فجر انتحاريا عبوة ناسفة عند ثكنة عسكرية جزائرية يوم الاربعاء مما أسفر عن مقتله ونحو ثمانية أفراد في منطقة القبائل المضطربة الى الشرق من الجزائر العاصمة. والانفجار الذي وقع على بعد 120 كيلومترا شرقي العاصمة أحد أسوأ الهجمات التي شنها المتشددون من شهور ووقع قبل ساعات من افتتاح دورة الألعاب الأفريقية بالجزائر العاصمة. ووقع الانفجار الساعة 0530 بتوقيت جرينتش في قرية الاخضرية القريبة من بلدة البويرة بعد يوم من زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للبلاد والذي يقوم بأول زيارة له خارج أوروبا منذ انتخابه رئيسا في مايو ايار. وقال مالك مقهى في الاخضرية "سمعت انفجارا مروعا... اعتقدت في باديء الأمر انه زلزلال ولكن على الفور علمت أنه هجوم ضد الثكنة." ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور عن الهجوم الذي قال سكان انه أسفر عن سقوط ثمانية قتلى وإصابة نحو 30 . وكان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الذي كان يعرف من قبل باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال أعلن مسؤوليته عن هجمات مشابهة في الشهور الأخيرة بما في ذلك ثلاث تفجيرات انتحارية في العاصمة في 11 ابريل نيسان أسفرت عن سقوط 33 قتيلا. وسقط ما يصل الى 200 ألف قتيل في أعمال العنف بالجزائر منذ عام 1992 عندما شن أنصار حزب إسلامي أصولي محظور الان كان أوشك على الفوز في الانتخابات في هذا العام تمردا مسلحا فيما بعد ضد البلاد. وتراجع العنف في السنوات الاخيرة وسط عروض متتالية من الحكومة بالعفو عن المتشددين ولكنه يندلع بين الحين والأخر أساسا في منطقة القبائل والمناطق القريبة. وفي حادث في الاونة الاخيرة انفجرت قنبلة في الخامس من يوليو تموز قرب سيارة والي تيزي وزو في أول محاولة اغتيال منذ سنوات تستهدف مسؤولا حكوميا محليا. وأصيب شرطي ولكن والي تيزي وزو حسين معزوز لم تلحق به أضرار. وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة طلب من الجيش الاسبوع الماضي تكثيف الهجمات على المتشددين واصفها اياهم بأنهم أعداء الشعب. وما زال عشرات من المتشددين مطلقي السراح في منطقة القبائل نظرا للروابط الاسرية والصلات الاجرامية والحماية التي توفرها البيئة الجغرافية النائية. كما تعتبر المنطقة معقلا للبربر الذين تربطهم دوما علاقات متوترة مع السلطات وينظمون احتجاجات ضد ما يصفونه بالتمييز العنصري الذي تمارسه الاغلبية العربية ضدهم. وقال الخبير الامني أنيس رحماني ان الهجوم الذي وقع بعد ثلاثة شهور من هجمات 11 ابريل يوضح فيما يبدو أن تنظيم القاعدة قرر استخدام الهجمات الانتحارية. ويقول صحفيون ان هجمات 11 ابريل كانت أول هجمات انتحارية منذ اندلاع العنف في الجزائر عام 1992 . وقال رحماني مدير تحرير صحيفة الشروق ان الهجوم الانتحاري كان متوقعا خاصة بعد أن نجحت الاجهزة الامنية في الحيلولة دون وقوع أي هجوم انتحاري خلال ثلاثة شهور. وأضاف أن الهجوم يوضح أيضا أن تنظيم القاعدة قرر اللجوء للهجمات الانتحارية في قتاله في البلاد. رويترز.