في موقع استراتيجي بالغ الحساسية، وفي قلب جبهة مقاومة مستهدفة لا تهدأ تحدياتها، تقف دائرة الأمن والمخابرات اليمنية كالحصن المنيع، درعاً لا يُخرق وسداً لا يُهدم، تحمي أمن اليمن واستقراره في صنعاء وكل شبر من الأرض. منذ اللحظة الأولى للعدوان الشامل الذي سُخّرت له كل أدوات الأعداء للنيل من صمود اليمن وتركيع إرادته، برز دور هذا الجهاز السيادي كالطود الأشم والصخرة الصلبة التي تتحطم عليها مؤامرات ومخططات الخارج. إنها ليست مجرد دائرة أمنية، بل هي رمز حي للولاء المطلق والانتماء الأصيل، وقوة عملياتية خفية تعمل بصمت وإصرار لحماية السيادة الوطنية من كل خطر محتمل. * صخرة تتحطم عليها أمواج الإرهاب والمؤامرات في خضمّ الاضطرابات الإقليمية التي تهدف لشرذمة المنطقة، لمعت المخابرات اليمنية كصخرة صماء تتحطم عليها أمواج الإرهاب والعمالة والتخريب. فبفضل الكفاءة النوعية لضباطها وجنودها، ودقة معلوماتها الاستخباراتية الاستباقية، نجحت الدائرة في إحباط العشرات من المخططات الإرهابية والتخريبية التي كانت تستهدف الجبهة الداخلية، والتي تضخمت مواردها بتمويل خارجي مشبوه. ولم يقتصر دورها على تأمين الداخل فحسب، بل أسهمت بفاعلية في حماية محور المقاومة ككل من خطر الجماعات المتطرفة عبر تبادل المعلومات الاستخباراتية الهامة، مؤكدة بذلك عمق التزامها الأمني والاستراتيجي. توازن دقيق بين الأمن والعدالة تُعد المخابرات خط الدفاع الاستراتيجي الأول عن الاستقرار الداخلي، حيث تتابع وتراقب التحركات المشبوهة، وتواجه بحزم الجريمة المنظمة، وتكافح بذكاء عمليات التجسس والتخريب الاقتصادي والاجتماعي. كل ذلك يتم بمهنية واحترافية عالية تهدف إلى إبقاء المواطن آمناً ومطمئناً، مع التأكيد على عدم المساس بحقوق الأفراد وحرياتهم العامة التي كفلها الشرع والدستور. هذا التوازن الدقيق بين حماية الأمن القومي والالتزام بالعدالة هو ما يمنح الجهاز شرعيته وقوته من الشعب. * سلاح السيادة في مواجهة الجبهة الناعمة لم تقتصر جهود دائرة الأمن والمخابرات اليمنية على العمل الميداني التقليدي، بل امتدت لتُشكّل عنصرًا حاسمًا ومؤثرًا في مواجهة الحرب الناعمة التي يشنها الأعداء. فمن خلال التعاون الوثيق مع أجهزة الاستخبارات العسكرية والأمنية الأخرى، تمكنت من كشف وتفكيك شبكات التجسس العالمية التي حاولت اختراق النسيج المجتمعي والسياسي، وتتبع خلايا التخريب الإعلامي والنفسي التي تعمل على بث الشائعات وإضعاف الروح المعنوية. هذه النجاحات عززت من مكانة اليمن كركيزة أمنية محورية تملك من المهنية والاحتراف ما مكّنها من إحباط عشرات العمليات المعقدة التي خططت لها أجهزة مخابرات دولية معادية. * جنود الظل: إخلاص بلا حدود إن العاملين في دائرة الأمن والمخابرات اليمنية هم جنود مجهولون في كتيبة الإخلاص للوطن، يُضحّون بأغلى أوقاتهم وراحتهم لأجل أمن وراحة الأمة. يعملون في الظل، بعيدًا عن بهرجة الأضواء، متسلحين بعقيدة راسخة مفادها أن أمن اليمن وسيادته فوق كل اعتبار. إخلاصهم المتقد ووطنيتهم الفائقة جعلت من هذا الجهاز نموذجًا يُحتذى به في التضحية والتفاني في خدمة الوطن والمواطن. خلاصة القول: إن المخابرات اليمنية ليست مجرد جهاز أمني؛ بل هي قصة فداء ونجاح يُسطّرها أبناء الوطن المخلصون يوماً بعد يوم. بفضل يقظتهم وحنكتهم الفائقة، يبقى اليمن - بفضل الله - واحة أمنٍ واستقرار في إقليمٍ يضج بالصراعات. ستظل عيونهم الساهرة تراقب وتحمي، ليبقى الوطن عزيزاً شامخاً، عصيًّا على كل من تسوّل له نفسه المساس بأمنه واستقراره والنيل من ثوابته الوطنية والقومية.