عشية انعقاد الدورة ال122 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية والتي تتضمن أجندتها الأوضاع في دارفور طالب دبلوماسيون ومثقفون بضرورة أن تتدخل الدول العربية والمجتمع الدولي لحماية السودان من المخططات الأمريكية لتمزيقه وإشعال فتيل الأزمة بين الحكومة السودانية والمتمردين في إقليم دارفور. وأكد المشاركون في الندوة التي نظمتها الجمعية المصرية للأمم المتحدة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعى لتمزيق السودان كجزء من مخطط كبير لبسط سيطرتها على منطقة الشرق الأوسط بعد أن وضعت أقدامها في منطقة الخليج العربي باحتلالها للعراق. السفير السوداني بالقاهرة الدكتور أحمد عبد الحليم قال إن التدخل الأمريكي في الشؤون السودانية يرجع لأسباب انتخابية تتمثل في رغبة الرئيس الأمريكي جورج بوش في الحصول على أصوات الأمريكيين السود. وأكد في تصريح للجزيرة نت أن تعثر المفاوضات بين الحكومة ومتمردي دارفور ن سببه إصرار حركتي التمرد على عدم إلقاء السلاح. من جانبه طالب المفكر المصري الدكتور ميلاد حنا -رئيس لجنة الإسكان الأسبق بمجلس الشعب المصري- الحكومة السودانية بالإسراع في إيجاد حل سياسي شامل لمشكلة إقليم دارفور غربي السودان عن طريق إشراك جميع القوى السياسية، واصفا تعدد منابر التفاوض مع القوى السياسية بأنه غير مفيد مع تسارع الوقت وتزايد الاستهداف الخارجي. وأكد حنا على ضرورة أن تعمل الحكومة السودانية على إعادة الثقة بين أهل السودان من خلال توحيد الجهود في مواجهة التحديات الهائلة وتفعيل دور الإدارة المحلية في إقليم دارفور ومتابعة إيصال مواد الإغاثة للمتضررين. وانتقد حنا في تصريح للجزيرة نت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي كولن باول بشأن وجود عملية إبادة جماعية في السودان، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي نفى وجود أي إبادة جماعية وهو الأمر الذي اتفق معه فيه نائب رئيس الجمعية المصرية للأمم المتحدة عصام الدين حواس حيث رأى أن الأممالمتحدة مدفوعة من قبل واشنطن للتعامل مع الأزمة في دارفور وفق سياسة الكيل بمكيالين. وأعرب عن أمله أن تقوم المنظمة الدولية بدور منصف وأن تقاوم الضغوط الأمريكية بهذا الشأن. وأكد رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للأمم المتحدة الدكتور عبد الأحد جمال الدين للجزيرة نت أن التعامل الأمريكي مع أزمة دارفور يتسم بازدواج المعايير، مستشهدا بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أثناء زيارته إلى دارفور بعدم وجود إبادة جماعية وسرعان ما غير هذه التصريحات في واشنطن. واعتبر جمال الدين أن موقف أمريكا من قضية دارفور يعتبر شاذا عن كل آراء المجتمع الدولي مثل الاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي ودول عدم الانحياز الذين استبعدوا وجود إبادة في الإقليم باعتبار أنه يصعب التمييز بين السكان في دارفور وتصنيفهم إلى عرب وغير عرب، وأكد أن الموقف الأمريكي هو بمثابة رسالة تنذر باستمرار الأزمة.