يرى مراقبون ان الساحة التركية والاسرائيلية ستكون محور تنافس قادم بل انه قد يتحول إلى نفوذ صراع .. إذ لم يعيد يخفى أمر ذلك الصراع ومن هنا علينا أن نلحظ ذلك القلق الصهيوني من تزايد النفوذ التركي الذي بدأ يظهر في العديد من الكتابات والتصريحات الصهيونية .. وبالمقابل بدأ الاتراك يدركون ان الصهيونية لها أطماع وتحالفات يمكن اعتبارها مضرة بالأمن القومي التركي . فالكيان الصهيوني لديه اجندة خاصة به قائمة على المكر والخداع والتضليل ولا يضع أي اعتبار لأية تحالفات أو علاقات تربطه بأي مكون أو دولة في المنطقة طالما ان مصالحته تتحقق ولو عبر المؤامرات وعبر عقد تحالفات مضرة بحلفائه أو علاقاته .. هذا هو ديدن الصهاينة وتلك هي عقيدة الصهيونية التي لا ثبات فيها لأي علاقة ولو كانت وطيدة . ولو جئنا لقراءة روزنامة المنطقة وتحديداً منطقة الشام التي هي امتداد للجيوبوليتك الصهيوني المعلن والمخفي سنجد ان الكيان الصهيوني بسقوط بشار الأسد سارع إلى تدمير مستودعات الاسلحة والى ضرب المنشآت العسكرية المهمة في سوريا .. وحيث تقرأ الاسباب يصادفك تقرير (ناغل) الصهيوني الذي حذر من التحالف التركي السوري بعد سقوط بشار الأسد .. ومما ضاعف من مخاوف الكيان الصهيوني ان بادر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى عقد قمة طارئة "للكابنيت" الصهيوني ناقشوا خلال هذا الاجتماع الطارئ ابعاد التدخل التركي في سوريا .. في اطار المخاوف الصهيونية من أي تحرك تركي سوري في المستقبل المنظور .. ومثل هذه المخاوف الاسرائيلية تؤكد ان هناك استراتيجية إسرائيلية قائمة ومعدة للعمل بها في إطار هذه العلاقات المستفزة وكانت اوساط صهيونية قد بادرت الى توجيه ملاحظات مهمة للاستخبارات العسكرية الصهيونية كونها عجزت عن سرعة تحليل الموقف في سوريا التي افضت الى سقوط الأسد وقدرة تركيا على النفاذ إلى الداخل السوري وفرض معادلتها وأراداتها على واقع التغيير في سوريا . وفي تحليلها الاعلامي الاستخباري اشارت صحيفة يديعوت احرونوت إلى ان هناك كان مخطط صهيوني يسعى إلى تقسيم سوريا الى ثلاث كتل يبقى الأسد في دمشق فيما يقوم كيان كردي في شمال شرق سوريا , ويقوم كيان درزي في جنوبسوريا والهدف من ذلك خنق حزب الله ومنع تركيا من التوسع في سوريا . ولهذا كان سقوط بشار الأسد حافزاً للصهاينة للإسراع في تدمير الجيش السوري والمقدرات التسليحية والمعدات النوعية التي كان يمتلكها الجيش السوري خشية ان تصل الى ايدي الثوار والجماعات المسلحة التي اسقطت بشار الأسد . وفي اطار المساعي الصهيونية الهادفة الى تشكيل الجغرافية السورية وتحالفاتها جاء التحرك الصهيوني العاجل بالاتصال مع قوات سوريا الديمقراطية واتجاهات الصهاينة لدعم الاكراد غير مبالين بعلاقتهم مع تركيا طالما أن مصالح الصهاينة قائمة على الأكراد في المرحلة القادمة . ودون ريب ان العين المخابراتية التركية قد تابعت وأدركت المرامي الحقيقية للأطماع الصهيونية في الجغرافية السورية وفي ما بعد الجغرافية السورية باتجاه تركيا ولذا فان تركيا اليوم تعي أبعاد المؤامرة الصهيونية وقد اتخذت موقفاً متحفزاً تجاه هذه الاطماع الصهيونية المضمرة وكثير من القضايا الخلافية بين الاتراك والاسرائيليين هي في طي الكتمان ويتم تجاوزها من انقرة ومن تل أبيب حفاظاً على شيء من المصالح المشتركة القائمة بينهما .. لكنها خلافات تجري تحت الرماد وتوشك ان تشتعل في قادمات المراحل , كون الصهيونية لها اطماع كبيرة ولا تؤتمن من الخداع الذي يعتبر سمة رئيسية في الثقافة الصهيونية وفي شخصية الإسرائيلي المتخم بالأطماع وبالرغبة في التوسع وفي التهام الجغرافية المجاورة أو القريبة منه ان لايعدم الذرائع التي تمكنه من ذلك . وغير خاف ما طالب به المحلل العسكري الصهيوني عيدو ليفي واشنطن باستمرار الدعم المقدم للأكراد (قسد) لاستمرار سيطرتهم على شمال شرق سوريا وتحجيم الدور التركي هناك . وهذا واكبه اندفاع كردي في اعلان إلهام أحمد رئيس دائرة الشؤون الخارجية لقسد استعداد الأكراد للتعاون مع أي جهة تطالب القوات الأمريكية بالبقاء في سوريا وتحديداً المطالبات الصهيونية بذلك وهي اشارة للاستفادة من العلاقات مع الكيان الصهيوني لغرض واقع حال كردي مدعوم من الكيان الصهيوني مقابل خدمات عسكرية لخنق حزب الله وتحجيم التواجد التركي في سوريا. وهذا الموقف ... ... إلى المراقبة المكثفة للعلاقات الكردية الصهيونية , فاتجهت الى دعم ما يسمى الجيش الوطني السوري لشن هجمات متواصلة على الأكراد في مطقة بنج ولم تتردد تركيا من مطالبة الكيان الصهيوني الى سحب قواتها من الاراضي السورية التي اقتحمتها في اطار ما اسمتها المنطقة العازلة في سوريا. ويبدو ان الادارة السورية الجديدة تفكر جدياً بتوقيع شراكة دفاعية مع تركيا توفر لها حماية للأجواء السورية .. ولهذا رأينا هناك تحذيرات تركية من التوسع الصهيوني .. وقد صدر في اكتوبر العام 2024م تحذير من الرئيس التركي طيب اورودغان الذي اشار فيه الى تحذير من تحرك تل أبيب نحو دمشق .. ان ذلك يمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي التركية .. وسبق أن تناول الاعلام تصريحات الرئيس التركي رجب طيب ارو دوغان حين قال : بان إسرائيل تستند إلى التوراة المحرفة وبفعل التعصب الديني ستسعى بعد فلسطين ولبنان الى تركيا . وهنا يؤكد الكاتب التركي الدكتور ياسين أقطاي الذي يقول : "وجود اسرائيل يشكل تهديداً" للبشرية ومنذ يوم تأسيسها لم تجلب شيئاً سوى الضرر لتركيا وهي تهدف بشكل واضح الى التهام تركيا . آخر تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي غيدعون ساعر خلال لقائه مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي ومورغان أورتاغوس نائبة المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الشرق الأوسط يوم 18 فبراير 2025م إن تركيا تتعاون مع إيران في تهريب الأموال لصالح حزب الله وأضاف أن طهران كثفت جهودها لإعادة حزب الله إلى الواجهة من جديد ..ما يستدعي على الأمة الإسلامية والعربية أن توحد مواقفها العملية بحقيقية وجد أمام التغول الإسرائيلي وخطة الرئيس الأمريكي دونالد جون ترامب الرامية للتهجير والتطهير العرقي والتوسع في الجغرافية العربية لحساب الكيان الصهيوني.