لم يتوقع أحد ممن شاهدوا العالم ماريو كابيتشي وهو طفل أنه سيصبح واحدا من أشهر علماء الجينات الجزئية وسيحصل على جائزة نوبل. اندلعت الحرب العالمية الثانية عندما كان العالم الايطالي الأصل في الرابعة من العمر ونقلت والدته الى معسكر نازي في داتشاو بألمانيا. وترك كابيتشي وحيدا ليعيش في الشارع ويتسول ويسرق ليبقى على قيد الحياة أربعة أعوام ونصف العام. وعندما كان في التاسعة من العمر نجح كابيتشي ووالدته في لم شملهما وهاجرا الى الولاياتالمتحدة،وكانت هذه الأحداث سببا في قيام كريستر بتشولتز عضو لجنة جائزة نوبل بوصف كابيتشي بأنه مثال للحلم الاميركي،وذلك عند الاعلان في ستوكهولم عن فوزه بجائزة نوبل في الطب. ونال كابيتشي، وهو الآن مواطن أميركي، الجائزة بجانب زميليه الاميركي أوليفر سميثيز والبريطاني مارتن ايفانس لأبحاثهم في مجال الخلايا الجذعية واكتشافاتهم المتعلقة بالخلايا الجذعية الجنينية التي أدت الى تطوير تكنولوجيا تدعى "عزل الجين" في الفئران التي من شأنها إبطال مفعول الجينات لتوفير معلومات بخصوص دورها في العديد من الأمراض. وقال كابتشي لوكالة الانباء الالمانية(د ب أ) عقب تلقيه المكالمة الهاتفية من ستوكهولم التي بشرته بنبأ الفوز إن الأبحاث تعد أهم عنصر في حياته وأن حبه للطبيعة واللياقة البدنية يأتي بعد عمله في المعمل في قائمة أولوياته،ولكنها كانت تلك الاهتمامات الأخرى التي حملته على الانتقال من جامعة هارفارد في ماساتشوستس الى جبال روكي بالغرب الأميركي برفقة زوجته وابنته العام 1973 . وبعد أن تلقى المكالمة الهاتفية التي بشرته بحصوله على جائزة نوبل قال إن ما يستحق ليست الجائزة تفسها بل العمل الذي قاد إلى الفوز بها. وأضاف أن النتائج التي توصل إليها هو وزميلاه يستفاد منها في مئات المعامل لدراسة أي نوع من السرطان أو أمراض القلب وتطوير العلاجات لها لان خدمة الانسانية هي التي دفعتنا للقيام بالعمل. أما أوليفر سميثيز المتخصص في علم الجينات فيبلغ من العمر 82 عاما ويعمل أستاذا بجامعة نورث كارولينا الأميركية وهو مواطن أميركي ولد في بريطانيا العام 1925 ، كما أنه حفر اسمه في قائمة الطيارين، حيث حقق أرقاما قياسية عديدة في رحلات عبور الاطلنطي برفقة صديقه ومساعده الطيار فيلد موري. وألمح العالم الكبير في تصريح لوكالة الانباء الالمانية الى أن المكالمة الهاتفية التي تلقاها في وقت مبكر من صباح اليوم ومصدرها ستوكهولم لم تأت بمثابة مفاجأة كاملة بالنسبة إليه، معترفا بأن هناك من أيقظه في وقت سابق ليبلغه النبأ السعيد. وحصل سميثيز على شهادة الدكتوراة من جامعة أوكسفورد ثم انتقل الى تورونتو العام1953.وعمل في وقت لاحق بجامعة ويسكونسن الأميركية في ماديسون. وحصل منذ العام 1988 على لقب أستاذ في علم الأمراض وطب المعامل بجامعة نورث كارولينا حيث عمل بجانب زوجته نوبويو مايدا. وقال إنهما عملا قرابة24 ساعة في اليوم ليجمعا أهم عناصر حياتهما معا. وأضاف "قد استمتعت بعملي لأكثر من50 عاما، كل يوم.. يجب عليك أن تستمتع به"، مشيرا الى أن أكبر متعة بالنسبة له هو أن يكتشف شيئا لم يعرفه من قبل. حتى اليوم ومع إقبال العالم لتهنئته، فهو يخطط لتمضية بضع ساعات في المعمل. نقلا عن "الغد"