابطة التي تسوقها العديد من القنوات التلفزيونية العربية والخليجية على وجه الدقة ، وكذلك القنوات الأجنبية والعديد من النوافذ الإعلامية التي للأسف يتابعها الملايين من العرب والمسلمين ، والتي تشغلهم عن متابعة ما يحدث من أحداث رهيبة ومفزعة لأهلنا الفلسطينيين في قطاع غزة من دمار وخراب وتجويع وإهانة للروح والنفس البشرية والإنسانية ، وما نشاهده من تصفيات جسدية وعرقية وصلت لاستشهاد أكثر من 42500 وجرح أكثر 110000 ، جلهم من الأطفال والنساء كل تلك المشاهد المرعبة والمفزعة لا يشاهدها العرب الخليجيين في الخليج العربي للأسف ، وبدلاً عن متابعة تلك الأخبار المستفزة الجارحة للضمير الإنساني ، ولأخلاق العروبة والإسلام والإنسانية جمعاء .
لقد خصص حكام مشائخ وملوك وأمراء الخليج العربي ومثيلاتها من العربان في وطننا العربي ، خصصوا برامج غنائية وراقصة وصاخبة بالطرب واللهو والمجون بالإضافة إلى البرامج الرياضية المسلية التي تلهي الشعوب والعوام ، هؤلاء الحكام هم المجرمون الحقيقيون الذين تسببوا في تغييب وتزييف وعي تلك الأمم
والاقوام من شعوبنا العربية التائهة.
منذ 7 أكتوبر 2023م وآلة الدمار الصهيوني اليهودي والأمريكي والأوروبي الوحشي تدمر وتحصد أرواح الفلسطينيين العُزل ، ونتاج تلك الوحشية خرجت معظم الشعوب في أميركا الشمالية وأوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا ، خرجوا جميعاً يتظاهرون طلابا وطالبات وشيوخ ومسنين وشباب وشابات مع أطفالهم وحتي مع حيواناتهم الأليفة أي مع كلابهم وقططهم ، خرجوا محتجين غاضبين على جرايم الكيان الصهيوني الإسرائيلي ، و مع ذلك لم تخرج مسيرة واحدة في المملكة السعودية ومشيخة الإمارات وإمارة الكويت وإمارة قطر ولا في بقية الأقطار العربية ، ألاتوجد حمية وضمير وأخلاق وكرامة وعزة وشرف ونخوة لدى هؤلاء القطعان من العرب ، ألايوجد قدر بسيط من التضامن الأخوي الإسلامي العروبي من هؤلاء العربان المهمشين أخلاقياً مع أشقائهم في فلسطين ؟
ألم يشاهد الأشقاء العرب أشقاءهم من الشعب اليمني والذي يخرج بالملايين في كل يوم جمعة متضامنين وطيلة عام وثلاثة أشهر بالوفاء والتمام ، ألم يخجلوا ويطأطئوا الرؤوس ؟ ؟ ؟ لمشاهد الكتل البشرية الملتهبة الصاخبة لأحرار اليمن العظيم وهم يتزاحمون ويتسابقون بالملايين للتضامن والمؤازرة مع أشقائهم الفلسطينيين واللبنانيين .
لذلك أنصح بمتابعة الحوار الضافي والمفيد جداً للبروفسوره / سوسن كريمي التي قالت في مقتضب حديثها الجميل مايلي : [ وإذا أنت إنسان مؤمن إن فيه رب عادل ،ضريبتك قوية راح تكون، لأن انته ملزم عقائدياً هنا،بالدفاع عن المظلوم، أقل شي باللسان ،راح تدفع ضريبة قوية جدا،قوية جدا،
أهل غزة احنا مسؤولين ،صدق مسؤولين،اللي قاعد يصير احنا مسؤولين، الله يكون في عوننا احنا،لأنهم في ساحة الشرف،في ساحة العزة،احنا في ساحة الذل،يعني انا اتمنى اكون هناك،واجد ارحم حسابي عند الله، هنا هنا احنا المحاسبين ،احنا هنا في ساحه الشهوات، احنا هنا نساعد أهلنا في غزة بالامتناع عن شهواتنا،تخيل لأي درجة ساحتنا رذيلة"صراحه"،تحارب انك انت تمسك أمام شهواتك،تقاطع بس تقاطع،يعني احنا هذا ذي يخب علينا ترا ،ذيلك أهل عزة أهل شرف ساحه بالدماء والرؤوس بالأطفال بشباب في عمر الزهور يدفعون ،احنا بكروشنا، والله انا اتفشل اقول هذا الشي، لازم نبوس أقدام المقاومة في غزة ،والله انا اقولها من حشاشه قلبي ،لازم نبوس أقدامهم انه رجعوا لنا شوي منظومه القيام، خلونا نفكر شنو المهم في الحياة ،ترى هالشباب مو قاعدين بس يضحون بدمائهم، قاعدين يخلقون يسترجعون لنا الوعي المحمدي، شنو المهم في الوجود، صدق هالدماء الزكية اللي قاعدة تسفك في أرض فلسطين"قاعدة تحرر الإنسانية" بالذات احنا الخليجيين، صدق
إن من يستمع لمثل ذلك الحديث المسؤول ، وهو بكامل قواه الذهنية والعقلية سيفوق من سباته العميق ومن غيبوبته الكبرى ومن عبثه بكل شيء، لعلها توقظ وعي وعقول وضمائر هؤلاء المجاميع التائهة من الشباب الخليجي والعربي والإسلامي على وجه الخصوص ، وإعادتهم إلى رشدهم ووعيهم ، وإلى طريق الحق الصائب الذي به يصنعون مستقبلهم الحقيقي بعيداً عن كل تلك المؤامرات الصهيونية الغربية التي تحاك ضدهم وضد مستقبلهم ، وهم لا يدركون .
