600 يومٍ من الحرب العدوانية الفاشية على قطاع غزة وأهل القطاع صامدون في وجه العدوان والحصار والإبادة ومخططات التهجير القسري والتطهير العرقي، والمقاومة مستمرة في عملياتها البطولية، والاحتلال لم يحقق شيئا من أهدافه المعلنة، فلا قضى على المقاومة ولا استعاد أسراه بالقوة.. 600 يوم قصف متواصل وتدمير شامل وحصار كامل ومجازر إبادة جماعية لم تتوقف وأهل غزة ثابتون لم يتراجعوا.. 600 يوم وأسرى الاحتلال لم ولن يعودوا إلا عبر التبادل ومجرم الحرب نتنياهو يراكم الفشل تلو الفشل، فهو لم ينجح في تهجير أهل القطاع ولا في دفعهم إلى التخلي عن المقاومة. في التقرير التالي سنسلط الضوء على 600 يوم ونيف من الصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في قطاع غزة، رغم حجم المعاناة التي يعيشونها بسبب الحرب العدوانية الصهيونية الفاشية على القطاع.. فإلى التفاصيل: محمد الزعكري بعد 600يوم من العدوان الفاشي لازال كيان الاحتلال يبحث عن نصره المطلق في رمال غزة التي ابتلعت ضباطه وجنوده واحرقت دباباته ومدرعاته وآلياته العسكرية.. بعد 600 من العدوان، لازال الجيش الصهيوني الذي صُوِرَ بأنه لا يقهر يتجرع مرارة القهر والخيبة والانكسار، ويتردد في دائرة الفشل الواضح، والعجز الفاضح، فالقوة الأكبر في الشرق الأوسط؛ ومن خلفها أقوى جيوش العالم؛ يعلنون انهزامهم أمام فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.. وفي المقابل، لازالت المقاومة الفلسطينية تجوب القطاع من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه تشتبك مع قوات العدو وتنكل بها في مختلف محاور التقدم والمواجهة وتدافع ليس فقط عن غزة وفلسطين بل عن الأمة عامة.. فما زال أبطال المقاومة الفلسطينية بعد ال 600 من العدوان على قطاع غزة يجوبون خلال الديار شاهدين على علوّ قدمهم رؤوس المحتلين ومن خلفهم كل الداعمين والمشاركين إلى جانب كيان الاحتلال في العدوان على غزة.. بعد ال 600 من العدوان، وأوهام الغزاة في تبدد، حيث باءت كل محاولاتهم بالفشل والانهزام وكُسرت كلُّ حملاتهم الإجرامية، ومن ضمنها تلك الحملات المعلنة التي اخترعوا لها أسماءً توراتية للحسم السريع. واليوم اقبل بعضهم البعض يتلاومون ما الذي جنوه بعد ال 600 يوم من: حرب الجبهات السبع، ثم حرب نهضة القيامة، ثم حرب السيوف الحديدية، ثم حرب أكتوبر، ثم عملية سهم الشمال، ثم عملية بأس السيف، ثم الآن عربات جدعون؟ غير الهزيمة الشاهدة اليوم وكل يوم على استحالة الحسم أو إخضاع شعب غزة وأبطال مقاومتها أمام غطرسة ووحشية العدو المحتل وتماديه في الإجرام والتدمير والإبادة. ومهما طال أمد الحرب العدوانية الصهيونية الفاشية فلن يحقق العدو مراده ولن ينال ما يتمناه، وسيكون النصر حليف أولياء الله المجاهدون في سبيل الله أبطال المقاومة في قطاع غزة ومعهم كل أهالي القطاع الصامدون في وجه العدوان والحصار والتجويع والإبادة وإلى جانبهم جبهات الإسناد في محور المقاومة الذين يخوضون غمار معركة المواجهة مع العدو نصرة لغزة واهلها واسناداً لمقاومتها. المقاومة تواصل التنكيل بجيش الصهاينة تواصل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور من القطاع، وقد أسفرت عمليات المقاومة حتى اللحظة عن مقتل المئات من ضباط وجنود العدو وإصابة عشرات الآلاف، بالإضافة إلى تدمير المئات بل الآلاف من الآليات العسكرية الصهيونية كلياً أو جزئياً. إبادة