أعلنت شركة النفط النمساوية (OMV) بأنها ستمضي في تنفيذ عقد أبرمته مع إيران مؤخراً لتطوير حقل للغاز ونقل الغاز الإيراني المسال إلى أوروبا، على الرغم من الضغوط التي تمارسها السلطات الأمريكية للحيلولة دون تنفيذ هذا المشروع الكبير. ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون النمساوية ORF السبت 12/5/2007 عن متحدث بإسم الشركة تأكيده بان إبرام هذا العقد الذي تصل قيمته إلى 30 مليار دولار لا ينتهك القوانين الأوروبية أو المحلية، وهي إشارة إلى العقوبات الدولية الأخيرة التي فرضها مجلس الأمن على إيران بسبب رفضها تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم. وأشارت ORF إلى أن الولاياتالمتحدة لوحت بعرقلة سعي النمسا للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي خلال الفترة 2008 /2009، في حال تمسكها بالعقود التجارية الواسعة مع إيران ولاسيما عقد الغاز الأخير، الذي يعتبر الأكبر من نوعه بين إيران وشركة أوروبية، ويندرج في إطار تنامي عمليات التبادل التجاري بين النمسا وإيران بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. لكن متحدثاً بإسم السفارة الأمريكية في فيينا نفى وجود ضغوط أمريكية لعرقلة انضمام النمسا لعضوية مجلس الأمن وقال بأنه من السابق لأوانه الحديث عن مثل هذه المواقف في الوقت الحاضر. وكان ممثلو شركة النفط النمساوية (OMV) قد وقعوا مع المسؤولين في طهران بتاريخ 21/4/2007 مذكرة تفاهم تقضي بإقامة مشروع عملاق لتطوير المرحلة الثانية عشرة من حقل بارس الجنوبي الإيراني ينفذ على مدى 25 عاماً لإنتاج الغاز المسال بهدف تصدير هذا الغاز إلى أوروبا وذلك من خلال التعاون مع مجموعة من الشركات الأوروبية. ويرتبط هذا المشروع الإيراني بمشروع آخر لإنشاء محطة نهائية(Terminal) لتصدير الغاز في كرواتيا، حيث تشارك شركة (OMV) في تجهيز هذه المحطة في جزيرة ( Krk) الكرواتية بإستثمار قدره 700 مليون يورو خلال السنوات القليلة القادمة، ويتوقع أن تبدأ هذه المحطة العمل بالفعل بحلول عام 2011 أو 2012. وطبقاً لما ذكرته وسائل الإعلام النمساوية فان قطاع المحروقات الإيراني يعاني من نقص ملحوظ في الاستثمارات الأجنبية بسبب الضغوط التي تمارسها الولاياتالمتحدة، حيث لم يتم توقيع أي عقد كبير من قبل الشركات الأجنبية مع إيران منذ عدة سنوات. هذا وأشارت الصحافة النمساوية في وقت سابق إلى الضغوط التي مارستها الحكومة الأمريكية على المؤسسات المالية، وعلى الحكومة النمساوية لثنيها عن الاستمرار في علاقاتها التجارية المتطورة مع إيران. وأفادت بأن ممثلين عن الحكومة الأمريكية تدخلوا عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة لدى وزارة الخارجية في فيينا وعدة بنوك نمساوية في محاولة للحد من هذه العلاقات التجارية بين البلدين ولاسيما في وقت تسعى فيه واشنطن إلى تشديد عزلة إيران الدولية على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل. وأقر متحدث باسم السفارة الأمريكية في فيينا ويدعى ( بيل فانلوند) بشكل غير مباشر وجود مثل هذه التدخلات، وابلغ مجلة بروفيل النمساوية بتاريخ 23/4/2007 أن واشنطن تسعى لتحذير أصدقائها من عواقب التعامل التجاري مع الحكومة الإيرانية. بينما لم يستغرب متحدث بلسان وزيرة الخارجية النمساوية أرزولا بلاسنيك حدوث مثل هذه التدخلات الأمريكية وقال " أنه أمر عادي أن تقوم الولاياتالمتحدة بحملة لدى الجهات النمساوية المعنية عندما يتعلق الأمر بتشديد العقوبات على إيران".