افتتح مهرجان خيرات اليمن في موسمه الثاني.. العلامة مفتاح: نأمل في السنوات المقبلة تحقيق نقلة نوعية للنهوض بالمنتجات الزراعية    بعملية عسكرية نوعية.. القوات المسلحة تؤكد.. قصف أهداف حساسة للعدو في القدس المحتلة    النائب بشر: اليمن يتعرض لتأمر ممنهج والسلطات مستميتة في خدمة مصالحها    أكد أهمية الارتقاء ببناء القدرات العسكرية والاقتصادية.. قائد الثورة: العدوان الإسرائيلي لن يكسر إرادة شعبنا    الفريق السامعي يستحضر إرث الإرياني.. الطريق محفوف بالمكائد والخطر قائم    انتقالي حضرموت يتهم السلطة المحلية بالفساد وعقد صفقات مشبوهة على حساب المحافظة    إعلانات قضائية    هيئة حقوق الإنسان تُدين جريمة إعدام مرتزقة حزب الإصلاح بتعز للأسير العفيري    إنني مسكون بذكراكم أيها الأحبة (3 - 3)    حزب الله: ندعم ونؤيد موقف حركة حماس من خطة ترامب    بمشاركة 299 باحثا يمثلون 90 مؤسسة دولية.. انعقاد المؤتمر العلمي السادس للبيئة غدا الثلاثاء في جامعة البيضاء    القنصل اليمني في الهند ينبه المسافرين اليمنيين بشأن الإجراءات الجديدة لوزارة الداخلية الهندية    إحصائية مخيفة للسرطان في محافظة تعز    سمراء المجازات    سمراء المجازات    إِنَّا عَلَى العَهْدِ    اليهود في القرآن...!!    مرض الفشل الكلوي (22)    المرأة الإصلاحية.. رافعة النضال وشريكة البناء    محمد عبده الفنان السادس على مسرح البواردي    إشبيلية يكتسح برشلونة.. ويحرمه الصدارة    ضبط شحنة طائرات مسيّرة وأجهزة تجسس تابعة للحوثيين قبالة سواحل لحج    ترشيح " سوريانو " ل رئاسة نادي برشلونة خطر حقيقي يهدد عرش "لابورتا" .!؟    الاتحاد اليمني لكرة القدم يُعيّن السنيني مديرا فنيا لإتحاد الكرة    بن حبريش وصفقات الديزل.. نهب منظم لثروة حضرموت تحت شعارات كاذبة    فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يتفقد سير العملية التعليمية في ثانوية الفقيد عبدالمنتصر بحبيل جبر    مونديال الشباب: المكسيك ترافق المغرب إلى ال16    عضو السياسي الاعلى الوهباني يزور مهرجان خيرات اليمن    وادي التماثيل في جزيرة قشم.. بقايا ظواهر رسوبية وجدران طبيعية مذهلة    اليمن يحصد ميداليتين في بطولة غرب آسيا لألعاب القوى    صنعاء.. جمعية الصرافين تعمم بإيقاف التعامل مع شركة صرافة    الاستقلال المتجاوز ل"الاعتراف الدولي": مفارقة "ارض الصومال" و "الجنوب العربي"    رحلة تكشف المستور    مركز الأرصاد يحذر من اقتراب العاصفة المدارية "شاكتي" من المياه الإقليمية    أمين عام المجلس الانتقالي الجنوبي يلتقي وكيل قطاع الصناعة بوزارة الصناعة والتجارة    المكتب التنفيذي لمديرية خور مكسر يعقد اجتماعه الدوري ويناقش تقارير عدد من المكاتب    استمرار حملة مصادرة شمة الحوت من أسواق المنصورة    كاد تهرب المسؤول أن يكون كفرا    ترامب يعلن موقف إسرائيل من الانسحاب الأولي.. والوفود التفاوضية تتجه إلى القاهرة    العملة المشفرة الأغلى.. البيتكوين يكسر حاجز ال 125 ألف دولار    السلفيين يحرمون مشاهدة مباريات كأس العالم في قطر ويحللونها في بلاد الكفر    وتظهر "حمالة الحطب" في المغرب    أرسنال يكسب «المطارق» ويتصدر.. وساكا يكتب التاريخ    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنغلاند    هيئة التعليم والشباب بالانتقالي توقع مذكرة تفاهم مشتركة مع إدارة صندوق تنمية المهارات    كين يبدد مخاوف الإصابة    مدير عام المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة المركزية لسبتمبر نت :نطمح إلى إنشاء 4 فروع جديدة    انتحار أكثر من 7 آلاف شخص في كوريا الجنوبية    جريمة قتل جماعي قرب حقل مياه عدن.. دفن نفايات شديدة الخطورة في لحج    مأرب.. تكريم الفائزين بمسابقة شاعر المطارح    تحقيق يكشف عن عمليات تهريب الأحجار الكريمة والمعادن النادرة من اليمن    بدء توزيع الزكاة العينية للأسر الفقيرة في مديرية اللحية    رئيس إصلاح المهرة يدعو إلى الاهتمام بالموروث الثقافي واللغوي المهري    تعز تناقش مواجهة مخاطر الكوليرا وتحديات العمل الإنساني    سياسيون يحتفون بيوم اللغة المهرية ويطلقون وسم #اللغه_المهريه_هويه_جنوبيه    أنا والحساسية: قصة حب لا تنتهي    تنفيذ حملة لمكافحة الكلاب الضالة في مدينتي البيضاء ورداع    في 2007 كان الجنوب يعاني من صراع القيادات.. اليوم أنتقل العلة إلى اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إنني مسكون بذكراكم أيها الأحبة (3 - 3)
نشر في 26 سبتمبر يوم 06 - 10 - 2025

أواصل كتابة المادة الثالثة حول شهداء صحيفتي "26 سبتمبر" و"اليمن" – رحمهم الله رحمة الأبرار – وفي البداية، كمقدمة لهذه المادة، أود تعريف معنى الشهادة ومن هو الشهيد.
معنى الشهادة: الموت في سبيل الدفاع عن الحق، والدفاع عن الوطن، والدفاع عن الدين.
وفي ظلال الشهادة دلالات على الشخصية السوية المتكاملة، والأخلاق العظيمة التي تنسجم مع كتاب الله وسنة رسوله، وكذلك العقائد الأرضية الحقة التي لا تغضب الله جل جلاله.
والشهادة في كل زمان ومكان جديرة بالثناء والتخليد.
هذا هو التعريف المختصر للشهادة. أما إجابة السؤال الذي طرحته أعلاه، وهو: من هو الشهيد؟ فالإجابة بسيطة: الشهيد هو الذي يُقتل – بضم الياء – وهو يدافع عن الحق، أو يُقتل ظلمًا وعدوانًا.
لهذه الاعتبارات، فإن شهداء صحيفتي "26 سبتمبر" و"اليمن" استُشهدوا وهم يدافعون عن الحق، استُشهدوا ظلمًا وعدوانًا وغدرًا بصواريخ بني صهيون، الكيان اللقيط، الكيان الصهيوني الملعون.
وهنا، وفيما تبقى من هذا الحيز لهذه المادة، أسرد بإيجاز ما تيسر من بعض المواقف والأعمال لبعض الزملاء شهداء الصحيفتين:
أولًا، أود القول إن الشهيد عبدالله الحرازي أعتبره زميلًا وبمنزلة والدي بحكم السن، أما الشهداء: محمد إسماعيل العميسي، ومحمد حمود المطري، وجمال فراص، وعبدالقوي العصفور، فأعتبرهم زملاء وبمنزلة إخواني الذين لم تلدهم أمي.
أما بقية الشهداء، فأعتبرهم زملاء وبمنزلة أولادي. رحم الله جميع الشهداء رحمة الأبرار.
الشهيد عبدالله الحرازي هو الأكبر سنًا من بين كل الذين استُشهدوا يوم الأربعاء 10 سبتمبر من العام الجاري 2025م. أنا أعرفه منذ شهر يونيو من عام 1990م – أي منذ أكثر من 35 عامًا – كان يتصف بالعفوية، ويتميز بالانضباط الوظيفي، وديمومة المواظبة التي لم يقطعها سوى الموت.
الشهيد محمد إسماعيل العميسي تخرج من أوكرانيا – جامعة لفوف – تخصص صحافة، ونال شهادة الماجستير عام 1995م. عمل منذ ذلك العام في صحيفة "26 سبتمبر" الورقية، وبعد سنوات انتقل للعمل في صحيفة "26 سبتمبر" الإلكترونية "سبتمبر نت".
اتصف الشهيد محمد بالأخلاق العالية والانضباط الشديد، ومن مميزاته أنه كان يتجنب التطويل الممل والاختصار المخل – رحمه الله.
الشهيد عبدالعزيز يحيى الشيخ مستواه التعليمي جامعي، خريج كلية الإعلام – جامعة صنعاء – الدفعة التاسعة للعام الدراسي 2003–2004م. بدأ عمله الإعلامي عام 2006م، وقد أبدع في مجال عمله، حيث كان مذيعًا تلفزيونيًا لبقًا، وكاتبًا صحفيًا، كما أبدع في مجالي الإنتاج والإخراج التلفزيوني.