مستمرة وعالم أعمى تستمر حرب الإبادة في قطاع غزة منذ أكثر من 20 شهرا، دون توقف، ودون أن يحرك العالم ساكنا.. ومنذ بدء الحرب الممنهجة، يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة تحت حصار خانق وعدوان متواصل يستهدف البشر والحجر والشجر، في ظل صمت دولي وعجز أممي واضح وتخاذل عربي وإسلامي فاضح عن الانتصار للشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة ووقف آلة الإبادة الصهيونية التي تستهدف كل الشعب الفلسطيني في غزة دون استثناء، اطفال ونساء ومدنيين عزل، وتستهدف المنازل والمساجد والكنائس والمدارس والجامعات والمستشفيات واماكن اللجوء ومخيمات النزوح دون أن تستثني شيء على الاطلاق. ونحن هنا عندما نتكلم عن 600 وبضعة أيام من الحرب العدوانية الصهيونية على قطاع غزة، فإننا نتحدث عن حرب عدوانية إجرامية ظالمة غير مسبوقة في التاريخ الحديث، انتهك فيها المعتدي كل القوانين والمواثيق والأعراف والاتفاقيات والقوانين الدولية والإنسانية واستخدم فيها كل الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً في مواجهة مقاومة لا جيش دولة واستهدف الأطفال والنساء والمدنيين العزَّل، ومارس الحصار والتجويع ومنع عن أهل غزة الغذاء والدواء والماء كوسيلة حرب وضغط أخرى إلى جانب القصف المتواصل والتدمير الشامل ومجازر الإبادة الجماعية التي لم تتوقف، بهدف اخضاع أهل غزة ومقاومتها وإجبارهم على الاستسلام. 600 يوم ونيف من التدمير والإبادة والتجويع والنزوح والتشريد وغيرها من أشكال المعاناة التي يعيشها أهالي غزة. فشل استراتيجي لكيان الاحتلال في ذكرى 600 يوم لشن العدوان الصهيوني على قطاع غزة زخرت الصحف العبريه بالمقالات التقييمية لوضع كيان الاحتلال، حيث ركز العديد منها على فشل الحكومة الصهيونية برئاسة مجرم الحرب نتنياهو في تحقيق الأهداف المعلنة للعملية العسكرية والعدوان على قطاع غزة، والتي كان أبرزها القضاء على حركة حماس واستعادة الأسرى الصهاينة من القطاع وكذلك استعادة الأمن للكيان الغاصب على المدى الطويل. وسيطرت على تلك المقالات سمة التشاؤم وانعدام التصور للخروج من الأزمة في ظل تعدد الساحات التي يخوضها جيش الاحتلال في غزة والضفة ولبنان واليمن وإيران، فضلا عن تخلخل الساحة الداخلية في ضوء الخلافات المستعرة بشأن أهداف الحرب. مأزق استراتيجي وفي مقال شديد اللهجة نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" قال المحلل السياسي ومراسل شؤون الاستيطان أليشع بن كيمون إن "الواقع في غزة لم يتغير، والقيادة "الإسرائيلية" فشلت في كل اختبار، وعلى رأسها رئيس الحكومة الذي يتهرب من اتخاذ القرارات ويقود البلاد إلى مأزق استراتيجي عميق".. ويضيف المحلل السياسي أن الجيش الصهيوني ورغم العمليات المكثفة التي أسفرت عن تدمير مناطق واسعة من غزة ومقتل الآلافا من عناصر حماس -وفقا للتقديرات الصهيونية- فإنه لا يزال يضطر للعودة مرارا إلى المناطق ذاتها لمواجهة ما تبقى من خلايا المقاومة، وقال "صحيح أن البنية التحتية لحماس تضررت، لكنها لا تزال موجودة وتعمل وتتنفس". كما أشار إلى أن محاولات الحكومة لإضعاف الحركة من خلال توزيع المساعدات الإنسانية المباشرة على السكان لم تحقق أهدافها حتى الآن رغم الترويج لها كنقطة تحول. واستشهد المحلل السياسي بفشل المبادرات السابقة في مناطق مثل مستشفى الشفاء، ورفح، وطريق فيلادلفيا، معتبرا أن "الزمن