هؤلاء هم اليهود الذين يوالونهم العرب اليوم ويتحالفون معهم ضد الإسلام والمسلمين فهكذا كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وفي العصر الوسيط وفي عهدنا المعاصر.. فهؤلاء هم اليهود الذين شنوا الحروب على المسلمين وهم الذين شردوا العرب والمسلمين في فلسطين وارتكبوا افظع الجرائم واليوم يبيدون شعب غزة ويحرقون البشر والشجر والحجر متعاونين في ذلك مع القوى الالحادية الكبرى الولاياتالمتحدةالامريكية وقوى الشر في العالم.. ان المتتبع لأحوال اليهود اليوم والمسلمين ومحاولة الإيقاع بهم في شراك الفتن والصراعات المذهبية والمؤامرات وتأليب كافة الشعوب وقوى الشرك والالحاد والبغي عليهم وما يقومون به من هدم للمساجد ودور العلم والمشافي على رؤوس مرتاديها.. ثم قاموا مؤخرا بتدنيس المسجد الأقصى واحتلاله والأمة العربية والإسلامية في سبات عميق، مسرى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومعراجه الى السماء وامامته لأنبياء الله تبارك وتعالى وهذا يدل دلالة واضحة على هيمنة الإسلام على جميع الرسالات السماوية السابقة.. ان تاريخ اليهود وحاضرهم ليؤكد ان حقيقة كبرى يجب ان يتنبه لها المسلمون وألا تغيب عن اذهانهم لحظة واحدة هذه الحقيقة هي ان معركتنا لا تقوم الا على عدائهم وحقدهم وكراهيتهم لعقيدة المسلمين وانهم على مر التاريخ- ماضيه وحاضره- يحاولون جاهدين طمس هوية ومعالم هذا الدين والقضاء عليه مصداقا لقوله عز وجل: "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون" سورة الصف "8".. وروي ان الصحابة قالوا يا رسول الله أخبرنا عن نفسك!! فقال: دعوة ابي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت امي حين حملت بي كأنه خرج نور أضاءت له قصور الشام".. لذلك فان الله سيعز شأن هذا الدين رغم انف الكافرين والحاقدين.. وقد انجز الله وعده بإعزاز دين الإسلام ليظهره على الدين كله أي ليعليه على سائر الأديان السماوية المخالفة من يهودية ونصرانية وغيرهما ولو كره المشركون.. علينا ان نعلم علم اليقين ان اليهود لا يرجى منهم خير ولا ينتظر من موالاتهم بر او احسان فهم الذين سبقت عليهم لعنة الله في الدنيا والاخرة وهم الذين سبق فيهم سخط الله حتى جعل منهم القردة والخنازير، تحقيرا لهم، واذلالاً لماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم كما وضعهم القرآن في قوله تبارك وتعالى: "قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنة الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبدة الطاغوت أولئك شر مكانا واضل عن سواء السبيل" المائدة "60".. صفوة القول: اليهود لا عهد لهم ولا ميثاق هم ناكثوا المواثيق والعهود وحكى عنهم القرآن الكريم في قوله عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله ان كنتم مؤمنين" سورة المائدة "57".. ولقد اثبتت التجارب ماضيا وحاضرا ومستقبلا ان اليهود أكثر شعوب الأرض نكثا للعهود والمواثيق واخلافا للوعود منذ عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وسوابق بني قريظة وبني النضير، وبني قينقاع وخيبر شاهد على ذلك.. وفي عهدنا الحاضر كم من العهود ابرمت بينهم وبين المسلمين وباءت بالفشل والغدر والخيانة، وضرب بها عرض الحائط.. مواقف إسلامية مشرفة: جاء رجل يشكو أبا موسى الاشعري ومعه بقايا شعره الذي قصه أبو موسى بعد ان ضربه، فأتى الخليفة وقال له: "تلك آثار عملك".. فكتب الخليفة الى ابي موسى الاشعري يقول له: ان كنت فعلت هذا في ملأ من الناس فعزمت عليك ان يقتص منك في ملأ من الناس ما أروع هذه الحكم وما اعدله.. قدم الرجل على ابي موسى وجلس للقصاص تنفيذا لحكم الإسلام والخليفة لكن الغريم كان ذا شهامة ونخوة ومروءة فأخذته روعة ومهابة الموقف وسمت به فوق القصاص عدالة الحكم فرفع رأسه الى السماء وقال: اللهم انه قد عفوت عنه.. تلك هي الروح الإسلامية السامية والقلوب الصافية النقية التي تربوا عليها المسلمون الأوائل.. هؤلاء هم الرجال الذي يأبون الضيم، ويتأففون عن سفاسف الأمور، هم سند الامة في محنتها، وعزها إذا اشتد كربها.