تشهد مدينة سيئون في وادي حضرموت تصعيداً عسكرياً خطيراً، محوّلاً المدينة إلى ساحة مواجهة مفتوحة إثر محاولات ميليشيا "المجلس الانتقالي" السيطرة على مقار الدولة. وقد كشفت التطورات الميدانية الأخيرة عن عمق الصراع على النفوذ والثروات، ودفعت بالمحافظة النفطية نحو الانهيار بعد أن تمكنت القوات الموالية للإمارات من السيطرة بشكل كامل على مقر "المنطقة العسكرية الأولى" وجميع المرافق العسكرية والحكومية الرئيسية في المدينة. * الاستيلاء والتدمير: إخراج سعودي - إماراتي يصف مراقبون عمليات السيطرة على مواقع "المنطقة العسكرية الأولى" بأنها "مسرحية هزلية عابثة"، حيث استولت مليشيات "الانتقالي" المدعومة إماراتياً على مواقع استراتيجية وعتاد عسكري كبير شمل معسكرات ومروحيات ودبابات ومدفعية ثقيلة ومخازن للذخائر، كانت جميعها تحت سيطرة القوات المدعومة سعودياً. هذا المشهد يؤكد أن ما حدث هو عملية منظمة ب إخراج سعودي - إماراتي هدفها تدمير حضرموت وتقسيمها، في سياق مخطط أوسع يستهدف اليمن. ولمواجهة هذه المؤامرة، فإن صنعاء تفتح أحضانها لمن يعود إلى الصف الوطني، خاصة وأن اليمن يتعرض لمخطط خبيث يستوجب على جميع الفصائل توحيد الصف والهدف والمصير. * أبرز التطورات الميدانية والصراع على الثروات * اقتحام وإسقاط المنطقة العسكرية: بعد نصب نقاط تفتيش حول المقر ودارت اشتباكات متفرقة منها أستعراضية وذلك بالأسلحة الثقيلة، أعلنت قوات الانتقالي بعدها سيطرتها التامة على المقر، مما أدى إلى شلّ الحركة وتعليق الدراسة في سيئون. * سقوط المطار الاستراتيجي: بالتزامن مع الاشتباكات، سيطرت قوات الانتقالي على مطار سيئون الدولي، أحد أهم المرافق الاستراتيجية، في عملية تثير التساؤلات حول التخاذل الذي سهل سقوط هذا المرفق الحيوي. * معركة الثروات: يؤكد مراقبون أن الصراع يمتد ليشمل السباق للسيطرة على الموارد الاقتصادية ومنشآت النفط في وادي المسيلة، بعد حادثة اقتحام "بترومسيلة"، حيث تُستخدم هذه الثروات كورقة ضغط في لعبة النفوذ المحلي. * التداعيات الإنسانية.. ثمن الصمت لم يقتصر هذا الصراع العبثي على المعسكرات، بل بدأ يدفع السكان المدنيين في وادي حضرموت نحو الكارثة الإنسانية. فمع تعليق الدراسة وشلّ الحركة، يواجه المواطنون ارتفاعاً جنونياً في أسعار السلع الأساسية ونقصاً حاداً في الخدمات الحيوية، ما يهدد بنسف السلم الأهلي. إن هذا الإغراق في الفوضى لا يخدم سوى أجندات التقسيم التي تسعى لتمزيق الجغرافيا اليمنية وإضعاف الجبهة الداخلية، لتظل المنطقة بكاملها تحت رحمة مشاريع الهيمنة الإقليمية والدولية، وهو ما يتطابق مع ما ورد في كتابنا "الشرق الأوسط الجديد بأجندة صهيونية". ❓ التواطؤ وغياب القرار الرسمي يكشف هذا التحول الخطير عن أبعاد سياسية مشبوهة، حيث تبرز تساؤلات جدية حول تواطؤ واضح من القيادة الرسمية. فقد تمت هذه التطورات الميدانية في ظل غياب الأوامر والتعليمات من قبل رئيس ما يسمى "مجلس القيادة الرئاسي" (العليمي) ووزير الدفاع، بل ووصل الأمر إلى إغلاق هواتفهم لتجنب إصدار أي قرار عسكري يعيق المخطط. هذا التخاذل المتعمد يؤكد أن القيادة المتواجدة في الخارج سمحت بتنفيذ أجندة التقسيم والسيطرة، ما يعزز حالة الفوضى والانقسام. * الخاتمة: أدوات في خدمة الأجندات إن الصراع في حضرموت يمثل صراعاً علنياً على النفوذ الإقليمي والدولي، تستخدم فيه الأطراف المحلية ك "أدوات" لتحقيق أجندات خارجية لتقاسم وتقسيم الثروة والسلطة. ويبقى المدنيون هم الضحية الكبرى لهذا الصراع العبثي الذي يهدد بتقويض ما تبقى من أمن واستقرار في المحافظة، في مسرحية عبثية جديدة من إخراج سعودي إماراتي.