إنني أنصح بشكل مخلص بأن يتابع الحكام العرب وحاشياتهم وحواشيهم ومخبريهم إلى كلمات وأحاديث ومحاضرات قائد الثورة اليمنية الحبيب / عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي يقدمه للجماهير العربية
والإسلامية وللأجانب في كل يوم خميس من كل أسبوع ، ويتعلموا منه المعاني والدروس والقيم والفقه السياسي العصري ، لعلهم يفقهون و يستفيدون.
وفوق كل ذي علم عليم
منذ صبيحة يوم ال 7 / من أكتوبر / 2023 م ، والذي أسماه المقاومون الفلسطينيون الأحرار ببدء معركة طوفان الأقصى العظيم ، والرأي العام العربي والإسلامي والأجنبي في حيرة وتخبط من أمرهم ، يقول قائل منهم ما ذا يفعلون أمام ذلك الزلزال الجارف للجوانب الأخلاقية والإنسانية والدينية والعروبية أمام ذلك الطوفان الهادر و البركان المجلجل ؟ ، لأن طوفان الأقصى حدث مثل زلزال مدوِ عصف بجميع تلك المسلمات التي تم الترويج لها إعلامياً وشعبياً وسلوكياً لعدد من العقود التي خلت ، وبمصطلحات ومفردات تم تكرارها على مسمع العوام والنخب من شعوبنا على حدٍ سوى ، مضافاً عليها شعوب العالم الأجنبي من حول العالم ،
فعلى سبيل المثال يتم ترديد مقولات ومفردات عبر عدد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية حول الواقع الذي نشأ منذ مطلع السبعينات وتحديدا بعد حرب أكتوبر العربية والإسرائيلية ومجيئ مرحلة التطبيع الذي بشر به/ محمد أنور السادات وتوقيع اتفاقية كامب ديفد سيئة الصيت والسمعة ، بعدها تسلسلت المفردات
الإعلامية على النحو الآتي :
الكيان الإسرائيلي اليهودي هو واحة للرخاء والآمان والحضارة والديمقراطية وحقوق الإنسان ووريث وحيد للقيم والمبادئ الخيرة للإنسانية المعاصرة جمعاء في الشرق الأوسط .
وان تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية بين الكيان الاسرائيلي الصهيوني اليهودي وبين المحيط العربي بأنظمتها القائمةاصبحت ضرورة حقيقية بل موضوعية مُلحة ، وأن ترك السلاح المقاوم جانبا أضحت ضرورة إنسانية اخلاقية للفلسطينيين بالذات لكي يعيش الفلسطيني واليهودي تحت راية السلام والتآخي والرخاء ، وخاصة بعد أن تم تعميم بنود اتفاقية ( أوسلو للسلام ) سيئة الصيت الموقعة بين حركة التحرير الفلسطينية[ فتح ] باعتبارها أول وأكبر حركة تحرير فلسطينية ، والتي سقطت سقوطاً مدوِ في شراك التطبيع والتنسيق الأمني مع العدو حد الخيانة لأرواح ودماء الشهداء الفلسطينيين والعرب الذين استشهدوا منذ قرابة أزيد من 100 عام ، والتضحية بملايين اللاجئين الفلسطينيين ، وبيع بالمجان لكل نضالات الشعوب العربية المقاومة للمشروع الصهيوني اليهودي الغربي في أرض فلسطين.
