شهدت مناطق جنوبسوريا، وتحديدًا في ريف العاصمة السورية دمشق ودرعا والقنيطرة، تصعيدًا عسكريًا جديدًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث وسعت الأخيرة عملياتها داخل البلدات السورية القريبة من الحدود مع الجولان المحتل. فقد توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في الجنوب السوري، ووصلت إلى عدة نقاط بارزة، منها جبل الشيخ وحرش جباثا الخشب والتلول الحمر في محافظة القنيطرة، بالإضافة إلى كتيبة الهاون بالقرب من بلدة عابدين في ريف درعا الغربي، حيث أقام الاحتلال نقاط عسكرية ولا يزال متمركزا فيها حتى الآن. وقد شهدت مناطق متقدمة توغلات لقوات الاحتلال لساعات ثم انسحبت منها مثل منطقة حوض اليرموك غربي درعا، حيث وصلت القوات إلى بلدات كويا وجملة ومعرية وعابدين، كما منعت قوات الاحتلال المزارعين من الوصول إلى أراضيهم في الوادي القريب من بلدة عابدين وكويا في ريف درعا الغربي لزراعتها، وهي مصدر رزقهم الوحيد. إسرائيل تحاول الاستفادة من الوضع الراهن الذي يحتاج إلى موقف واضح من الدولة السورية الجديدة والتي من المتوجب عليها اختيار حلفائها بشكل جيد، وخاصة العرب لأنها في مرحلة تأسيس وتحتاج إلى دعم خارجي وداخلي لمواجهة تمادي إسرائيل داخل الأراضي السورية. يأتي ذلك بالتزامن مع اعلان مكتب رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني، يوم أمس الأول السبت أن نتنياهو وكاتس أصدرا تعليمات للجيش بالتدخل العسكري لحماية سكان جرمانا في جنوبدمشق، ووفقاً لمراقبين فقد استغلت حكومة الاحتلال أخطاء حكام سوريا الجدد في قمع الأقليات بهدف توسيع احتلالها تجاه مناطق جديدة في ريف العاصمة السورية. ولليوم الثاني على التوالي تشهد مدينة جرمانا في ريف دمشقالجنوبي مواجهات بين عناصر الأمن العام التابع لحكومة دمشق المؤقتة وبين سكان البلدة من الطائفة الدرزية، على خلفية مقتل "أحمد أديب الخطيب" أحد ضباط الأمن العام التابع لإدارة العمليات العسكرية أثناء شن حملة أمنية في المدينة بذريعة البحث عن فلول النظام السابق ووفقاً لسكان محليين فقد وصلت تعزيزات من مقاتلي الطائفة الدرزية للمدينة قادمة من السويداء وأكد السكان ان قوات عسكرية وأمنية تحاصر مدينة جرمانا من عدة جهات حيث بدأت محاولاتها لاقتحام المدينة. وفي الآونة الأخيرة شهدت مناطق ريفي حماة واللاذقية غرب سوريا تصعيدًا أمنيًا خطيرًا عقب حملات مداهمة نفذتها قوات الأمن العام التابعة للإدارة السورية المؤقتة استهدفت عشرات الأشخاص من أبناء الطائفة العلوية. جاءت هذه العمليات بعد يوم واحد فقط من التوترات الأمنية في مدينة القرداحة، والتي أسفرت عن سقوط قتيل وإصابة 5 مدنيين، كما شن عناصر من الأمن العام في اليوم ذاته حملة ضد أبناء الطائفة الإسماعلية، في مدينة طرطوس الساحلية غرب سوريا أدت إلى مقتل 3 من السكان من طائفة الإسماعيليين. في المقابل من ذلك تستمر قوات الاحتلال في استهداف مواقع عسكرية سورية سواء عبر القصف الجوي أو التوغلات البرية في ظل غياب أي ردع من قبل حكام سوريا الجدد.