ليس ما يشهده اليمن اليوم من تشظٍّ سياسي وتمزيق للنسيج الاجتماعي وليد الصدفة، أو مجرد تداعيات عفوية لصراع داخلي؛ بل هو "هندسة جيوسياسية" دقيقة، حذرنا من إرهاصاتها في كتابنا "الشرق الأوسط الجديد بأجندة صهيونية". إننا نعيش اليوم لحظة "تحديث" لخرائط (...)
لطالما كان "اليمن الواحد" هو النبض الذي يُحرّك وجدان الأحرار، والحلم الذي كحّل مآقي الآباء والأجداد عبر عقود من النضال والتضحيات المريرة. لم تكن الوحدة في الثاني والعشرين من مايو 1990م مجرد توقيع بروتوكولي سياسي أو دمجٍ إداري للمؤسسات، بل كانت لحظة (...)
في عالمٍ تلاشت فيه الحدود التقليدية للحروب، لم يعد الصراع مقتصرًا على المواجهة العسكرية المباشرة أو الصخب الميداني، بل انتقل إلى أروقة "صناعة الوعي" و"هندسة الفقر". إن ما نشهده اليوم هو محاولة ممنهجة لتحويل الإنسان من كائنٍ مفكر ذي رسالة حضارية، إلى (...)
يطل علينا "اليوم العالمي للغة العربية" لا ليكون مجرد مناسبةٍ عابرة في تقويم الأيام، بل ليطرح سؤال الوجود والانتماء على مائدة الوعي العربي المعاصر.
إننا أمام لغةٍ ليست ككل اللغات؛ فهي التي صمدت في وجه عوادي الزمن لأكثر من ألف وستمائة عام، لا بفضل (...)
إن إدارة الصراع الإقليمي على حساب السيادة اليمنية والتحول في السيطرة... تحالف المصالح لا المبادئ.
شهدت الساحة الجنوبية والشرقية من اليمن تطورات متسارعة مؤخرًا، تمثلت في تحركات للقوات التابعة للأطراف الإقليمية. إن مشهد "مرتزقة تنسحب ومرتزقة تسيطر، (...)
يُعدّ الإعلام، في سياق الصراع اليمني المستمر، ساحة معركة لا تقل أهمية عن الجبهات العسكرية، خاصة في محافظات جنوب وشرق اليمن. إن الآلة الإعلامية الضخمة التي تديرها وتغذيها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، عبر أذرعها المباشرة (...)
إن تداعيات السيطرة على حضرموت والمهرة تمثِّل كسراً لتوازن القوى في اليمن.
لذا، فإن السيطرة الفعلية على محافظتي حضرموت والمهرة تمثل نقطة تحول استراتيجية حرجة في الصراع اليمني، فهي تتجاوز كونه تغييراً إدارياً، لتصبح خطوة حاسمة نحو تكريس الواقع (...)
لم تكن المشاركة العسكرية الإقليمية في اليمن ضمن "تحالف دعم الشرعية" عام 2015 مجرد دعم لحكومة معترف بها، بل كانت، في جوهرها، استثمارًا جيوسياسيًا استراتيجيًا يهدف إلى إعادة رسم خريطة النفوذ الإقليمي. وبدلاً من التركيز على استعادة الدولة الموحدة، (...)
تشهد مدينة سيئون في وادي حضرموت تصعيداً عسكرياً خطيراً، محوّلاً المدينة إلى ساحة مواجهة مفتوحة إثر محاولات ميليشيا "المجلس الانتقالي" السيطرة على مقار الدولة. وقد كشفت التطورات الميدانية الأخيرة عن عمق الصراع على النفوذ والثروات، ودفعت بالمحافظة (...)
في مقالنا السابق "حضرموت نبض اليمن..."، لا يسعنا إلا أن نتابع الخطوة ونغوص أعمق في روح هذه البقعة المباركة عن أهم محافظة في مشرق اليمن. وعن الخطر الذي يحفّ ب "نبض اليمن" ليس خطرًا عسكريًا أو سياسيًا وحسب، بل هو محاولة بائسة لاغتيال الهوية وابتلاع (...)
في قلب اليمن، تقف حضرموت الشامخة، ليست مجرد أرض، بل هي عِرقٌ ممتد من صدر اليمن إلى آخر نبض فيه. هي ذاكرة، وتاريخ، وكرامة، هي عمامة عالم وسيف مقاتل، هي رِجل تاجر هزّ البحار ونشر الإسلام في أصقاع كثيرة من البلدان. ولكنها اليوم، تتعرض لخطر وجودي، لخطر (...)
رسالة إلى كل مسؤول.. ما بعد السلطة: هل سيدعون لك أم عليك؟..في عالم المناصب والإدارة، وبين الحكّام والقضاة، والقادة العسكريين والأمنيين ومشايخ القبائل، هناك حقيقة واحدة مطلقة يتغافل عنها الكثيرون في غمرة الزهو بالسلطة: "الدوام لله وحده، والمنصب لا (...)
في موقع استراتيجي بالغ الحساسية، وفي قلب جبهة مقاومة مستهدفة لا تهدأ تحدياتها، تقف دائرة الأمن والمخابرات اليمنية كالحصن المنيع، درعاً لا يُخرق وسداً لا يُهدم، تحمي أمن اليمن واستقراره في صنعاء وكل شبر من الأرض. منذ اللحظة الأولى للعدوان الشامل الذي (...)