لو نتذكر فقط كم هم القادة الشرفاء الشهداء من العرب والمسلمين الذين استشهدوا من أجل أن تبقى مدينة القدس طاهرة غير مدنسة ، وتراب أرض فلسطين كل فلسطين تبقي حرة وطاهرة وشريفة وغير مدنسة من الاحتلال الأجنبي ، وإذا ما توغلنا في ذلك التاريخ المعادي للقدس الشريف ، فإن بدء الحملات الصليبية التي انطلقت من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا كانت كلها من أجل تدنيس أرض القدس الشريف ، أولى القبلتين ، وثالث الحرمين الشريفين ، ومسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى ، هكذا تعلمنا من سيرة الإسلام الحنيف والرسالة المحمدية الشريفة.
إن المشاهد المتابع لوسائل الإعلام ، وما تنقله من جرائم التطهير العرقي في قطاع غزة ، ويشاهد بالمقابل حجم التغافل الشعبي والرسمي وعدم المبالاة بتلك المشاهد المخيفة والمستفزة للمشاعر والروح العربية والإنسانية ، مشاهد رؤية تفحم وتقطع أجساد أطفال فلسطين الأبرياء ونسائها الطاهرات العفيفات المحتشمات ، ومشهد التجويع المؤلم لتدافع الأطفال والشيوخ لأخذ قسط محدود من طبيخ الفاصولياء والعدس وشيء يسير من طبخة البقوليات ، ورؤية التدمير المبرمج للأفران الخاصة بطباخة رغيف الخبز والمستوصفات والمدارس والمستشفيات ودور العبادة ، أمام هذا المشهد التدميري الوحشي يراقب المرء منا بأن المواطن العربي في الخليج العربي المتخم بمظاهر الاستهلاك الباذخ ، ويرى بقية شعوب الوطن العربي من المحيط الهادر إلى الخليج الجائر يمارسون حياتهم الطبيعية ، وكأن شيئاً لا يحدث في فلسطين ، سوى الاحتجاجات وبعض مظاهر الغضب في عدد من البلدان العربية منها اليمن السعيد ، والأردن ، ولبنان ، والعراق ، وتونس ، والمغرب وموريتانا ، ومن الشعب الإيراني المسلم . !!!.
كيف نسمي هذه الظاهرة العربية الإسلامية الغريبة ؟
كيف سيكتب التاريخ تلك المواقف المخزية للشعوب ونخبها المثقفة ؟
بعث لي صديق من الأهل الكرام بمقطع حواري رفيع المستوى والمضمون ، لا يتجاوز ثلاث دقائق فحسب للدكتورة / سوسن كريمي وهي أستاذة في جامعة البحرين ، والتي أجرت حواراً في برنامج البودكاتست من المنامة ، وقد لخصت البروفسورة في تلك الدقائق الثمينة ما يفوق ويوازي آلاف آلاف الساعات من الأحاديث التافهة والهابطة التي تسوقها العديد من القنوات التلفزيونية العربية والخليجية على وجه الدقة ، وكذلك القنوات الأجنبية والعديد من النوافذ الإعلامية التي للأسف يتابعها الملايين من العرب والمسلمين ، والتي تشغلهم عن متابعة ما يحدث من أحداث رهيبة ومفزعة لأهلنا الفلسطينيين في قطاع غزة من دمار وخراب وتجويع وإهانة للروح والنفس البشرية والإنسانية ، وما نشاهده من تصفيات جسدية وعرقية وصلت لاستشهاد أكثر من 42500 وجرح أكثر 110000 ، جلهم من الأطفال والنساء كل تلك المشاهد المرعبة والمفزعة لا يشاهدها العرب الخليجيين في الخليج العربي للأسف ، وبدلاً عن متابعة تلك الأخبار المستفزة الجارحة للضمير الإنساني ، ولأخلاق العروبة والإسلام والإنسانية جمعاء .
لقد خصص حكام مشائخ وملوك وأمراء الخليج العربي ومثيلاتها من العربان في وطننا العربي ، خصصوا برامج غنائية وراقصة وصاخبة بالطرب واللهو والمجون بالإضافة إلى البرامج الرياضية المسلية التي تلهي الشعوب والعوام ، هؤلاء الحكام هم المجرمون الحقيقيون الذين تسببوا في تغييب وتزييف وعي تلك الأمم
والاقوام من شعوبنا العربية التائهة.
