بشّرت القيادة العسكرية للجيش البريطاني في جنوب العراق، البريطانيين، بأن الوضع الأمني في المنطقة تحسن واستتب على نحو أصبحت معه البصرة أكثر أمناً من بعض المدن الرئيسية في بريطانيا، وبالذات مانشستر. ففي تصريح خاص لقائد القوات البريطانية في العراق الميجور جنرال آندي سالمون نشرته صحيفة «دايلي تلغراف»، أمس، قال الجنرال انه «عقب أشهر من التحسن في الوضع الأمني، في ثاني أكبر مدن العراق، انخفضت نسبة جرائم العنف والقتل في البصرة إلى ما دونها في بعض المدن الرئيسية في بريطانيا». وأضاف: «إذا نظرت إلى الإحصاءات عن العنف، على أساس النسبة للفرد الواحد، فالبصرة أقل خطراً من مانشستر»، ممتدحاً التحولات الجذرية في الوضع في العراق. واكد سالمون أن الحكومة العراقية دفعت بقوة مؤلفة من 30 ألف عنصر من الجيش والشرطة إلى البصرة التي يبلغ عدد سكانها ما يزيد على المليوني نسمة، أي ما يشبه عدد سكان مانشستر، ما أدى إلى تراجع المخاطر الأمنية يوماً بعد يوم. وأشارت الصحيفة إلى أن منذ الحملة التي شنها الجيش العراقي بأوامر من رئيس الوزراء نوري المالكي ل «تنظيف» البصرة من الميليشيات المسلحة في مايو الماضي، أصبحت المدينة، وفقاً للمسؤولين البريطانيين، أكثر أمناً واستقراراً، في ما أثبتت قوات الأمن العراقية أنها قادرة على المحافظة على الوضع في شكل مستمر. وأضافت أن الدليل الأكبر على ذلك أن حملة الانتخابات المحلية الأخيرة مرت في البصرة من دون وقوع حتى ولو حادث عنف واحد. وقال سالمون، وهو بالأساس قائد في سلاح البحرية الملكي، انه كثيراً ما تجرى مقارنة بين البصرة وحي ستوكويل في جنوبلندن، حيث نشأ وعاش لفترة طويلة. وأضاف أنه إذا سُئل أين يفضل قضاء سهرة مساء السبت، فسيكون جوابه «في مركز مدينة البصرة، حيث أستطيع أن أقضي وقتاً ممتعاً في مطاعم المدينة». واكد أن الوضع هناك طبيعي جداً «فالمدينة تعج بالحركة في المساء والناس يقضون أعمالهم والأولاد يلعبون في الحدائق. والناس مهتمة بالأمور العادية تماماً مثل الناس العاديين في بريطانيا، كالعمل والخدمات العامة ومستقبلهم». وذكرت الصحيفة أن سالمون سيكون آخر جنرال بريطاني يظل على أرض العراق بعد انسحاب القوات البريطانية في يوليو المقبل وبرفقته 400 جندي وضابط، ستكون مهمتهم مواصلة تدريب القوات العراقية. وتابع سالمون: «مررنا في فترة كثيرة التقلبات، لكن الحقيقة أننا صمدنا وتحملنا وتغلبنا عليها. كان لدينا فرصة للوقوف خلف العراقيين ودعمهم لكي يصبحوا قادرين على الوقوف على أقدامهم. ففعلنا ذلك». لكن الصحيفة أشارت إلى أن بعد انسحاب البريطانيين، ستأتي قوات أميركية لتحل محلهم في قاعدة مطار البصرة. وكتبت الصحيفة أن وزير الدولة البريطاني لشؤون القوات المسلحة بوب إينسوورث، الذي زار البصرة الأسبوع الماضي، كان قادراُ على التجول مشياً على الأقدام في المدينة والتحدث بحرية مع المارة من أبناء البصرة، على عكس الوزراء والمسؤولين البريطانيين الذين كانوا في السابق يتحركون خلال زياراتهم للجنوب تحت حراسة مشددة. وأضافت أن جميع من تحدث معهم إينسوورث من العراقيين، قالوا ان ما يقلقهم هو الوضع الاقتصادي وفرص العمل، من دون ذكر للوضع الأمني، وذلك دليل على عودة الحياة إلى طبيعتها في المدينة. ونقلت «دايلي تلغراف» عن مسؤولين بريطانيين أن عدد حوادث القتل في البصرة انخفض من 22 في اكتوبر 2008 إلى 11 في يناير 2009 من ضمنها حالة قتل واحدة على خلفية تتعلق بالمليشيات المسلحة، أما البقية فكانت كلها حالات جريمة اعتيادية أو تقليدية. لكن الصحيفة أشارت إلى أن عدد جرائم القتل في مانشستر بلغ 48 جريمة في الأشهر ال11 الأخيرة عام 2008. في حين شهد النصف الثاني من عام 2008 ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات السطو والسرقة.