رغم انه لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، إلا أن الطفل التركي محمد ديمرسي أصبح النجم الأول في وسائل الإعلام الرياضية في تركيا خلال الأيام الماضية بعد إعلان نادي برشلونة الاسباني التعاقد معه، وضمه إلى صفوف ناشئيه مقابل ثلاثة ملايين يورو، على أن ينضم رسميا للفريق في أيلول سبتمبر المقبل، أي بعد إتمامه الثالثة عشرة، وهو السن القانوني للتعاقد. وعلى مدار الأسابيع الماضية تابع النادي الكاتلوني اللاعب الصغير باهتمام بالغ، وبرعاية شخصية من رئيس النادي خوان لابورتا، الذي التقى به، وأبدى إعجابا شديدا بمهاراته المذهلة، ووجه له عبارات الإشادة والمديح، ووعده بأنه سيكون نجم الفريق خلال السنوات المقبلة. وذهب لابورتا إلى القول بأن محمد ديمرسي سيكون في غضون السنوات الخمسة القادمة رونالدينيو الجديد، في إشارة إلى النجم البرازيلي الذي يلعب حاليا مع الفريق، وذلك نظرا للتشابه الكبير معه من حيث المهارة والقدرة على التمرير. ورغم صغر سن محمد إلا أن برشلونة دخل بمفاوضات جادة مع ناديه الأصلي، وهو بشكتاش، إلى أن توصل معه لاتفاق يقضي بانتقاله للفريق الاسباني نهاية العام الحالي، مقابل ثلاثة ملايين يورو، مع راتب شهري يبلغ ثلاثة آلاف يورو إلى جانب تكفل النادي بمصاريف تعليمه باللغتين الإسبانية والإنكليزية. وجاء التعاقد مع محمد بعد أن وصل بالفعل إلى برشلونة منتصف الشهر الماضي، حيث مكث في النادي اسبوعان، خضع خلالها لاختبارات مكثفة، أظهرت المهارة العالية والموهبة الفطرية لدى اللاعب الواعد. ولم ينتظر برشلونة طويلا ليتخذ قرار ضم محمد إلى صفوف ناشئيه، وأعلن بعد 4 أيام فقط من وصوله الموافقة على ضمه، والبدء بإجراءات التعاقد، سواء مع عائلته أو مع نادي بشكتاش الذي ينتمي إليه. وقال برشلونة أنه سيتكفل برعاية محمد بشكل كامل، حيث سيعيش في اسبانيا برفقة عائلته وسيخضع لدراسة خاصة على نفقة النادي. ومنذ البداية، قرر برشلونة منح محمد اسم جديد يكون سهل التداول بين جماهير الكرة في اسبانيا، خصوصا مع الصعوبة التي يجدها مشجعوه بلفظ اسم محمد حسبما ذكرت صحيفة "ألموندو ديبورتيفو" التي تصدر في إقليم كاتلونيا، والتي أكدت بأن الاسم الجديد لمحمد سيكون "موحا". وبدا من خلال اللقطات التي تداولتها المواقع والمنتديات التركية والاسبانية أن محمد يملك موهبة فطرية نادرة، ويتمتع بقدرة فائقة على المراوغة بقدمه اليسرى، وإرسال تمريرات غاية في الدقة، إضافة إلى إتقانه اللعب الجماعي، إذ بدا في المجمل لاعبا من طراز الأرجنتيني مارادونا، أو البرازيلي رونالدينيو. ويعيش محمد حاليا وسط هالة إعلامية كبيرة، في ظل اهتمام وسائل الإعلام التركية به، حث بات ضيفا دائما على قنوات التلفزيون التي تبارت بإجراء المقابلات الصحفية معه ومع أفراد عائلته، التي تستعد لمغادرة اسطنبول والتوجه لبرشلونة قبل نهاية هذا العام. ومن خلال المقابلات التلفزيونية أبدى محمد سعادة كبيرة باللعب في صفوف فريق بحجم برشلونة، وتمنى أن يصبح يوما ما أحد نجوم هذا الفريق الكبير، على غرار رونالدينيو وميسي وغيرهم، مؤكدا أن سعادته كانت لا توصف لحظة دخوله إلى إستاد نيوكامب معقل برشلونة من أجل متابعة مباراة الدربي أمام ريال مدريد الأسبوع الماضي، وهي المناسبة التي شهدت متابعته لأول مباراة لبرشلونة على ارض الواقع، بعيدا عن شاشات التلفزيون. فهل يحقق محمد نبوءة لابورتا وينضم لقافلة أساطير البرشا، أم يكون ضحية من ضحايا وسائل الإعلام التي قضت على مواهب كثيرة وهي لم تزل بعد في المهد ؟! نقلا عن ايلاف