منذ 7 أكتوبر 2023م وآلة الدمار الصهيوني اليهودي والأمريكي والأوروبي الوحشي تدمر وتحصد أرواح الفلسطينيين العُزل ، ونتاج تلك الوحشية خرجت معظم الشعوب في أميركا الشمالية وأوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا ، خرجوا جميعاً يتظاهرون طلابا وطالبات وشيوخ ومسنين وشباب وشابات مع أطفالهم وحتي مع حيواناتهم الأليفة أي مع كلابهم وقططهم ، خرجوا محتجين غاضبين على جرايم الكيان الصهيوني الإسرائيلي ، و مع ذلك لم تخرج مسيرة واحدة في المملكة السعودية ومشيخة الإمارات وإمارة الكويت وإمارة قطر ولا في بقية الأقطار العربية ، ألاتوجد حمية وضمير وأخلاق وكرامة وعزة وشرف ونخوة لدى هؤلاء القطعان من العرب ، ألايوجد قدر بسيط من التضامن الأخوي الإسلامي العروبي من هؤلاء العربان المهمشين أخلاقياً مع أشقائهم في فلسطين ؟
ألم يشاهد الأشقاء العرب أشقاءهم من الشعب اليمني والذي يخرج بالملايين في كل يوم جمعة متضامنين وطيلة عام وثلاثة أشهر بالوفاء والتمام ، ألم يخجلوا ويطأطئوا الرؤوس ؟ ؟ ؟ لمشاهد الكتل البشرية الملتهبة الصاخبة لأحرار اليمن العظيم وهم يتزاحمون ويتسابقون بالملايين للتضامن والمؤازرة مع أشقائهم الفلسطينيين واللبنانيين .
لذلك أنصح بمتابعة الحوار الضافي والمفيد جداً للبروفسوره / سوسن كريمي التي قالت في مقتضب حديثها الجميل مايلي : [ وإذا أنت إنسان مؤمن إن فيه رب عادل ،ضريبتك قوية راح تكون، لأن انته ملزم عقائدياً هنا،بالدفاع عن المظلوم، أقل شي باللسان ،راح تدفع ضريبة قوية جدا،قوية جدا،
أهل غزة احنا مسؤولين ،صدق مسؤولين،اللي قاعد يصير احنا مسؤولين، الله يكون في عوننا احنا،لأنهم في ساحة الشرف،في ساحة العزة،احنا في ساحة الذل،يعني انا اتمنى اكون هناك،واجد ارحم حسابي عند الله، هنا هنا احنا المحاسبين ،احنا هنا في ساحه الشهوات، احنا هنا نساعد أهلنا في غزة بالامتناع عن شهواتنا،تخيل لأي درجة ساحتنا رذيلة"صراحه"،تحارب انك انت تمسك أمام شهواتك،تقاطع بس تقاطع،يعني احنا هذا ذي يخب علينا ترا ،ذيلك أهل عزة أهل شرف ساحه بالدماء والرؤوس بالأطفال بشباب في عمر الزهور يدفعون ،احنا بكروشنا، والله انا اتفشل اقول هذا الشي، لازم نبوس أقدام المقاومة في غزة ،والله انا اقولها من حشاشه قلبي ،لازم نبوس أقدامهم انه رجعوا لنا شوي منظومه القيام، خلونا نفكر شنو المهم في الحياة ،ترى هالشباب مو قاعدين بس يضحون بدمائهم، قاعدين يخلقون يسترجعون لنا الوعي المحمدي، شنو المهم في الوجود، صدق هالدماء الزكية اللي قاعدة تسفك في أرض فلسطين"قاعدة تحرر الإنسانية" بالذات احنا الخليجيين، صدق
إن من يستمع لمثل ذلك الحديث المسؤول ، وهو بكامل قواه الذهنية والعقلية سيفوق من سباته العميق ومن غيبوبته الكبرى ومن عبثه بكل شيء، لعلها توقظ وعي وعقول وضمائر هؤلاء المجاميع التائهة من الشباب الخليجي والعربي والإسلامي على وجه الخصوص ، وإعادتهم إلى رشدهم ووعيهم ، وإلى طريق الحق الصائب الذي به يصنعون مستقبلهم الحقيقي بعيداً عن كل تلك المؤامرات الصهيونية الغربية التي تحاك ضدهم وضد مستقبلهم ، وهم لا يدركون .
إنني أنصح بشكل مخلص بأن يتابع الحكام العرب وحاشياتهم وحواشيهم ومخبريهم إلى كلمات وأحاديث ومحاضرات قائد الثورة اليمنية الحبيب / عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي يقدمه للجماهير العربية
والإسلامية وللأجانب في كل يوم خميس من كل أسبوع ، ويتعلموا منه المعاني والدروس والقيم والفقه السياسي العصري ، لعلهم يفقهون و يستفيدون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.