سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي الديار السعودية حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أنا امرأة متزوجة ولدي مرض الضغط والسكر، وعند الحمل لا أستطيع الولادة إلا بتعب ومشقة شديدة، لأن الولادة لا تكون طبيعية، وإنما بعملية وشق للبطن. لذا قرر الأطباء إجراء عملية ربط للرحم مما يعني عدم مقدرتي على الإنجاب، وزوجي موافق على إجراء العملية، ولكن إدارة المستشفى طلبت مني إحضار فتوى منكم قبل إجراء العملية. آمل من سماحتكم الإجابة على سؤالي هذا عاجلا. لا حرمكم الله المثوبة والجنة ووفقكم الله لما فيه خيرا الدنيا والآخرة. الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد: إذا كان الواقع كما ذكر في السؤال أعلاه فلا مانع من ربط الرحم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا ضر ولا ضرار)) وفق الله الجميع لما يرضيه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ما الحكم في استئصال الرحم لمنع الإنجاب أي منع الحمل لأسباب طبية حاضرة ومستقبلية كما تتوقعها الجهات الطبية والعلمية؟ الجواب : إذا كان هناك ضرورة فلا بأس، وإلا فالواجب تركه؛ لأن الشارع يحبذ النسل ويدعو إلى أسبابه لتكثير الأمة، لكن إذا كان هناك ضرورة فلا بأس، كما يجوز تعاطي أسباب منع الحمل مؤقتا للمصلحة الشرعية. أخت مسلمة تقول عندي خمسة أولاد وأنا أتضرر عند كل ولادة، وذهبت إلى أحد المستشفيات بالمملكة فلم أجد علاجا إلا استعمال حبوب توقف الحمل. علما بأني أصلي وأصوم وأخاف الله أن يكون علي شيء في ذلك أفتوني جزاكم الله خيرا. الجواب : عند الضرورة لا بأس بأخذ الحبوب مؤقتاً إذا كان هناك ضرر أو تعب للرحم بسبب الولادة أو إجراء عملية فلا مانع من أخذ الحبوب وقتا دون وقت؛ كوقت الرضاعة سنة أو سنتين حتى يستريح الرحم بعض الراحة، فهذا يحتاج إلى مراجعة الأطباء العارفين واتفاق مع الزوج في ذلك، فإذا اتفقتما وصار هناك ضرر فيوقت، وتؤخذ الحبوب بقدر محدود حتى يزول الأثر الذي يحدث به الضرر. - ما حكم تعاطي بعض الحبوب الخاصة بمنع الحمل مؤقتاً؟ الجواب : إذا دعت الحاجة إلى ذلك ولم يترتب على ذلك ضرر وكان ذلك برضا الزوجين فلا حرج. أنا متزوجة وزوجي يرفض أن آكل حبوب منع الحمل. حيث لا يحس بالتعب الذي ألاقيه، أنا متضررة وقد أكلت حبوب منع الحمل دون علم زوجي، هل في ذلك حرج. علما بأنه يقول أرضعي الطفل وإلا ستحملين وقد نويت أن أتركها بعد الحج، فماذا علي؟ الجواب : إذا تيسر تركها فهو أحوط، أما إذا كان الضرر عظيماً والمشقة كبيرة فلا بأس وإلا فتركها أحوط، وطاعة الزوج واجبة إلا إذا كان الضرر كبيرا ويشق عليك؛ لقول الله سبحانه: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}. الشيخ عبد العزيز بن باز