في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر يومية في غزة، تتكشف فضائح جديدة تثبت أن بعض الأنظمة العربية لم تعد تقف موقف المتفرج، بل انخرطت في دعم آلة الحرب الإسرائيلية بشكل مباشر, فمن سفينة سعودية محملة بالأسلحة إلى تقارير عن صفقات إماراتية مع تل أبيب، يظهر جليًا أن الخيانة لم تعد خفية، بل أصبحت مفضوحة أمام العالم.. في السابع من أغسطس 2025، وصلت سفينة سعودية تدعى "بحري ينبع" إلى ميناء جنوة الإيطالي محملة بالذخائر والمعدات العسكرية، كانت الوجهة النهائية لهذه الشحنات مرتبطة بالحرب التي يشنها الاحتلال على إخوتنا في قطاع غزة.. لكن المفاجأة كانت موقف عمال الميناء الإيطاليين. فقد أعلنوا رفضهم تفريغ أو تمرير أي شحنة سلاح، وأوقفوا السفينة في مشهد أثار دهشة الرأي العام.. رفع العمال شعارًا أخلاقيًا واضحًا: "لا نعمل من أجل الحرب".. بل ذهب أبعد من ذلك قائد تجمع "عمال الموانئ المستقل" خوسيه نيفوي حين صرّح قائلًا: "إذا شاركنا في هذه الشحنات فنحن متواطئون في جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة.". إنها كلمات بليغة تكشف حجم الفجوة بين موقف شعوب تبحث عن العدالة، وموقف أنظمة عربية غارقة في الصفقات المشبوهة..الفضيحة السعودية لم تكن سوى رأس جبل الجليد. فقد أكدت تقارير متطابقة أن دويلة الإمارات العربية المتحدة تعمل على تزويد الاحتلال الاسرائيلي بالأسلحة، في إطار صفقات عسكرية مشبوهة تتم تحت غطاء التطبيع الاقتصادي.. هذا الدور يضع أبوظبي في موقع الشريك المباشر في العدوان على غزة، إذ تتحول الأموال والموانئ والمطارات الإماراتية إلى بوابات لإمداد جيش الاحتلال بما يحتاجه من أدوات قتل.. ليست جنوة وحدها من شهدت هذا الرفض, ففي مارس 2025 رفض عمال ميناء مرسيليا–فوس في فرنسا تحميل قطع أسلحة موجهة للاحتلال الاسرائيلي, وفي أكتوبر 2024، أوقف عمال ميناء بيريوس في اليونان شحنة ذخيرة بعد نداء من النقابات الفلسطينية.. إنها موجة تضامنية تتنامى في أوروبا، حيث يثبت العمال أنهم قادرون على تعطيل خطوط الإمداد العسكرية، دفاعًا عن قيم إنسانية بحتة. المفارقة الصارخة هي أن عمال موانئ غربيين، لا تجمعهم بفلسطين روابط دينية أو قومية، يقفون ضد الحرب بدافع إنساني، بينما أنظمة عربية تسخّر ثرواتها وموانئها وسفنها لتزويد العدو بما يقتل به الفلسطينيون. لقد سقطت الأقنعة، ولم يعد التواطؤ يحتاج إلى دليل, فالخيانة العربية اليوم ليست مجرد "تطبيع"، بل شراكة فعلية في العدوان. الخلاصة: من سفينة ينبع السعودية التي فضحها عمال جنوة بشجاعة، إلى صفقات الأسلحة الإماراتية التي تصب في جيوب الاحتلال، تتضح خيوط تآمر عربي–إسرائيلي على القضية الفلسطينية. لكن التاريخ سيبقى شاهدًا: أن عمالًا بسطاء في إيطالياوفرنسا واليونان رفضوا أن يكونوا أدوات في جريمة، فيما حكام عرب ارتضوا أن يسجلوا أسماءهم في سجل الخيانة. العمال قالوا: "لا نعمل من أجل الحرب". أما المنافقون الأعراب فقد اختاروا أن يعملوا للحرب ضد فلسطين."