يناقش مجلس الامن اليوم السبت مشروع قرار تقدمت به الدول الخمس الكبرى والمانيا لفرض عقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل من وجهة نظر هذه الدول والتي ترى ان مجرد حصول ايران على التكنولوجيا النووية حتى وان كانت سلمية يعد تهديدا لأمن إسرائيل . وسئل المندوب الأميركي بالوكالة لدى الاممالمتحدة اليخاندرو وولف هل واشنطن مستعدة للقبول بامتناع موسكو عن التصويت، فقال نأمل في قرار توافقي، لكننا نريد نصاً قاسياً يظهر لإيران ان الأسرة الدولية لن تقبل بانتهاكاتها المستمرة لالتزاماتها. من جهة اخري قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي أفراييم سنيه الجمعة إن إسرائيل و المجتمع الدولي سيضطرون قريبا إلي اتخاذ قرار حول امكانية مهاجمة إيران بهدف شلّ عمل المنشآت النووية فيها. واعرب سنيه في حديث للإذاعة الإسرائيلية العامة عن تشاؤمه ازاء احتمالات نجاح الخيارات السياسية بسبب رد فعل المجتمع الدولي المترددة والمتأخرة ، وذلك علي الرغم من أن تنفيذ هجوم ضد إيران ليس الخيار المفضل. وعبر سنيه عن أمله بألا تتدهور المحادثات السياسية إلي درجة لا يكون فيها خيار سوي الهجوم وكانت الدول الخمس الكبرى بالاضافة الى المانيا قد توصلت امس الى صيغة تقبل بها روسيا التي تعارض فرض حظر على سفر المسؤولين الايرانيين الذين هم على علاقة ببرنامج بلادهم النووي. وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المحدة فيتالي تشوركين ان التعامل مع مشروع القرار المقترح الذي يتضمن فرض عقوبات على ايران لم يستكمل بعد مشيرا الى ان نقطتين او ثلاث نقاط ما زالت موضع خلاف بعد ان تم تعديل البند الخاص بسفر المسؤولين الايرانيين الى الخارج والذي كان يدعو الى منع زيارات خارجية لمجموعة اشخاص لهم صلة بالبرامج النووية الايرانية، والآن لا يطالب البند بفرض الحظر انما يدعو الدول الى التحوط بشأن منح تأشيرة دخول لاشخاص لهم صلة بتطوير البرامج النووية. وتشير المعلومات الى ان تشوركين ابدى تحفظات على دعوة مشروع القرار الى حظر انشطة في البرنامج النووي الايراني لا ترى موسكو ما يدعو لمنعها، لان بلاده تريد قرارا يركز على منع ايران من مواصلة الانشطة المتصلة فقط بتخصيب اليورنيوم. ويتضمن مشروع القرار الذي اعدته فرنسا وبريطانيا حظر توريد معدات وتكنولوجيات ومواد يمكن استخدامها لانتاج سلاح نووي وصواريخ مخصصة لحمل هذا السلاح، ويدعو طهران الى العودة الى طاولة المفاوضات وتبديد شكوك المجتمع الدولي بشأن طموحاتها النووية العسكرية المفترضة. وكانت الدول الست (روسيا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنساوالمانيا) قد بدأت بمناقشة العقوبات التي سوف تفرض على طهران بعد رفضها اقتراحات تقدمت بها 3 دول اوروبية هي فرنسا وبريطانيا والمانيا من اجل اقناعها بوقف تخصيب اليورانيوم والسماح بالتفتيش المباغت لمفاعلاتها النووية. وتقدمت روسيا باقتراحات لتعديل مسودة القرار الخاص بفرض عقوبات على ايران. وترى روسيا كما ذكر وزير خارجيتها سيرجي لافروف ان شركاءها يصرون على بعض المواقف التي ليس لها علاقة بمهمة حث ايران على اجراء المفاوضات، وعدم محاولة فرض العقوبات عليها. إيران تقلل من أهمية القرار .. ******** من ناحيتها ، قلت ايران من أهمية اي قرار يمكن ان يصدره مجلس الامن لفرض عقوبات عليها بسبب برنامجها النووي، مؤكدة انها ستقاوم حتى النهاية. وقال سكرتير المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني علي لاريجاني صرح بان طهران سترد ردا لائقا على قرار قد يصدر عن مجلس الامن الدولي ويقضي بفرض عقوبات على ايران مضيفا ان مثل هذا القرار سيجعل طهران تتصرف في ظروف جديدة، وسيترك اثره ايضا في تعاون ايران من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما حذر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في خطاب القاه في التاسع عشر من هذا الشهر ترويكا الاتحاد الاوروبي (بريطانيا والمانياوفرنسا) مما وصفه بمحاولة عرقلة تنفيذ البرنامج النووي الايراني، وذكر ان ايران ستعتبر تلك المحاولات خطوة عدائية. وقال رجل الدين المحافظ آية الله احمد جنتي خلال خطبة صلاة الجمعة التي بثتها الاذاعة الرسمية مباشرة من طهران "يجب ان نقول لاعدائنا الاجانب ان هذا هو الشعب الايراني وسواء تبنيتم قرارا او اي عمل عدائي فان شعبنا سيقاومه". واضاف جنتي رئيس مجلس صيانة الدستور " لو كانوا منطقيين قليلا، لجاءوا الى المفاوضات، لان ذلك سيكون في مصلحتهم. يجب ان يأتوا ويوقعوا عقودا اقتصادية وثقافية مع الشعب الايراني والحكومة الاسلامية".