قتل نحو 16 شخصا على الأقل وأصيب 27 آخرون بجروح عندما أقدمت انتحارية ترتدي حزاما ناسفا على تفجير نفسها مستهدفة مقرا لمجلس الصحوة في المقدادية شمال شرق بغداد وفقا لما أعلنته مصادر أمنية وأخرى طبية. وقال المقدم نجم الصميدعي من شرطة محافظة ديالى ان "انتحارية ترتدي حزاما ناسفا فجرت نفسها قرب مقر للجان الشعبية (مجالس الصحوة) في حي المعلمين وسط المقدادية (100 كم شمال شرق بغداد) ما أسفر عن مقتل 16 شخصا وإصابة 27 اخرين بجروح". واضاف ان "القتلى هم 11 من عناصر الصحوة وخمسة مدنيين والجرحى 17 من الصحوة وعشرة مدنيين". وبدوره اكد الطبيب حسين عبد الله من مستشفى المقدادية تسلم "قسم الطوارىء 15 قتيلا ونحو عشرين جريحا". وتضم مجالس الصحوة ابناء عشائر من العرب السنة تحارب المتشددين الاسلاميين الذين يدورون في فلك شبكة القاعدة بدعم من الجيش الاميركي وقد حققت نجاحا في بعض المناطق خصوصا في محافظة الانبار. ومحافظة ديالى من اكثر المناطق تعرضا لاعمال عنف شبه يومية كونها تضم خليطا دينيا واتنيا يعكس تركيبة العراق وذلك رغم مواصلة الجيش الاميركي والقوات العراقية مطاردة عناصر تنظيم القاعدة هناك. وعلى صعيد متصل اعلنت مصادر امنية واخرى طبية مقتل ستة اشخاص بينهم احدى الشخصيات البارزة في مجلس الصحوة وهو زعيم احدى عشائر شمر من العرب السنة في هجوم مسلح مساء الخميس غرب الموصل (شمال). وقال العميد محمد الوكاع من شرطة الموصل (370 كم شمال بغداد) ان "مسلحين مجهولين هاجموا موكب الشيخ جبار خلف الجربا ما ادى الى مقتله وخمسة من حراسه واصابة اثنين اخرين بجروح". واوضح ان "مسلحين نصبوا مكمنا على الطريق الرئيسي بين الموصل ومنطقة ربيعة (120 كم غرب الموصل) مساء الخميس قرب الحدود مع سوريا". من جهته اكد الطبيب محمد وضاح من دائرة الطب العدلي في الموصل "استلام ست جثث لرجال قتلوا بالرصاص من مستشفى ربيعة". والشيخ الجربا احد زعماء عشائر شمر وعضو بارز في مجالس الصحوة. وكانت مجموعة "سايت" المتخصصة بالمنظمات الاصولية بثت على شبكة الانترنت الخاصة بها الاسبوع الحالي رسالة جديدة صوتية من قائد القاعدة في العراق يحذر فيها من هجمات جديدة معلنا في الوقت ذاته عن تشكيل كتائب جديدة. واكد ابو عمر البغدادي "خليفة دولة العراق الاسلامية" تشكيل "كتائب الصديق" لمحاربة "المرتدين والخونة". ونقل الموقع عن البغدادي قوله ان "هجوما كبيرا سينتهي في العشرين من محرم العام 1429 هجري الموافق يوم 29 كانون الثاني/يناير 2008". واضاف ان "الهجوم يتضمن قتل المرتدين واعضاء مجالس الصحوة" من عشائر العرب السنة الذين يقاتلون القاعدة في العراق. ويستخدم تعبير "المرتدين" في اشارة الى عناصر القوى الامنية العراقية. والرسالة هي الاولى للبغدادي منذ التسجيل الصوتي لزعيم شبكة القاعدة اسامة بن لادن في 22 تشرين الاول/اكتوبر الماضي الذي دعا فيه الى نبذ الخلافات بين "المجاهدين" وتوحيد صفوفهم. مع ذلك يؤكد الجيش الاميركي عدم وجود ما يدعى باسم ابو عمر البغدادي في "دولة العراق الاسلامية" التي يصفها بانها قائمة في شبكة الانترنت فقط. وكان المتحدث العسكري الاميركي في العراق الجنرال كيفن بيرغنر اعلن في حزيران/يونيو الماضي ان دولة العراق الاسلامية "منظمة وهمية قائمة على شبكة الانترنت مهمتها الدعاية لقائد وهمي لم يره احد". واضاف "ان هذا يحدث بهدف منح تغطية عراقية لمنظمة تضم اجانب يتوةلى قيادتها المصري ابو ايوب المصري". وكان قادة عسكريون اميركيون اعلنوا ان عناصر تنظيم القاعدة انتقلوا الى شمال وشرق البلاد بعد تلقيهم ضربات في بغداد وغرب البلاد. ولمواجهة ذلك اطلق الجيش الاميركي عملية عسكرية الشهر الماضي اطلق عليها اسم المطرقة الحديد شملت محافظة ديالى وصلاح الدين وكركوك والموصل حيث تتمركز عناصر القاعدة. وقتل الشيخ عبد الستار بزيع ابو ريشة قائد اول مجلس للصحوة في محافظة الانبار التي كانت معقلا للقاعدة بانفجار عبوة ناسفة في 13 ايلول/سبتمبر الماضي في قريته قرب الرمادي غرب بغداد وتبنت القاعدة المسؤولية عن قتله. الفرنسية