أعلنت وزيرة الخارجية النمساوية (أرزولا بلاسنيك) بأنها تعتزم تنظيم مؤتمر لنساء الشرق الأوسط في فيينا هذا العام بحضور وزيرتي الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس و الإسرائيلية تسيبي ليفني. وقالت الوزيرة بلاسنيك في مقابلة مع صحيفة دي بريسه في عددها الصادر أمس الأحد 11/2/2007 بأنها على اتصال مع العديد من السيدات الناشطات في العالم العربي لحضور هذا المؤتمر الذي سيتم تحديد موعده في وقت لاحق. وردا على سؤال حول سبب الاهتمام بنساء الشرق الأوسط أوضحت الوزيرة بلاسنيك بان النساء في مختلف أنحاء العالم يتحملن مسئولية كبيرة في تحقيق التعاون داخل المجتمعات، وقد تعرضن ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط بالذات إلى معاناة كثيرة جراء الحروب والأزمات. ودعت وزيرة الخارجية النمساوية إلى إعطاء المرأة دورا مركزيا في المستقبل فيما يتصل بقضايا تحقيق السلام بسبب ما وصفته بقدراتهن التفاوضية المتميزة. وتناولت الوزيرة النمساوية في حديثها الأزمة النووية الإيرانية و قالت في هذا الصدد بان موقف المجتمع الدولي واضح وقد تمثل بقرار مجلس الأمن الصادر في 23 ديسمبر الماضي، معربة عن أملها في أن تبادر إيران بتعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم والعودة إلى إجراءات بناء الثقة. وأعادت إلى الأذهان ما تم الاتفاق عليه في فيينا في شهر يونيو/2006 وقالت إن سلة المحفزات التي عرضت على إيران والمتعلقة بالتعاون الاقتصادي و السياسي لا تزال قائمة. وأقرت الوزيرة بلاسنيك بوجود صعوبات فيما يتعلق بإيجاد خط مشترك بين إيران و الولاياتالمتحدة، لكنها حثت إيران على الموافقة على العرض الأوروبي كما دعت واشنطن إلى الشروع في حوار مع طهران. وكشفت بان مؤتمر السياسة الأمنية الأوروبية المعقود في مدينة ميونيخ الألمانية شكل فرصة للتقارب بين الجانبين بسبب مشاركة وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس و كبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني. وأكدت الوزيرة النمساوية بأنه لا يمكن إغفال التأثير المتعاظم لإيران في المنطقة و .الذي لا ينحصر في العراق فحسب بل يمتد أيضا إلى أفغانستان. وأوضحت الوزيرة بلاسنيك أن المخدرات التي تأتي من أفغانستان تعد مشكلة أيضا بالنسبة لإيران، وبالتالي فأنه يمكن للإيرانيين والأمريكيين إن يشرعوا في محادثات إزاء هذه القضايا. وعرضت بلاسنيك أن تكون العاصمة النمساوية فيينا مكاناً للقاء بين الطرفين خاصة خلال انعقاد اجتماع مكتب مكافحة المخدرات والجريمة في فيينا في شهر مارس القادم والذي سيشارك فيه عدد من وزراء الداخلية و أجهزة مكافحة المخدرات في أفغانستان وباكستان وإيران. وحول الضغوط التي تمارسها واشنطن على دول الاتحاد الأوروبي للحد من التجارة المتنامية بين إيران و أوروبا ردت بلاسنيك بالقول " نحن سنلتزم بالعقوبات التي فرضها مجلس الأمن على البضائع والأشخاص ولاسيما المتصلة بالشؤون النووية ، الا ان المجتمع الدولي لا يرغب بمعاقبة الشعب الإيراني ". غير أنها قالت نحن قلقون بشان " النقاط الغامضة في البرنامج النووي الإيراني ولاسيما ما يتصل بأهداف هذا البرنامج ". وردا على سؤال حول تبعات أي هجمة عسكرية أمريكية أو إسرائيلية على المنشآت الإيرانية قالت الوزيرة بلاسنيك " إن تركيز الدبلوماسية ينصب على إبقاء الأمور تحت السيطرة وهذا ما أكد عليه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مؤخرا عندما قال بأنه ليس هناك من يخطط لعمل عسكري ضد إيران ". لكنها أقرت بان هذا الأمر لن يكون كافيا إذ يتعين البحث عن الحوار