لقد كان عبدالعزيز الشيخ أربعة صحفيين في صحفي واحد – رحمه الله.
الشهيد علي الشراعي مستواه التعليمي جامعي، خريج جامعة إب – تخصص تاريخ. بدأ عمله الصحفي في صحيفة "26 سبتمبر" عام 2006م لعدة سنوات، ثم التحق بصحيفة "اليمن" منذ العام الأول لإصدارها قبل أكثر من خمس سنوات.
الشهيد علي الشراعي كان متميزًا بكتاباته التاريخية الجيدة، كما تميز أيضًا بتحليلاته السياسية العميقة – رحمه الله.
الشهيد الصحفي مراد محمد الفقيه مستواه التعليمي جامعي – تخصص لغة عربية. بدأ عمله الصحفي عام 2006م، واستُشهد بتاريخ 10 سبتمبر من هذا العام 2025م – رحمه الله رحمة الأبرار.
لا أستطيع أن أكتب عن الشهيد مراد بإيفاء دون نقصان، لكن أقواله وأعماله الحسنة هي التي كانت وما زالت وستظل تتحدث عنه، والإشادة بأدواره وأعماله دون نقصان، والكمال لله.
أنا لا أعرف هل أعزي أهل صديقي الشهيد مراد محمد الفقيه أم أعزي نفسي؟ لكن عزاؤنا جميعًا أنه صعد شهيدًا.
الشهيد عبدالقوي محمد صالح العصفور قديم في خدمته، عرفته منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي إلى العام الجاري 2025م. كان رجلين في رجل واحد: صحفي وخبير سكرتارية وأرشفة إدارية.
بل إن العمل الإداري أخذه من الصحافة، وكان يقلل من كتابة المقالات الصحفية في السنوات الماضية، لكن منذ أواخر عام 2023م إلى شهر استشهاده، كانت كتاباته لصحيفة "26 سبتمبر" منتظمة، وكانت جلها تتعلق بصلف الصهاينة الملاعين، ومعاناة الفلسطينيين، وسكوت الأنظمة العربية والإسلامية.
كانت كتاباته مختصرة ومفيدة، وصفة المراسلات في السكرتارية التي كان يعدها كانت موجزة ومفيدة – رحمه الله.
الشهيد الصحفي محمد أحمد محمد الزعكري هو صحفي ابن صحفي، وشهيد ابن شهيد. استُشهد والده بتاريخ 27/4/2019م – رحمهما الله.
محمد الزعكري أكمل دراسته الجامعية – تخصص شريعة وقانون – العام الماضي، وكان يطمح للالتحاق بالدراسة في المعهد العالي للقضاء، ولم يمنعه سوى الموت شهيدًا.
قرأت عدة مقالات من إبداعاته، وأحببت أن أتعرف عليه، وقلت في نفسي إن كتابات هذا الشاب أكبر من سنه، لكن الحديث معه سيكشف لي مستوى وعيه وثقافته ولباقته.
ذهبت إلى مكتب صحيفة "اليمن" في شهر فبراير من هذا العام 2025م لغرض الدردشة مع محمد الزعكري، وهو الصحفي الشاب الأصغر سنًا والأوفر عقلًا، ووجدته مع أخيه زهير – الطالب الجامعي والصحفي تحت التمرين – ودردشت معهما لمدة ساعة، ووجدتهما واعيين ومثقفين.
من ضمن ما دار من نقاش، قلت لمحمد: لماذا لم تدرس في كلية الإعلام، خاصة وأن لديك موهبة الكتابة الصحفية ومقالاتك جيدة؟
قال: الصحافة موهبة، والجامعات لا تصنع صحفيين ولا تخرج صحفيين، والذي لديه موهبة الكتابة، كلية الإعلام تصقلها.
واستمر الحديث معهما في أكثر من موضوع، ووجدتهما على قدر جيد من الوعي والثقافة، وانصرفت وقلت لهما: أستودعكما الله، وفعلاً كان الوداع الأخير – رحمهما الله رحمة الأبرار.
في آخر سطور هذا الموضوع أقول:
إن المباني المهدمة لصحيفتي "26 سبتمبر" و"اليمن"، التي استُشهد تحت أنقاضها الصحفيون، ظهر من تحت أحجارها الصمود لبقية زملاء الشهداء، ولن يستطيع الإمبرياليون الأنذال الصهاينة الملاعين إسكات قول الحق، ولن ينضب مداد أقلام الدفاع عن المظلومين في فلسطين السليبة، وإن بقية زملاء الشهداء الصحفيين على درب كل الشهداء سائرون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.