يصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم غد الأحد الى الرياض في اول زيارة لرئيس روسي للمملكة العربية السعودية ومن المقرر ان تتناول مباحثات بوتين مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدا لعزيز ثلاثة ملفات أساسية هي السياسة والاقتصاد والأمن. كما ستتناول المباحثات السعودية الروسية الوضع في العراق ولبنان وفلسطين والبرنامج النووي الإيراني والتعاون بين الرياضوموسكو في مكافحة الإرهاب والسعي لإيجاد حلول مناسبة للأزمات التي تعصف بالمنطقة . ويسعى الجانبان إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين ومن ضمنها التنسيق في سوق موارد الطاقة العالمية وفتح الطريق أمام التعاون العسكري والتقني. وأكد السفير الروسي لدى السعودية فيكتور كودرياستيف في تصريح له اليوم السبت أن زيارة الرئيس الروسي بوتين للسعودية تعتبر زيارة تاريخية بكل المعايير كونها الأولى لرئيس روسي منذ ثمانين عاما . وقال ان أهمية الزيارة تكمن أنها تاتي في ظروف ومتغيرات هامة تشهدها المنطقة وعلى ضوء الوصول الى اتفاق تاريخي في مكةالمكرمة بين الفصائل الفلسطينية. واشار الى أن الرئيس بوتين سيجري لقاءات مكثفة مع القيادة السعودية تتعلق بتطوير العلاقات الثنائية وبحث المستجدات على الساحتين العراقية والفلسطينية. واوضح أن الرئيس بوتين سيلتقي خلال زيارته مع عدد من رجال الإعمال السعوديين. وتاتي زيارة بوتين للسعودية التي يرافقه خلالها عدد من رجال المال والاعمال ورؤساء الشركات الروسية تتويجا للجهود التي ظل يبذلها مسؤولو الدولتين خلال العامين الماضيين من أجل تعزيز العلاقات التي ترسخت في السنوات الأخيرة وبدأت تتطور في اتجاهات عديدة. وتسعى كل من الرياضوموسكو الى تعزيز علاقاتهما الاقتصادية ، ويتوقع الخبراء ان تشهد هذه العلاقات تطورا كبيرا خاصة وأنه لم تعد هناك ملفات شائكة في هذا الخصوص بين الجانبين. وبلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا والسعودية في عام 2006م مائين وخمسين مليون دولار . وفازت شركة "لوك أويل" في عام 2004 بالمناقصة الخاصة باستثمار أحد حقول الغاز والمكثفات في السعودية. وكانت زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في سبتمبر 2003 الى موسكو قد حققت نجاحا كبيرا وفتحت الطريق أمام دخول الشركات الروسية إلى أسواق النفط والغاز السعودية بصفقات تصل إلى 25 مليار دولار. وإذا كانت روسيا تعرفت على المجالات التي يمكن أن تدخلها كمستثمر في السعودية، فإن الزيارة الحالية التي يلعب فيها رجال المال والأعمال من الجانبين دورا هاما قد تكون خطوة لتعرفهم على مجالات الاستثمار في البلدين سواء فيما يتعلق بالشركات الروسية او برجال الاعمال السعودية والتعرف على الاستثمار في روسيا. وذكرت تقارير صحفية أن الرياضوموسكو بمواقفهما المتقاربة أو المتطابقة في العديد من القضايا والملفات تسعيان إلى تجنب تدهور الوضع في منطقة الشرق الأوسط وإجراء حوار بناء. ويبدي الجانب الروسي اهتماما خاصا إزاء التعامل في ما يخص القضايا الإقليمية حيث تتراكم المشاكل أكثر فأكثر. ويشير المحلل السياسي العسكري الروسي راوي مصطفين إلى أن التنسيق بين موسكووالرياض في الملفين الاقتصادي والسياسي يسير في هدوء وروية، وإن كان الملف الاقتصادي يسبق ملف التنسيق السياسي نسبيا. ومن الواضح أن هناك إرادة سياسية من قيادتي البلدين على مواصلة التنسيق السياسي والأمني في المستقبل القريب. واعتبر أن زيارة بوتين للسعودية خطوة في اتجاه دفع القاطرة السياسية لتلحق بالقاطرة الاقتصادية. والمح خبراء عسريون روس إلى إمكانية تطرق مباحثات القمة السعودية الروسية إلى تعاون عسكري تقني، وإقامة تعاون في مجال إنتاج الذخيرة. وقد يتطرق الحديث إلى إقامة منظومة أمنية إقليمية ترتكز إلى إخلاء المنطقة بالكامل من الأسلحة النووية، وهو ما تتفق فيه الرؤيتان السعودية والروسية. يذكر ان العلاقات السعودية الروسية بدأت في فبراير 1926م حيث كان الاتحاد السوفيتي أول دولة تعترف بحكومة المملكة العربية السعودية.