والاستفادة من خطة بيكر هاملتون (التي حثت على أجراء حوار مع إيران ). ومضت الوزيرة النمساوية تقول " إنني أساند ضم إيران إلى الجهود الدولية من خلال إشراكها في المفاوضات المتعلقة بالأمور الأمنية في المنطقة ، خاصة وإن العمل جاري لتنظيم مؤتمر دولي موسع حول الشرق الأوسط ". وتناولت الوزيرة بلاسنيك في المقابلة أيضا اتفاق مكة الأخير بين الفصائل الفلسطينية و قالت في هذا الصدد " إذا تم تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية بمشاركة فتح وحماس فانه سيكون لإسرائيل شريكا في المفاوضات يحظى بدعم دولي ". غير إن بلاسنيك طالبت حماس بالاعتراف بشكل واضح بإسرائيل وبالاتفاقيات الموقعة. وقالت بلاسنيك " يتعين التركيز على الحل القائم على دولتين و اتخاذ خطوات محددة فيما يتصل بالحدود و تحسين الظروف المعيشية للسكان ". وحول إمكانية رفع العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على السلطة الفلسطينية قالت الوزيرة بلاسنيك " إن الموضوع لا يتعلق بالعقوبات ، فلا أحد يتوقع إن يساهم الاتحاد الأوروبي في توظيف أموال الضرائب الأوروبية في حرب الأشقاء الداخلية أو في تمويل أعمال العنف ضد إسرائيل ". وخلصت الوزيرة بلاسنيك إلى القول " ينبغي التدقيق في جدية اتفاق تشكيل الحكومة الفلسطينية فنحن بحاجة إلى ( دينامكية ايجابية ). هذا وتناولت الوزيرة النمساوية في حديثها موضوعاً آخر يتعلق برفض روسيا لخطة مبعوث الأممالمتحدة اهتساري حول مستقبل إقليم كوسوفو، وقالت في هذا الصدد " ان الاتحاد الأوروبي مستمر في مفاوضاته مع روسيا إزاء هذا الموضوع ويسعى لإيجاد توافق في الرأي مع موسكو داخل مجلس الأمن، ونحن بحاجة إلى قرار صريح لان مستقبل بقاءنا في الإقليم سيعتمد على قرار من الأممالمتحدة ". وعلى صعيد آخر تشارك وزيرة الخارجية النمساوية ارزولا بلاسنيك اليوم الاثنين 12/2/2007 في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي سيركز على بحث علاقات الاتحاد مع دول غربي البلقان إضافة إلى قضايا الشرق الأوسط. وذكر بيان لوزارة الخارجية النمساوية صدر يوم الجمعة الماضي 9/2/2007 أن الوزراء الاوروبيين سيبحثون أيضا في موضوع العلاقات بين دولهم و إيران وخاصة ما يتصل بالوضع السياسي ووضع حقوق الإنسان ودور إيران في الشرق الأوسط بشكل عام. وأفاد البيان بان هناك قضايا أخرى سينظر فيها وزراء الاتحاد بينها عملية السلام في الشرق الأوسط ، وكيفية رد الاتحاد الاوروبي على الاتفاق الجديد بين حركتي فتح وحماس بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية . وكان الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدةوروسيا قد فرضوا مقاطعة اقتصادية لاكثر من عام على الحكومة الفلسطينية في اعقاب فوز حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الانتخابات العامة الفلسطينية العام الماضي . وجاء في بيان الخارجية النمساوية بأن الوضع الأمني في أفغانستان ، وحالة المفاوضات مع منظمة التجارة العالمية ، إلى جانب تبادل الرأي حول الأوضاع في السودان والصومال، ومصير الممرضات البلغاريات اللاتي حكم عليهن بالاعدام في ليبيا بعد ادانتهن بالتسبب في نقل فيروس (الأيدز) الى اطفال ليبيين في مستشفى بنغازي بليبيا ، ستبحث أيضاً في اجتماع بروكسل. وفيما يتصل بالأوضاع في البلقان أفاد بيان وزارة الخارجية النمساوية بأنه اعتمادا على المقترحات التي وضعها المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتي اهتساري سيناقش الوزراء الأوروبيون بشكل تفصيلي مستقبل إقليم كوسوفو وما يتصل بالتطورات الأخيرة في صربيا.