هو وحده الذي يتغير، أما الواقع فيبقى على حاله". وعلى صعيد ملف الرهائن، يوضح بن كيمون أن كيان الاحتلال استعاد حتى الآن 145 من أصل 251 أسيرا، تم أسرهم في 7 أكتوبر 2023، في حين لا يزال 58 منهم محتجزين في غزة "بعضهم لم يعد على قيد الحياة". واعتبر أن حكومة نتنياهو فشلت في خلق أي نفوذ فعال على حماس للضغط من أجل الإفراج عنهم. أمن مفقود وقيادة مترددة ويرى المحلل السياسي أن الأمن الذي وعدت به الحكومة الصهيونية لا يزال بعيدا عن التحقق، فالصواريخ ما زالت تنطلق من غزة وإن بوتيرة منخفضة، واليمنيون يواصلون استهداف الممرات البحرية وجنوب وعمق وشمال الكيان، في حين لم يعد جميع مستوطنو غلاف غزة إلى منازلهم حتى الآن. ويقول بن كيمون إن سبب هذا التعثر هو "عجز نتنياهو عن الحسم".. واعتبر أن الفشل لا يقتصر على المستوى العسكري، بل يمتد إلى انقسامات داخلية في الحكومة الصهيونية، حيث تتجاذبه تيارات من أقصى اليمين مثل بن غفير وسموتريتش، وأخرى أكثر براغماتية، مما يعطل مسارات اتخاذ القرار. ويضيف أن نتنياهو غالبا ما يعطل صفقات وقف إطلاق النار، تارة نتيجة ضغوط سياسية، وتارة أخرى بسبب خلافات مع الجيش أو جهاز الأمن العام (الشاباك)، مما أدى إلى "شلل استراتيجي لا هو بالانتصار ولا بالتراجع". ويختم المحلل السياسي الصهيوني مقاله بالتأكيد على أن غزة لم تعد مجرد ساحة حرب، بل باتت اختبارا للقيادة "الإسرائيلية"، وهو اختبار فشلت فيه الحكومة.. ويضيف أن "600 يوم من القتال لم تؤدِ إلى نتائج حاسمة، وكل ما تحقق حتى الآن هو مزيد من الدماء والجمود". لا خطة للخروج من ناحيته، قال آفي أشكنازي المراسل العسكري لصحيفة معاريف إن "إسرائيل" تمر بحالة من التيه الاستراتيجي في حربها المتواصلة منذ 600 يوم ضد حركة حماس. وأشار أشكنازي إلى أن الفشل ليس عسكريا بقدر ما هو سياسي، وكتب في مقال نشر الأربعاء الماضي، في الذكرى ال58 لحرب يونيو 1967 أن "إسرائيل التي احتلت الشرق الأوسط في 6 أيام لا تستطيع منذ نحو عامين الانتصار على منظمة مسلحة ببنادق كلاشينكوف"، على حد وصفه. ورأى أشكنازي أن الحكومة الصهيونية لا تعرف ماذا تريد من هذه الحرب، ولا تمتلك خطة خروج ولا حتى مؤشرات حقيقية للنجاح، بل تتصرف في حرب بلا نهاية واضحة. وفي مقارنة لافتة، أشار الكاتب إلى أن "إسرائيل" تقيم اليوم ذكرى انتصارها الساحق في حرب 1967، في حين تغرق في "وحل غزة" منذ ما يقارب عامين، من دون أن تتمكن من تحرير 58 اسير ولا إعلان موعد لانتهاء الحملة. واضاف أن الحرب في غزة تحولت إلى "مستنقع بلا أفق"، متوقعا أن يستمر هذا الوضع حتى اليوم ال700 وربما الألف، بلا اسم، وبلا نهاية، وبلا أفق سياسي. الإرهاق يلف المجتمع وفي مقال يعكس إحباطا متزايدا داخل قطاعات من الرأي العام الصهيوني -خاصة من استمرار الحرب دون نتيجة حاسمة- تناولت الكاتبة كارني ألداد في صحيفة "يسرائيل هيوم" مرور 600 يوم على الحرب العدوانية الجارية، معبرة عن الإرهاق العميق الذي يلف جنود الاحتلال والأسرى الصهاينة وعائلاتهم والداخل الصهيوني، بل والمجتمع الدولي برمته، في حين تستمر المعارك دون أفق واضح لنهايتها. وتصف ألداد الواقع الميداني والنفسي قائلة "الإرهاق يترك بصماته على جنودنا بشكل لا مثيل له وعلى المختطفين وعائلاتهم وعلى العائلات والجبهة الداخلية"، وهذا الإرهاق -بنظرها- يعكس حجم الأزمة الممتدة، وسط غياب أي حسم واضح للحرب. صمود