أوضح مسئول في وزارة الزراعة والري في اليمن أن أضرار الجراد حتى الآن تنحصر في القضاء على المراعي الطبيعية للماشية والنحل في المناطق المنتشرة فيها، بالرغم من أنها وصلت إلى بعض المزارع التي زرعت الذرة الرفيعة على الأمطار في بعض مناطق منوخ بمحافظة حضرموت وبعض مناطق الحريم وابتين وصربان بمديرية عسيلان في محافظة شبوة. غير أن المصدر توقع أن تصل أضرار الجراد من 60-70% من الإنتاج الزراعي الكلي عند خروجه على هيئة أسراب من المناطق الصحراوية إلى المناطق الزراعية وقال ان وزارة الزراعة تعمل جاهدة على منع حدوثه بعد أن اعتمدت على عمليات المراقبة وحصر المواقع التي يضع الجراد فيها بيضه والقيام بمراقبة الفقس وعندما تكتمل النسبة العظمى للفقس فستتم عملية المكافحة للدبا الناتج من البيض. ولفت إلى أنه لايتم اللجوء إلى مكافحة الجراد الطائر وإنما مكافحته في الطور الذي يزحف على الأرض( الدبا) ، وتوقع أن تصل إلى هذه المرحلة عند منتصف شهر يوليو 2007م. وأن تتم عمليات المكافحة بواسطة الوسائل الجوية وقد واجهت اليمن مشكلة الغزو الحالي للجراد بأعداد وزارة الزراعة والري خطة طوارئ قدمتها للحكومة التي صادقت عليها وأقرتها في مارس 2007م. وبناء على الخطة قامت الوزارة بصيانة الآليات والأدوات المتوفرة لدى المركز الوطني لمكافحة الجراد ووضعتها في جاهزية تامة , كما قامت بتكثيف عمليات المراقبة والمسوحات في مختلف مناطق تكاثر الجراد التقليدية في اليمن من يناير2007م إلى الآن . وقامت الحكومة بتشكيل لجنة وطنية لمواجهة أخطار طوارئ الجراد الصحراوي من الوزارات الفاعلة ذات الصلة المباشرة أو غير المباشرة بالجراد الصحراوي، وهذه اللجنة قامت بدراسة الإمكانيات المتاحة لدى الحكومة لمواجهة الوضع الراهن للجراد ومن ثم تقدمت بطلب الغير متوفر من الإمكانيات ، وتم مخاطبة المانحين الدوليين والمنظمات الدولية للمساعدة بتوفير العجز في الاحتياجات وعندما حدث ما توقعه المختصون من غزو الجراد والتي تزامن مع الظروف البيئية غير الاعتيادية في المنطقة الصحراوية قامت الحكومة بصرف ما يزيد عن 50 مليون ريال لمواجهة الوضع الحالي للجراد ومن ثم رفعت الوزارة عدد فرق المسح الميدانية من أربع فرق إلى ثلاث عشرة فرقة ميدانية تنتشر حالياً في محافظات مأرب والجوف وشبوة والمهرة وحضرموت والتي تعتبر أكثر المحافظات تضرراً بالوضع الحالي للجراد. كما نشير إلى ان الوزارة قد تدخلت في مكافحة بدايات الفوران للجراد في مناطق بمديرية ثمود بمحافظة حضرموت ومناطق بمديرية عسيلان بمحافظة شبوة وعلى مساحة تجاوزت 4200 هكتار خلال شهر مايو 2007م. ويوجد بين اليمن والسعودية تعاون في مجال مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي والذي كان قد بدأ فعليا بتوقيع الاتفاقية الفنية الثنائية في عام 2003م ونفذت على إثر ذلك عمليات مشتركة لمراقبة الجراد في البلدين وحتى عام 2006م تم تنفيذ أربعة مسوحات مشتركة ويؤكد مسئولون في وزارة الزراعة والري اليمنية أنه يجري التواصل بشكل شبه يومي بين مركزي الجراد في البلدين لمتابعة أوضاع الجراد , ويقولون : الأشقاء في المملكة على علم تام بالوضع الحالي للجراد في اليمن وهم يتابعون ذلك باهتمام كبير باعتباران انتشار الجراد في أي من البلدين بالضرورة يؤثر على الإنتاج الزراعي في البلد الآخر . وتعتبر اليمن تاريخيا إحدى الدول الواقعة ضمن حزام مناطق تكاثر الجراد الصحراوي في العالم والممتد من الصحراء الهندية الباكستانية شرقا حتى موريتانيا والسنغال في غرب أفريقيا مروراًً بإيران والجزيرة العربية وشمال شرق أفريقيا والقرن الأفريقي. وفي نفس الوقت تعتبر اليمن منطقة عبور بالنسبة للجراد الذي يتكاثر في القرن الأفريقي وهذا ما يطلق عليه عالمية آفة الجراد الصحراوي. وبالتالي فقد قامت اليمن بتأسيس كيان فني إداري يتولى مهام مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي وقد تم تأسيسه في بداية الخمسينيات من القرن الماضي بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة والذي تطور وسمي مؤخراً بالمركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي وأصبح المركز يمثل قدوة لأقرانه في الدول المحيطة باليمن، وهذا بشهادة منظمة الفاو.