أرجأ لبنان اليوم الاثنين انتخاباته الرئاسية الى 12 نوفمبر تشرين الثاني من أجل منح المزيد من الوقت للأطراف المؤيدة والمعارضة للاتفاق على مرشح تتوافق حوله الاراء. وكان من المقرر ان يجتمع البرلمان يوم الثلاثاء لاختيار خلف للرئيس اميل لحود المؤيد لسوريا والذي تنتهي مدة ولايته في 23 نوفمبر تشرين الثاني. وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان ان تأجيل جلسة الانتخاب جاء "لمزيد من التشاور توصلا الى توافق على انتخاب رئيس للجمهورية يشكل رمزا لوحدة الوطن ومنعته." وسيكون هذا هو التأجيل الثاني لانتخاب الرئيس في خطوة تعتبر حيوية لحل الازمة السياسية اللبنانية المستمرة منذ 11 شهرا والتي وضعت الغالبية البرلمانية الحاكمة المناهضة لسوريا في مواجهة المعارضة التي يتقدمها حزب الله. وقالت مصادر سياسية ان التأجيل هو اشارة ايجابية بأن الطرفين مازالا يأملان بالتوصل الى تسوية من اجل ضمان انتقال سلس للسلطة. وتوجد مخاوف من انه اذا لم يتم انتخاب رئيس قبل انتهاء فترة رئاسة لحود في 23 نوفمبر تشرين الثاني فقد ينتهي المطاف بلبنان الى حكومتين متناحرتين واعمال عنف. والازمة اللبنانية الراهنة هي الاسوأ منذ الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. وفي 25 سبتمبر ايلول الماضي قاطع نواب المعارضة جلسة الانتخاب لمنع اكتمال نصاب ثلثي الاعضاء وهو الامر الذي منع القوى المناهضة لسوريا والتي تحظى بغالبية ضئيلة في البرلمان من اختيار رئيس جديد للبلاد. ويأمل الداعمون الدوليون لرئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ومن ضمنهم الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية في انتخاب رئيس خلفا للحود من بين تحالف الغالبية البرلمانية. ويريد حزب الله وحلفاؤه في المعارضة حرمان منافسيهم من الرئاسة ويصفونهم بانهم دمى بيد واشنطن. وكان بري رئيس حركة امل الشيعية وحليف حزب الله قد اجرى محادثات مع سعد الحريري زعيم تحالف الغالبية البرلمانية المناهضة لسوريا في محاولة للاتفاق على رئيس توفيقي والذي يجب ان يكون حسب نظام تقاسم السلطة في لبنان من الطائفة المارونية المسيحية. كما بدأ زعماء مسيحيون متنافسون اجتماعات لسد الفجوة وتأمين انتخابات سلسة. وكان تحالف القوى المناهضة لسوريا رشح اثنين من اعضائه الموارنة للرئاسة فيما تساند المعارضة الزعيم المسيحي الماروني ميشال عون. وهناك عدة شخصيات من المسؤولين الحاليين والسابقين من ضمنهم قائد الجيش وحاكم مصرف لبنان (المركزي) هم ضمن لائحة مرشحين من الممكن التوافق عليهم. وكانت القوات السورية تدخلت في لبنان لانهاء الحرب الاهلية وهيمنت دمشق على السياسات اللبنانية حتى اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء الاسبق عام 2005 والذي اثار موجة من الاحتجاجات الحاشدة المناهضة لسوريا. واضطرت سوريا لسحب قواتها من لبنان بعد وجود عسكري دام 29 عاما. واغتيل سبع شخصيات لبنانية اخرى من المناهضين لسوريا منذ مقتل الحريري احدثهم النائب البرلماني انطوان غانم. وتلقي شخصيات لبنانية بارزة مناهضة لسوريا باللوم على دمشق في عمليات الاغتيال وهي تهمة تنفيها سوريا. *رويترز: