أدانت الهيئةُ الوطنيَّةُ لحقوق الإنسان بوزارة العدل وحقوق الإنسان، بشدة، الجريمةَ البشعةَ التي أقدم عليها مُرتزقةُ حزب الإصلاح في مُحافظةِ تعز الخميس الفائت، بإعدام الأسير عيسى مُقبل علي عون العفيري. واعتبرت الهيئة، في بيانٍ لها الجريمةَ النكراءَ والمُوثَّقةَ، انتهاكاً فاضحاً وصارخاً لأحكام الشريعة الإسلامية السَّمحة، والقوانين والأخلاق، والأعراف الدَّوليَّة، إضافة إلى كونها تحديّاً سافراً لاتفاقيات جنيف الأربع، سيما الاتفاقية الثالثة الخاصة بمعاملة أسرى الحرب. وأوضحت أن الجُناة أقدموا على تنفيذ عمليةِ إعدامٍ ميدانيٍّ للأسير بعدَ مُحاكمةٍ صُوريَّةٍ غير قانونية، في جريمةٍ تُضافُ إلى سجِّلِ انتهاكات مليشيا حزب الإصلاح المستمرة بحقِّ الأسرى والمدنيين في المناطق الواقعةِ تحتَ سيطرتها، مشيرةً إلى أن ما جرى يُؤكِّدُ الطبيعةَ الإرهابيةَ المُتوحشةَ الإجراميةَ المُمنهجةَ لتلك المليشيا المدعُومة من قوى العُدوان الخارجي. وأشار البيان إلى أن الجريمة تهدفُ لعرقلة الجُهُودِ الأمميَّةِ والمحليَّةِ الهادفةِ إنجاح مُفاوضاتِ تبادُلِ الأسرى، داعيةً المُجتمعَ الدَّوليَّ إلى تحمُّل مسؤولياتِه الإنسانيَّةِ والقانونية تجاه ما يحدث من انتهاكات خطيرة لحقوق الأسرى في اليمن. وطالبت الهيئةُ بعددٍ من الإجراءات العاجلة، أبرزها، التحقيق الدولي العاجل والشفَّاف في هذه الجريمة النكراء، ومُحاسبةِ مُرتكبيها ومن وجَّه باقترافها أو سكت عنها ودعوة اللجنة الدَّوليَّةِ للصَّليب الأحمر إلى الاضطلاع بواجبها الإنساني في مُتابعةِ أوضاع الأسرى، ومنع تكرار مثل هذه الجرائم بحقهم. كما طالبت بإدراج الجُناة وقيادات حزب الإصلاح المُتورِّطة في جرائم الإعدام والتعذيب ضمن قوائم العقوباتِ الدَّوليَّةِ الخاصَّةِ بمُرتكبي جرائم الحرب، وإلزام الأطراف الراعية للعُدوان باحترام التزاماتها القانونيةِ والإنسانيةِ تُجاهَ ملف الأسرى، والضَّغط على مُرتزقتها لوقف هذه الانتهاكات المُمنهجة. ودعت الهيئةُ الوطنية لحقوق الإنسان، المُنظماتِ الحقوقيةِ والنقابيةِ والفعالياتِ الاجتماعيةِ والإعلاميةِ في اليمن وخارجه إلى إدانة الجريمة والوقوف في وجه جرائم الحرب والانتهاكات التي يتعرَّضُ لها الأسرى. وجدَّدت التزامَها بمُواصلةِ رصد وتوثيق الانتهاكات، والعمل على مُلاحقةِ كلِّ مُرتكبي جرائم الحرب أمامَ القضاءِ الوطني والدولي، بما يضمنُ العدالةَ، ويمنعُ إفلات المُجرمين من العقاب، ويحفظُ كرامة الإنسان اليمني.