"نصرا أو استشهاد" هكذا رددتها المقاومة الفلسطينية من خلال معركة طوفان الأقصى ليكتب لها فصلا جديداً من المواجهة بين المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس ومهندسها الشهيد الراحل "يحيى السنوار" والكيان الصهيوني وبعد مضي "15 شهرا" من صمود وثبات الشعب الفلسطيني الذي قدم كل غال وثمين من اجل قضيته رغم المجازر البشعة والإبادة الجماعية، واستخدام الكيان الصهيوني لكل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً خلفت دمارا مهولاً وما عرف بخطة "الجنرالات التدميرية" ليتم حصار مدينة غزة ذات المساحة الضيقة من كل الجهات، ومنع ابسط مقومات الحياة عن شعب غزة مستغلاً حالة الخنوع والانبطاح والتخاذل العربي والإسلامي في حين كان الدعم والمدد للكيان الصهيوني من دول العالم وعلى رأسها امريكا وبريطانيا. سيكتب التاريخ، أن الفلسطينيين ورجالها الأوفياء سيظلون حصنا منيعا أمام العدو، ويسطرون أروع البطولات والانتصارات في التضحية والفداء لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً لها منذ أن خاض العرب الحروب مع الكيان الصهيوني الغاشم، وستذكر الأجيال أن أحرار اليمن وأحرار لبنان قدوا الدعم والإسناد للمقاومة الفلسطينية وانخراطهم في هذه المعركة التاريخية. وفي الأخير لا يسعنا إلا أن نذكر فيها بعض الانجازات العظيمة للمقاومة الفلسطينية التي ستضاف إلى رصيدها البطولي، وأنها صاحبة المبادرة التاريخية في إطلاق الحقيقة التي فجرت معركة طوفان الأقصى لتنهي بذلك زمن العربدة الصهيونية، وتحقق لأول مرة الانتصار من تحت الركام وتحطيم أسطورة جيش الكيان الذي لا يقهر.. وهذا ما أدى الى خضوع الكيان الصهيوني في الأخير، والمضي قدماً بصفقة الأسرى من خلال أطلاق جميع الأسرى بما فيهم قيادات المقاومة، والانسحاب من قطاع غزة، ورفع الحصار، وإعادة إعمار غزة من جديد.. هذه المكاسب سيكون لها أبعاد إستراتجية على المدى القريب والبعيد، واثبات وقوة ووجود المقاومة الفلسطينية في المشهد السياسي الفلسطيني لتغير وجه المنطقة ودخولها في معادلات جديدة، وبصمود الشعب الفلسطيني استطاع أن يعيد قضيته إلى الساحة الدولية، ويثبت للعالم اجمع أن القضية الفلسطينية ستظل حاضرة في كل المحافل باعتراف الجميع إلى أن يتم تحرير كامل فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.