لا يُقهر وبعد 600 من العدوان على قطاع غزة، لا تزال دوائر صنع القرار في كيان الاحتلال تترنح تحت وطأة الإخفاقات الميدانية، والخسائر العسكرية، والانقسامات السياسية، بينما يواصل الشعب الفلسطيني ومجاهديه في قطاع غزة، صمودهم الأسطوري الذي بات محل دهشة المراقبين والمحللين حول العالم. ورغم مرور ما يقارب 20 شهرًا من العدوان المستمر، لا يزال الاحتلال الصهيوني يبحث عن ما يمكن تسميته ب"النصر المطلق"، في معركة يصفها بأنها وجودية، لكنّ رمال غزة أثبتت مرارًا أنها قادرة على ابتلاع قوات واليات جيش الاحتلال، وتحويل أحلام الحسم إلى سراب. فمن شمال قطاع غزة إلى جنوبه، لا تزال المقاومة الفلسطينية تنشط في مختلف محاور التقدم والمواجهة، متمسكة بسلاحها وإيمانها، مدافعة عن قضية تعتبر من "أشرف القضايا وأطهرها"، ورغم التفوق العسكري الصهيوني، وما تحظى به حكومة الاحتلال من دعم سياسي وعسكري واسع، فإن التقديرات الاستخباراتية الصهيونية تشير إلى حالة من الفشل في تحقيق الأهداف المعلنة، وعلى رأسها "تفكيك حماس" و"استعادة الردع". وفي تطور لافت خلال هذه الشهور، شهدت المؤسسة الأمنية الصهيونية سلسلة من الاستقالات والإقالات، من بينها وزير الحرب يوآف غالنت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، وقائد فرقة غزة العميد آفي روزنفيلد، بالإضافة إلى انقسامات حادة داخل المجلس الأمني المصغر "الكابينت"، في ظل عجز واضح عن تحقيق أي إنجاز حاسم على الأرض. تبدد أوهام الحسم وفي سياق أوهام العدو الصهيوني بإمكانية الحسم العسكري، أكد الدكتور نائل غازي مصران الذي استشهد قبل بضعة أيام، بأنه على مدى 600 يومًا، تنقلت العمليات العسكرية الصهيونية بين عدة مسميات منها ما هي ذات طابع توراتي: "حرب الجبهات السبع"، "السيوف الحديدية"، "نهضة القيامة"، "عربات جدعون"، في محاولة مستمرة لتغليف المعركة بغلاف أسطوري يعزز معنويات الجنود الصهاينة والرأي العام داخل كيان الاحتلال، لكن النتائج على الأرض كانت دائمًا دون التوقعات، ما دفع محللين صهاينة بارزين للقول إن "معركة غزة تحولت إلى مستنقع عسكري وسياسي وأمني غير مسبوق". وعلى الجهة الأخرى، شدد مصران على أنه لا يزال الغزيون، بمقاومتهم ومدنييهم، يثبتون صمودًا تجاوز التوقعات.. مضيفاً انه: "من تحت ركام القصف، خرج رجال المقاومة ليعيدوا تموضعهم، ويثبتوا حضورهم، في تحدٍّ مستمر للآلة العسكرية المتقدمة، ولعل أبرز ما ميز المعركة من الجانب الفلسطيني هو المزج بين الصلابة الإيمانية، والمرونة التكتيكية، رغم شُحّ الإمكانات، وعِظم الكارثة الإنسانية". ولفت مصران، إلى أن غزة في اليوم ال600 للحرب، تتصدر النشرات الإسرائيلية أخبار الانكسار، وتملأ مقالات المحللين اعترافات ضمنية بالفشل، بينما يتبادل قادة الاحتلال الاتهامات حول من يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأمور، وعلى الضفة الأخرى من المعركة، يبدو أن الشعب الفلسطيني، تحديدًا في غزة، لم يزدْه الحصار والقصف إلا توكلًا، وصبرًا، وتمسكًا بالحق. حصيلة حرب الإبادة بلغت حصيلة حرب الإبادة التي يشنها كيان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة إلى أكثر من 55 الف شهيدً، وأكثر من 123 ألف جريح وما يزيد عن 11,000 شخص ما يزالون في عداد المفقودين، وهي أرقام تؤكد حجم الكارثة، رغم أنها لا تعكس بشكل كامل المأساة الإنسانية التي تعيشها غزة.