ثمن وهم التفوق في صفقات السلاح
في خضم التطورات الجيوسياسية المتسارعة التي يشهدها الشرق الأوسط، تظل صفقات السلاح الكبرى والميزانيات الدفاعية الضخمة محط أنظار المراقبين والمحللين. إنها ليست مجرد اتفاقيات لشراء عتاد، بل هي مؤشرات عميقة على التوازنات (...)
خطورة "العميل الجديد"
في الأجزاء السابقة، تناولنا دور الجهاز الأمني في تفكيك شبكات التجسس وحماية البنية التحتية من الهجمات السيبرانية. اليوم، نفتح أخطر ملفات المواجهة؛ وهو ملف تجنيد الذمم عبر المال الأسود والغزو الثقافي الموجّه. لم يعد العميل هو (...)
لطالما كان وادي زبيد، بأرضه الخصبة ومياهه الغزيرة، ليس مجرد مورد طبيعي، بل هو شريان الحياة الذي تدفق معه العمران والعلم والتجارة ليُنشئ ويُغذي مدينة زبيد التاريخية، إحدى أروع حواضر اليمن والعالم الإسلامي.
إن القصة الكاملة لوادي زبيد تتجاوز الحدود (...)
قصص "صياد الظلال" في الحرب السيبرانية وحماية العقول في حضرة الكشف والإنجاز.
في الجزء الأول، أكدنا على وجود الاستثناء المضيء؛ ذلك الجهاز الأمني الوطني الذي يرفض قاعدة "لا تقترب، لا تلمس، لا تفضح"، ويقوم بواجبه ك "حارس للعهد" و"درع منيع". وفي الجزء (...)
1. معركة الهروب من الحقيقة
يجد واقع الحكام العرب اليوم نفسه في مواجهة حتمية مع التاريخ والزمن، معركة لا تقل ضراوة عن محاولة التجميل ضد الشيخوخة. ففي زمن "الصورة" سريعة الانكشاف، تحاول النخب الحاكمة، التي ضرب مواقفها السياسية الوهن والعمالة والخوف (...)
تستحضر الذاكرةُ حكايةَ "دوريان جراي"، الشخصية الأسطورية في رواية أوسكار وايلد، الذي باع روحه ليبقى شبابه الخالد، بينما تنتقل كل خطيئة يرتكبها، وكل قُبح يُضمره، إلى لوحته المخفية. ظلت تلك اللوحة تحفة فنية في مظهرها، لكنها تحولت خلف الستار إلى مرآة (...)
من الصيد في الظل إلى معركة الوعي الرقمي
في الجزء الأول، أشرنا إلى الاستثناء المضيء؛ تلك الأرض التي أبت أن تُطبق عليها قاعدة "لا تقترب، لا تلمس، لا تفضح"، والتي اختارت أن يبرز فيها "حارس العهد" و"الدرع المنيع" المتمثل في الجهاز الأمني الوطني. لقد (...)
حكايات من "خزائن الأسرار"
لطالما سحرنا الكُتّاب الذين غاصوا في دهاليز "خزائن الأسرار" ليخرجوا لنا بقصص الأبطال السريين. فمن منا لا يتذكر حكايات من سجلوا صفحات من صراع الظل والضوء، حيث لا مكان للضعف ولا مجال للغفلة؟.
في زمنٍ تُرى فيه العمالة مجرد (...)
في زمنٍ يتسابق فيه المؤثرون ليعتلوا منصات القدوة، نجد أنفسنا أمام حقيقة مُرّة. ففي كتابه اللاذع "نظام التفاهة"، يطرح الكاتب الكندي آلان دونو تشخيصاً قاسياً لواقعنا، قد يُفسر هذا التحول:
إن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم في هذه الأيام. لقد تغيَّر (...)
في زمن ضجَّت فيه الأبصار ببريق السطحية، يأتي مقالنا ليأخذنا في رحلة تأمل، مستنيرًا بأبهى نور، نور القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ليُعرّفنا على أخطر "نظام" يهدد جودة الحياة: نظام التفاهة.
لقد أحدث كتاب الفيلسوف الكندي (آلان دونو) "نظام (...)
منذ السابع من أكتوبر، شهد قطاع غزة حربًا طاحنة استمرت أكثر من سنتين، حربٌ لم تكن مجرد صراع عسكري تقليدي، بل كانت اختبارًا للإرادة والصبر والاستراتيجيات المتباينة. يُطرح السؤال المنطقي في نهاية المطاف: من الذي حقق أهدافه بقوة السلاح؟ إن الإجابة على (...)
في كل مؤسسة ومجتمع، يبرز نمط من المسؤولين يحمل في ظاهره كل علامات الكفاءة والنزاهة والالتزام، لكنه في الحقيقة ليس إلا واجهة مزيفة تستر وراءها الفساد والتلاعب.
هذا المسؤول، الذي يتوشح ببريق الشهرة ويتقن فن رفع الشعارات الرنانة، هو ممثل بارع يؤدي دوره (...)