اعتقلت قوات الأمن العراقية "أمير دولة العراق الإسلامية" أبو عمر البغدادي، الذي يتزعم ائتلاف مجموعات سنية مرتبطة بالقاعدة، بحسب ما أعلنت الخميس الذي شهد تفجيران أوديا بحياة أكثر من 70 شخصاً، وجرح ما يزيد عن المئة. فقد استهدف تفجير انتحاري بحزام ناسف عدد من الإيرانيين الذين كانوا يتناولون الطعام داخل مطعم في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى، بينما كانوا في طريقهم لزيارة العتبات المقدسة في النجف وكربلاء، ما أدى إلى قتل 45 منهم، واصابة 55 آخرين. واوضح مصدر عسكري في قيادة عمليات ديالى أن "معظم الضحايا من الايرانيين"، مضيفاً أن أجزاء من سقف المطعم انهارت ما سبب في ارتفاع اعداد الضحايا. وفي عملية ثانية، فجرت انتحارية حزاماً ناسفاً تحمله ضد قوات للشرطة، كانت توزع مساعدات على عائلات مهجرة قرب ساحة التحريات جنوب شرق بغداد، ما أسفر عن مقتل 28 شخصاً بينهم 10 عناصر للشرطة، وإصابة 52 آخرين. وأكد النقيب ماهر هاشم من مغاوير الداخلية "مقتل عدد من الضباط احدهم برتبة عقيد واصابة اخرين من عناصر الامن بجروح". وادى الانفجار الى تدمير 3 سيارات احداها اسعاف ووقوع اضرار مادية بليغة في المبنى الذي انتشرت على واجهته اشلاء الضحايا واثار الدماء. وقال عمر علي (40 عاما) وهو عاطل عن العمل من اهالي المبنى الذي قتل وجرح معظم ساكنيه، ان "الاهالي وبينهم اطفال كانوا سعيدين وهم يتسلمون مساعدات غذائية وفجأة، فجرت الانتحارية نفسها". واضاف علي الذي تلطخت ملابسه بالدماء "ما ذنب هؤلاء الاطفال والنساء والفقراء؟ ". أما في مستشفى ابن النفيس الذي استقبل معظم ضحايا الانفجار، فقد فرضت قوات الامن العراقية اجراءات مشددة، وافترش العشرات ومعظمهم من النساء الارض، للاطمئنان على ذويهم. وبالتزامن مع وقوع الهجومين اعلن المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا اعتقال ابو عمر البغدادي الذي يسمى امير دولة العراق الاسلامية. وقال الناطق باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا إن "القوات العراقية وبناء على معلومات (...) تمكنت من اعتقال الارهابي المجرم ابو عمر البغدادي الذي يسمى امير دولة العراق الاسلامية". ولم يعط المسؤول العراقي مزيدا من التفاصيل عن كيفية اعتقاله. وكانت مجموعته مسؤوليتها عن هجمات منها تفجير الانتحاري الذي استهدف البرلمان العراقي في 13 ابريل الماضي، واسفر عن مقتل نائب. كما تبنى والعديد من التفجيرات الانتحارية واعمال الخطف والقتل بينها اعدام عشرين شرطيا في17 ابريل كانت خطفتهم، بعدما رفضت الحكومة العراقية التجاوب مع مطالبها. ظهر البغدادي للمرة الاولى في ابريل 2006 بعد توليه قيادة جماعة متمردة مناهضة للأمريكيين ثم قيادة تنظيم القاعدة في العراق. وكان اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة دعا إسلاميي العراق، في تسجيل صوتي بث في 30 ديسمبر 2007، الى مبايعة الشيخ ابو عمر البغدادي "اميرا على دولة العراق الاسلامية" وهاجم مجالس الصحوة. وتم بث شريط بن لادن الصوتي الذي يستغرق 56 دقيقة على موقع على شبكة الانترنت رصدته مجموعة "انتليجنس غروب سايت" الأمريكية. ودعا بن لادن "الامراء المجاهدين واعضاء مجلس الشورى" ممن لم يبايعوا البغدادي الى "الوحدة ومبايعته اميرا على دولة العراق الاسلامية (...) حفاظا على جماعة المسلمين"، حسب المقاطع التي بثتها "الجزيرة". واضاف "لا يجوز التأخر في المبايعة"، داعيا الاسلاميين "الا يستسلموا لاعذار لتعطيل الوحدة والاجتماع" والامتناع عن "التعصب للرجال او الجماعات بل الى التعصب للحق". وكانت وزارة الداخلية العراقية اعلنت في مطلع عام 2007 قتل البغدادي في منطقة الغزالية في بغداد، لكن تبين بعد ذلك انه ليس المقصود.