وصلت السيدة الفرنسية الأولى سيسيليا ساركوزي إلى ليبيا أمس الأحد بهدف التحضير للإفراج عن الممرضات والطبيب البلغار المتهمون بحقن أكثر من 426 طفلاً ليبياً بالفيروس المسبب لمرض الآيدز, فيما أجرى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هاتفيا مرات عدة مع رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو ليل الاحد/ الاثنين لبحث الموضوع نفسه. وتعد هذه الزيارة الثانية لسيدة الإليزيه إلى ليبيا فيما كانت الزيارة الأولى قبل 10 أيام حيث التقت الفريق الطبي المتهم. وكان المجلس الأعلى للهيئات القضائية الليبية (أعلى هيئة قضائية) خفف العقوبة عن المتهمين يوم 17 يوليو/ الجاري, لتكون السجن المؤبد بدلا من الإعدام, ويمكن لبغاريا تسلم المتهمين بفضل اتفاقية ثنائية أقرت في 1984 مع طرابلس. وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية الفرنسية دافيد مارتينون "وصلت سيسيليا ساركوزي ترافقها بينيتا فيريرو-فالدنر المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية وكلود غيان الأمين العام للاليزيه إلى ليبيا". وأورد الموقع الإلكتروني لمجلة "لو بوان" الفرنسية أن الزيارة الثانية لسيسيليا ساركوزي لليبيا تهدف إلى التحضير لعملية العودة, وأن ساركوزي وغيان توجها صباح الأحد إلى ليبيا في طائرة رئاسية لتحديد "التفاصيل الأخيرة لنقل الممرضات البلغاريات إلى وطنهن". وأوضحت المجلة نقلا عن مصدر مقرب من السلطات الليبية أن السيناريو المطروح "يقضي بإعادة (الممرضات) إلى صوفيا على متن الطائرة الفرنسية, في حضور كلود غيان وسيسيليا ساركوزي". وأوضح البيان أن الرئيس ساركوزي اتصل بباروسو هاتفيا مرات عدة هذه الليلة وناقشا موضوع اتفاق للإفراج عن الممرضات الخمس والطبيب وترحيلهم على الفور", موضحا أن ساركوزي وباروسو ناقشا "مرات عدة في الأيام الأخيرة قضية الممرضات البلغاريات". ويذكر أن الطبيب فلسطيني لكنه حصل على الجنسية البلغارية خلال نظر القضية التي شغلت الرأي العام الأوروبي قرابة 8 سنوات. وكانت المفوضية الأوروبية أعلنت من جهتها في وقت سابق من مساء الاحد في بيان في بروكسل أن المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو-فالدنر موجودة في ليبيا "في اطار الجهود من اجل الافراج عن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني". وأوضح البيان "على اثر اتصالات بين رئيس المفوضية الأوروبية السيد جوزيه مانويل باروسو ورئيس الجمهورية الفرنسية السيد نيكولا ساركوزي, تقوم السيدة فيريرو-فالدنر منذ 22 تموز/يوليو بزيارة الى ليبيا مع السيدة سيسيليا ساركوزي في اطار الجهود المبذولة للافراج عن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني". واضاف البيان ان "المفوضية الاوروبية تأمل في التوصل الى ايجاد حل يتسم بالروح الانسانية لهذا الوضع المؤلم جدا والمستمر منذ فترة طويلة". وقال مصدر دبلوماسي اوروبي تم الاتصال به لاحقا ان ساركوزي وعد بتحديث مستشفى بنغازي (شمال) حيث كان يعمل الفريق الطبي المتهم مقابل اعادتهم الى بلغاريا. وكانت الرئاسة البلغارية اعلنت الجمعة في بيان ان الرئيس غيورغي بارفانوف اتفق مع نظيره الفرنسي على ابقاء "اتصال دائم" حول قضية "الافراج" عن الفريق الطبي البلغاري. واضاف ان "الرئيس الفرنسي اكد التزامه ايجاد حل للمشكلة التي يعانيها الفريق الطبي البلغاري وتصميم فرنسا على مواصلة جهودها لتأمين عودة افراده الى بلغاريا". من جهته, اجرى ساركوزي مساء الخميس اتصالا هاتفيا بالزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وتناول معه موضوع زيارته لليبيا "مع الأمل بالإفراج عن الممرضات والطبيب البلغار وايجاد معالجة نهائية للمشكلة المؤلمة للأطفال الليبيين المصابين". وكانت بلغاريا أرسلت إلى ليبيا يوم الخميس الماضي طلبا رسميا لتسليم الممرضات الخمس والطبيب. وقال المدعي العام البلغاري بوريس فيلتشيف إن بلغاريا استندت في طلبها هذا الى اتفاق ثنائي للتعاون القضائي تم توقيعه في 1984 والمصادقة عليه في 1985 وينص على إمكانية تسليم المحكومين ولكن من دون تحديد مهل لهذا التسليم. والممرضات الخمس هن كريستيانا فالتشيفا وناسيا نينوفا وفاليا تشيرفينياشكا وفالنتينا سيروبولو وسنيجانا ديميتروفا اما الطبيب فيدعى اشرف جمعة الحجوج. وهؤلاء الستة المعتقلون في ليبيا منذ ثماني سنوات, يدفعون ببراءتهم ويقولون ان اعترافاتهم انتزعت منهم تحت وطأة التعذيب.