الفقيد جمال صالح مسعد طويل -رحمه الله- كان من الشخصيات البارزة في مخلاف عمار. نعم، يُعد جمال صالح طويل على كل المستويات الإنسانية والثقافية والاجتماعية مثالاً طيباً للأخلاق المرتفعة والمواقف النبيلة والتفاني الحثيث في خدمة الناس. في يوم الأحد، بتاريخ الثلاثين من نوفمبر من العام 2025م، انطوت صفحة عمر جمال صالح عن عمر ناهز 61 عاماً. وقد وصفه من عرفه بأنه رجل ذو أخلاق رفيعة، طيب القلب، مخلص ووفي، يحب الخير للناس من خلال علاقاته ونشاطه الاجتماعي المتعدد. وبين الكلمات، تظل الفراغات شاهدة على جهوده الكبيرة والمتواصلة، التي قدمها لنا شخصيًا وعامّةً كمثال يحتذى به من رجال الأعمال الاجتماعية والخدمية في مخلاف عمار. الفقيد جمال طويل، بروحه المهذبة، كان مشعلاً ينير حياة أقاربه، ومن أين لي الكلمات لأصف مسيرة إنسان كان نموذجاً يُحتذى به ليس فقط لأقاربه وذويه، بل لكل من عرفه وعرف أخلاقه المرتفعة وقيمه النبيلة وأعماله الجليلة. في مخلاف عمار، هناك رجال فكر وعلم ووجاهات اجتماعية قامت بأدوار نهوض وبناء في عدة مجالات لمخلافهم والمناطق المجاورة له. وقد كان جمال صالح طويل من بين هؤلاء الرجال الأفذاذ الذين لم يغبوا عن أداء الواجب القبلي والاجتماعي والأسري والمعنوي. نعم، كان ارتباطه بالناس وهمومهم ارتباط الشريان بالوريد، شخصية اجتماعية بمعنى الكلمة، ورث هذه السجايا عن والده المرحوم. ارتبط جمال بأهالي قريته "بيت طويل" بشكل خاص، وقرى عزلة رخمة والمناطق المجاورة بشكل عام. هذا الارتباط كان بوصلته التي وجهت مسيرته الاجتماعية، حاملاً شؤون الناس وهمومهم في وجدانه منذ صغره وحتى تاريخ وفاته. وبوفاته عمّ الحزن أبناء مخلاف عمار والمناطق المجاورة، فالحزن ليس مجرد رد فعل لموت عزيز أو صديق، بل هو شعور بفقدان الاتصال العميق مع شخصية أصيلة. الحضور الكبير للناس من مخلاف عمار والمخاليف المجاورة أثناء مراسم الدفن، وأيضاً الحضور الكبير في مخيمات المجابرة، كان دليلًا على مكانته في نفوس الناس، كما أن مئات الرسائل الهاتفية التي تنعيه وتعدد مناقبه ومآثره دليل آخر على مكانته الرفيعة. ومن بين تلك الرسائل المعبرة، اختار الأستاذ سيف عبدالكريم طويل هذه الكلمات: "لا أجد الكلمات التي تصف ثقل هذا الفقد. فاليوم لم أخسر خالاً فحسب، بل خسرت العمود الذي كنت أستند إليه والقلب الذي احتواني. كان وجوده يمثل ثقلاً جميلاً في حياتنا وغيابه اليوم يترك فراغاً لا يسده إلا الصبر والدعاء. لقد غادرنا جسداً، لكن روحه الطيبة وذكراه العطرة ستبقى منارة تضيء دروبنا." فلنسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويكرم نزله ويوسع مدخله، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان. "إنا لله وإنا إليه راجعون". جزء من سيرته الذاتية: اسم الشهرة: جمال طويل الاسم الكامل: جمال صالح مسعد محمد طويل تاريخ الميلاد: 16/9/1964م مكان الميلاد: مدينة المعلا، محافظة عدن تعليمه الابتدائي: عاد مع أسرته من عدن إلى قريته "بيت طويل" في أوائل سبعينيات القرن الماضي، وبدأ تعليمه الابتدائي هناك المراحل الدراسية: أكمل المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدينة تعز التعليم الجامعي: درس كلية الزراعة في جامعة صنعاء ابتداءً من أوائل تسعينيات القرن الماضي العمل: تفرغ لعمله الخاص منذ أواخر التسعينيات، إلى جانب كونه شخصية اجتماعية ووجاهة محلية، وارتبط بخدمة مجتمعه حتى وفاته. الوفاة: 30 نوفمبر 2025م. أخيرًا، أود القول إن هذا المقال، والدمع يتدحرج على خدي، لا أعتبره مجرد عزاء لإخوانه الأعزاء: جبر، ياسر، فوزي وأخواتهم الثمان فحسب، بل أعزي فيه نفسي أيضًا، فقد كان العزيز الراحل جمال بالنسبة لي الصديق، الأخ، والنسيب معاً.