أبرزت جميع الصحف البريطانية الصادرة اليوم مسألة الانسحاب البريطاني من البصرة بالخبر والتحقيق والتعليق والكاريكاتير وقد اتفقت جميعها تقريبا على أنه لم يتحقق الكثير هناك. ففي افتتاحيتها كتبت صحيفة الانبندنت تحت عنوان "إننا لم نسلم أرض اللبن والعسل" تقول عندما سلمت قواتنا في البصرة، جنوبي العراق، السيطرة على هذا الاقليم إلى السلطات العراقية تم ذلك في مراسم حضرها وزير الخارجية البريطاني ممثلا لحكومة بلاده ومستشار الأمن القومي العراقي الذي اشاد بالنصر الذي تحقق للعراق وشكر البريطانيين، ورفعت الأعلام، ووقعت مذكرات تفاهم. وقالت الصحيفة "ووسط هذه الأجواء الاحتفالية والكلمات المنمقة لم تذكر الحقيقة، فبالتأكيد لم يتحقق انتصار لا للقوات البريطانية ولا للعراقيين أيضا فمراسم التسليم تمت في المطار وليس في البصرة نفسها لأسباب امنية حيث باتت الميليشيات تتحدى قوات الأمن". وتابعت الاندبندنت "بالطبع يناسب الجانبين، البريطاني والعراقي، الحديث عن وهم استباب الأمن والنظام في آخر الأقاليم الأربعة التي تولت القوات البريطانية مسؤوليتها الأمنية، ويمثل تسليم البصرة إسدال الستار على فصل تعيس في العلاقات بين البلدين وإنتهاء العمليات القتالية للقوات البريطانية مما يطرح ضرورة عودة من تبقى في المستقبل القريب". ومضت الصحيفة تقول في افتتاحيتها "بلغ حجم خسائر البريطانيين 170 جنديا، أما الخسائر البشرية العراقية فلم يمكن إحصاؤها، وهم أمر يثير الخزي، ولكنه بالتأكيد رقم أكبر بكثير". وفي افتتاحيتها التى جاءت تحت عنوان "دروس قاسية لانسحابنا من البصرة" قالت صحيفة الديلي ميل إن بريطانيا أنهت احتلالها لجنوب العراق الذي استمر أربعة أعوام ونصف بتسليم السيادة على الاقليم إلى العراقيين. وقالت الصحيفة إنه رغم خسارة 170 جنديا في هذه العملية إلا أنها لم تحقق الهدف منها وهو تحقيق الأمن والاستقرار في جنوب العراق. وأشارت الديلي تليجراف إلى تصاعد الأصولية الاسلامية هناك والذي انعكس في قتل 48 إمرأة خلال الأشهر الستة الماضية بزعم انتهاجهن سلوكا "غير إسلامي"، فضلا عن حدوث صدامات لها خلفية طائفية في المدينة التي بلغت بنيتها الأساسية درجة يرثى لها. الجيش البريطاني وعد بالمساعدة في تدريب القوات العراقية وأكدت الصحيفة ان ما حدث لم يكن خطأ الجيش الذي تصرف بدرجة عالية من الحرفية وإنما خطأ السياسيين البريطانيين والأمريكيين الذين ركزوا على الاطاحة بصدام حسين ولم تكن لهم خطة لعراق ما بعد الحرب. واشارت الصحيفة إلى أن حل الجيش والشرطة العراقية بعد الغزو حمل بذور الكارثة. وقالت الديلي تليجراف "إن إنسحابنا من البصرة قرار صائب وسيكون من الأصوب سحب بقية قواتنا حيث أننا لم نحقق سوى الكثير من الاخفاقات هناك". كما عبرت الاندبندنت عن الحدث بالكاريكاتير من خلال دبابة بريطانية تخرج من البصرة وعلى ظهرها جندي بريطاني يرفع إصبعية بعلامة النصر فيما العلم البريطاني على هذه الدبابة ممزق، ووراء الدبابة لافتة محطمة مكتوب عليها إسم البصرة ووراءها قبضة فتية مرفوعة إلى أعلى، في إشارة إلى التفوق، ومكتوب عليها الميليشيا الإسلامية. وحول شأن عراقي آخر، قالت صحيفة فايننشيال تايمز إن سكان العاصمة العراقية بغداد يستمتعون بفترة من الهدوء حاليا ولكنهم يخشون أن تكون فترة مؤقتة. ونسبت الصحيفة إلى صديق وهو مصور يعمل في شارع فلسطين القول إن بغداد تعود جميلة من جديد. غير أن الصحيفة تنقل عن ربة منزل تقيم في ضاحية سنية القول "لا أعتقد أن هناك أي أمن هنا، دفعنا الأمريكيون إلى حرب أهلية وهم يريدوننا اليوم أن نتصالح مع اللصوص إنه هدوء زائف". و تسافر مراسلة جريدة الجارديان للشؤون الدينية ريازات بت الى مكةالمكرمة لتغطية موضوع الحج. وتقول المراسلة انه ما ان تم رفع آذان الظهر فى المسجد الحرام حتى تزاحم حوالى مليون مسلم للصلاة فى المسجد الحرام فى مساحة لاتزيد عن ثلث كيلومتر مربع. "