يصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاربعاء الى طرابلس حيث يلتقي الزعيم الليبي معمر القذافي في خطوة تهدف الى تأكيد تطبيع العلاقات بين ليبيا والاوروبيين غداة انتهاء ازمة الممرضات البلغاريات. واعلن ساركوزي بعد ساعات من الافراج عن الممرضات والطبيب البلغار ان زيارته الى طرابلس "زيارة سياسية لمساعدة ليبيا على العودة الى صفوف المجتمع الدولي". كما ان هناك شقا اقتصاديا للزيارة. وقال الرئيس الفرنسي في هذا الاطار الثلاثاء "آمل بان يتم توقيع اتفاقات تعاون مع ليبيا" مشيرا الى ان الولاياتالمتحدة سبق ان قامت بذلك. واعلن المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية الاربعاء ان المحادثات ستشمل "كل المواضيع وفي كل المجالات" من دون استبعاد ان تتطرق ايضا الى "التعاون النووي". وجعل ساركوزي قضية الممرضات البلغاريات في طليعة اولوياته وارسل الى طرابلس مرتين خلال اسبوعين زوجته سيسيليا وابرز معاونيه في الاليزيه كلود غيان من اجل تسريع الافراج عن الطبيب والممرضات الخمس المتهمين بنقل فيروس الايدز الى مئات الاطفال الليبيين. الا ان هناك شقا يتعلق بالتمويل لا يزال غامضا في الاتفاق لا سيما ان فرنسا والاتحاد الاوروبي لم يدفعا رسميا اموال التعويضات التي تم الاتفاق عليها لاسر الاطفال المصابين بالايدز فيما جرى الحديث عن "دور انساني" لم يحدد قامت به قطر. وستكون زيارة الرئيس الفرنسي الى ليبيا اول تعبير رمزي للتطبيع الموعود بين طرابلس والاتحاد الاوروبي يكرس عودة ليبيا الى الساحة الدولية وهي عودة بدأت قبل بضع سنوات. وظلت ليبيا لسنوات طويلة مهمشة داخل المجتمع الدولي نتيجة اتهامها بدعم الارهاب وبالاعتداء على طائرة اميركية تابعة لشركة "بانام" تسبب بمقتل 270 شخصا في لوكربي (اسكتلندا) في 1988 والاعتداء على طائرة فرنسية تابعة لشركة "اوتا" في تينيري في النيجر تسبب بمقتل 170 شخصا في 1989. واصبح التطبيع رسميا بين ليبيا والولاياتالمتحدة في ايار/مايو 2006. وعينت الولاياتالمتحدة اخيرا اول سفير لها في طرابلس منذ 35 عاما. وجاء ذلك نتيجة التعاون القضائي في موضوع اعتداء لوكربي وتسليم ليبيا لمتهمين ليبيين اثنين بتنفيذه ودفع تعويضات لاسر ضحايا اوتا ثم تخلي ليبيا في 2003 عن برامجها لاسلحة الدمار الشامل. الا ان قضية الطبيب والممرضات البلغار ظلت تقف حاجزا امام التطبيع الكامل. ويحمل التطبيع الموعود آمالا كبيرة للشركات الفرنسية (نفط غاز مصارف) في بلد منتج للمشتقات النفطية يفتح ابوابه امام المستثمرين ويحاول تعويض التأخير الذي خلفته عشر سنوات من الحصار المفروض على البلاد. ويصل ساركوزي الساعة 15,30 تغ الى طرابلس. ويلتقي القذافي على ان يلي المحادثات توقيع اتفاقات وعشاء رسمي. وعلى جدول المحادثات البحث في مشروع الاتحاد المتوسطي الذي اطلقه الرئيس الفرنسي والهجرة غير القانونية التي ينطلق جزء كبير منها من ليبيا بالاضافة الى مسائل اقليمية مثل نزاع دارفور (غرب السودان). وقام الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في تشرين الثاني/نوفمبر 2004 باول زيارة رسمية لرئيس فرنسي الى ليبيا منذ استقلالها في 1951 معبرا عن الرغبة باقامة "شراكة حقيقية" على الصعيدين السياسي والاقتصادي بين البلدين الا انها رغبة لم تتحقق بعد. ويغادر ساركوزي ليبيا صباح الخميس للقيام بجولة قصيرة في افريقيا ستقوده الى السنغال ثم الى الغابون الجمعة. *أ ف ب: