سقط 30 قتيلا في الجزائر العاصمة يوم الاربعاء في انفجار قنبلتين بأول هجومين من نوعهما في العاصمة منذ أعوام مما أثار مخاوف من عودة عمليات إراقة الدماء السياسية الى البلاد المصدرة للنفط. ودمر أحد الانفجارين واجهة مقر رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز بلخادم بوسط العاصمة فيما هزت القنبلة الثانية باب الزوار بالضواحي الشرقية للمدينة. وذكرت مصادر مستشفى أن عدد القتلى في الانفجارين بلغ 30 قتيلا. وكانت وكالة الانباء قالت في وقت سابق ان عدد القتلى 17 والمصابين 82 . وذكرت مصادر من الشرطة أن الهجوم الذي تعرض له المبنى الحكومي كان هجوما انتحاريا. وغرقت الجزائر في أعمال عنف عام 1992 بعد أن ألغت السلطات المدعومة من الجيش انتخابات برلمانية أوشك حزب اسلامي سياسي على الفوز بها. وسقط ما يصل الى 200 ألف قتيل في أعمال العنف التي اندلعت بعد ذلك. وهدأ العنف في الأعوام الأخيرة بعد صدور العفو عن العديد من المتشددين ولكن تقع أعمال عنف في المنطقة الجبلية شرقي الجزائر العاصمة. وتتصاعد أعمال العنف في الجزائر منذ أن غيرت الجماعة السلفية للدعوة والقتال اسمها في يناير كانون الثاني الى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وأعلنت الجماعة مسؤوليتها عن عدة تفجيرات استهدفت قوات الامن والأجانب ووقعت اشتباكات بين القوات الجزائرية والمتشددين. وأحدث الانفجار الذي وقع عند مقر رئيس الوزراء فجوة في المبنى المؤلف من ستة طوابق وهشم نوافذ وأدى الى تناثر الحطام على سيارات في المكان. ونقلت وكالة الأنباء عن بلخادم الذي لم يصب قوله إن الهجوم عمل اجرامي جبان. ووصف بلخادم متحدثا في التلفزيون الانفجار بأنه هجوم إرهابي. وتدفقت عشرات من سيارات الإسعاف على المنطقة السكنية الراقية في الوقت الذي هرع فيه الاف السكان الى الشوارع وجرت مساعدة الناجين للخروج من المبنى. وقال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي في بيان "شعرت بالفزع والسخط بعد الانفجارين اللذين هزا العاصمة الجزائرية مقدماً التعازي لعائلات الضحايا وأؤكد للسلطات الجزائرية تضامنا الكامل في حربها ضد الإرهاب." وقال محلل جزائري ان العملية تبدو وكأنها رد على الهجمات المتزايدة التي يشنها الجيش على المتشددين الإسلاميين في منطقة بجاية الجبلية بشرق الجزائر العاصمة. وتابع الخبير الامني أنيس رحماني أن هذا رد عنيف على عملية بجاية حيث تجرى محاصرة زعماء كبار في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي. وأضاف أنه يعتقد أن تنظيم القاعدة لا يتمتع بالمقدرة على الاطاحة بالحكومة ولكنه قادر على ازعاج سكان الجزائر العاصمة المسالمين. هذا وقد قال تلفزيون الجزيرة ان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أعلن المسؤولية عن التفجيرات المميتة في الجزائر يوم الأربعاء. رويترز