كشفت وكالة "رويترز" عن معاناة آلاف العائلات السودانية الفارة من مدينة الفاشر، حيث لا تجد سوى القليل من المساعدات الإنسانية عند وصولها إلى مخيمات العبور على الحدود التشادية. في المخيم، تعمل منظمات غير حكومية محدودة، أبرزها "أطباء بلا حدود"، التي تدير عيادة متنقلة وقسماً صغيراً للمرضى الخارجيين. وأكدت المنظمة أن طفلاً من بين كل أربعة أطفال يعاني من سوء التغذية، في ظل تزايد أعداد الوافدين يومياً. من جانبه، استأنف برنامج الأغذية العالمي توزيع كميات محدودة من الغذاء على الفئات الأكثر ضعفاً، لكنه حوّل معظم موارده إلى مخيمات داخلية أكثر أمناً، فيما أشارت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى أن فجوة التمويل كبيرة، إذ لم يتوفر سوى 38% من المبلغ المطلوب للاستجابة للأزمة. وأوضحت المفوضية أن ضعف التمويل يعرقل جهود إعادة التوطين ويحد من توفير المياه والمأوى والخدمات الأساسية، حيث يكتفي موظفو الإغاثة بتوزيع أغطية بلاستيكية مؤقتة للوافدين الجدد. وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فر أكثر من 100 ألف شخص من الفاشر، فيما وصل نحو 9500 لاجئ إلى تشاد، ويُقدّر أن 180 شخصاً يعبرون الحدود إلى الطينة يومياً، وسط قصص مؤلمة عن العنف والمعاناة خلال رحلة النزوح.