بالبسمة التي لا تفارق محياه، كان الزميل الإعلامي المبدع الشهيد يوسف شمس الدين يستقبل الجميع. أحب عمله وأخلص له إلى حد العشق. لم يكن يوم عمله ينتهي بانتهاء الدوام الرسمي، بل يمتد إلى ما قبل غروب الشمس، حينها ينوي العودة إلى منزله، ليعود مبكرًا صباح اليوم التالي بهمة ونشاط، كما اعتاد كل يوم. عرفت الزميل يوسف، رحمه الله، عام 2007م، وتجسدت بيننا روابط الأخوة والصداقة بشكل أكبر من خلال العمل الإعلامي المشترك الذي امتد لما يقارب عقدين من الزمن. لم أكن الوحيد الذي اشترك في العمل معه، بل أغلب الصحفيين كانت تربطهم به أعمال مشتركة، خاصة محرري الأخبار. كان الشهيد أحد أعمدة العمل الإعلامي والصحفي لصحيفتي "26 سبتمبر" و"اليمن"، والجسر الذي يربط بينهما وبين بقية وسائل الإعلام الرسمية والوطنية (قنوات تلفزيونية – إذاعات – صحف). لقد تميز الشهيد في مجال العمل الإعلامي، خاصة بعد تخرجه من إحدى الدورات الإعلامية التي التحق بها مع عدد من الزملاء في سوريا عام 2009م وتخرج منها عام 2010 م . وإلى جانب مهارته الإعلامية وخبرته الفنية في التصوير والمونتاج، كان إعلاميًا واسع الاطلاع، ومتابعًا لكل تطورات الأحداث في مختلف الجوانب الثقافية والسياسية والعسكرية، على المستويين المحلي والإقليمي والدولي. فمن خلال حديثه وتعليقه على بعض القضايا السياسية، كان يُبهر بتحليله وثقافته العامة كل من يناقشه أو يستمع إليه . كان، رحمه الله، يعمل ويحرص على تنظيم العمل، وجدولة تنفيذ المهام، ومتابعة مرؤوسيه خطوة بخطوة، ابتداءً من لحظة التكليف بالمهمة الإعلامية وحتى انتهائها ونشرها. عملنا معًا لأعوام حفلت بالكثير من النجاحات والإنجازات الإعلامية والمواقف، فكان نعم الزميل والصديق الوفي لكل من عرفه أو عمل تحت إدارته. لقد مثّل رحيله خسارة لا تُعوّض، ككادر مؤهل وكفء في إنجاز كافة المهام التي أُسندت إليه خلال فترة عمله. كان يوسف واحدًا من نجوم الصحيفتين الذين ارتقوا وهم يؤدون أعمالهم الإعلامية المسندة إليهم خلال المذبحة التي ارتكبها العدو الصهيوني يوم الأربعاء الدامي، 10 سبتمبر 2025م، بحق عشرات الزملاء الصحفيين، بعد نسفه وتدميره لمقر صحيفتي "26 سبتمبر" و"اليمن". ستظل مآثر هذه الكوكبة الإعلامية خالدة في ذاكرة التاريخ الإعلامي، وفي وجدان الأحرار من أبناء الشعب، وكل شعوب العالم المناهضة للعصابات الصهيونية وداعميها. وفي هذا المقام، لا يسعني إلا أن أدعو الله سبحانه وتعالى أن يرحم كل الزملاء الذين طالتهم يد الغدر والإرهاب الصهيوني، في جريمة حرب غير مسبوقة في تاريخ الصحافة على مستوى الشرق الأوسط. الخزي والعار للقتلة الصهاينة، والمجد والخلود لشهداء الكلمة والموقف.