كشفت مصادر عسكرية أمريكية الاثنين عن حدوث "تحرشات" بين عدد من الزوارق التابعة للحرس الثوري الإيراني، وسفن البحرية الأمريكية في منطقة الخليج، كادت أن تؤدي إلى مواجهة بين الجانبين. وقالت المصادر الأمريكية إن نحو خمسة زوارق إيرانية اقتربت من ثلاث سفن تابعة للبحرية الأمريكية عند مضيق "هرمز"، السبت الماضي، ولكنها سارعت بالابتعاد بعدما صوبت السفن الأمريكية مدافعها نحوها. وتسلم الحرس الثوري الإيراني، والذي تعتبره واشنطن "أكبر داعم للأنشطة الإرهابية في المنطقة"، قيادة العمليات البحرية الإيرانية في الخليج، في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وتعني هذه الخطوة، وفقاً لقائد هيئة الأركان العسكرية الأمريكية، الأدميرال مايكل مولين، أنّ الخطوة "استراتيجية"، فضلاً عن كونها تعني أنّ قوات البحرية الأمريكية تعمل في نفس المياه التي تعمل فيها "المنظمة الإرهابية".(المزيد) وإثر ذلك، أصدر الأسطول الخامس الأمريكي من البحرين، بياناً مكتوباً، قال فيه: "استنادا إلى أنشطة تمّت ملاحظتها في الخليج العربي خلال عدّة شهور ماضية، يبدو أنّ البحرية الإيرانية نقلت مناطق مراقبتها إلى المنطقة بين مضيق هرمز وخليج عُمان، تاركة للبحرية التابعة لحرس الثورة الإيرانية مهمة الحضور في الخليج العربي." وتشكلت قوات الحرس الثوري الإيراني عام 1979 "لحماية الثورة"، وهو ما يتمّ تأوليه بصفة عامة على أنّ مهمته الأساسية تتمثّل في التأكّد من كون قوات الأمن الداخلي لن تهدد "الدولة الثيوقراطية"، وفقاً للمحلل في مجموعة تفكير تابعة للبحرية الأمريكية في الأسكندرية بفرجينيا، ويليام سامي. وتعتقد الولاياتالمتحدة أنّ حرس الثورة هو من يتكفل بنقل الأسلحة إلى المسلحين في العراق، وعدد من المناطق الأخرى، غير أنّها توقفت عن التصريح بذلك، قائلة إنّ مسؤولية ذلك تقع على عاتق الحكومة المركزية الإيرانية. وبفعل إجراءات جديدة تقررت بعد حادث احتجاز بحارة بريطانيين من قبل حرس الثورة، ومن ضمنها مراقبة الزوارق بطائرة مقاتلة وكذلك بسفينة حربية، فإنه من عادة قطع البحرية الأمريكية أن تكون على مقربة من البحرية الإيرانية. غير أنّ مسؤولاً أمريكياً أوضح لCNN أنّ قوات حرس الثورة "نادرا ما تردّ" على محاولات البحرية الأمريكية إقامة الاتصالات بين القطع البحرية.