أقر مؤتمر وزراء الثقافة العرب في ختام أعمال دورته الرابعة عشرة اليوم إرسال أكثر من 575 ألف عنوان لرفد المكتبات العراقية بواقع 25 ألف كتاب من كل دولة عربية كحد أدني وذلك بموجب المقترح المقدم من الأخ خالد عبدالله الرويشان وزير الثقافة والسياحة رئيس الدورة الحالية .كما أقر المؤتمرون في الإجتماع مشروع جدول الأعمال و الموضوع الرئيسي للدورة القادمة المقرر عقدها بعاصمة سلطنة عمان الشقيقة مسقط عام 2005م القادم وهو" الثقافة العربية ومجتمع المعلومات" .وإستنكر المؤتمرون في البيان الختامي ما تعرض له التراث الثقافي في العراق من إعتداء وتدمير وما تعرضت له المكتبات والمتاحف والآثار من نهب وسلب وتحطيم .. داعيا إلى إتخاذ التدابير العاجلة والفاعلة لإنقاذ هذا التراث وحمايته وصونه .. مناشدين دول العالم والمنظمات والمؤسسات العربية والإقليمية والدولية المعنية بالتراث الثقافي لتقديم العون لاسترداد الآثار المنهوبة وصيانة ما تم تدميره من معالم وآثار وممتلكات ثقافية وهي جزء من التراث الإنساني العريق . وأكد المؤتمرون على أن الثقافة العربية عنصر أساس من عناصر الوحدة العربية وهي التعبير الحي عن مشاعر الأمة وهمومها وتطلعاتها وآمالها وأن العمل العربي الثقافي المشترك هو الإطار الأمثال لجمع شمل الأمة واستنهاض طاقاتها الإبداعية لاستكمال مسيرتها الحضارية الضاربة الجذور في تراث عربي إنساني متميز والمستشرفة لآفاق مستقبل زاهر يحقق لطموحات أنباء هذه الأمة العريقة .كما أكد المؤتمرون أن اللغة العربية هي الحاضنة للفكر والثقافة والإبداع والحافظة للتراث وأن النهوض بها يجب أن يكون من الأولويات الأساسية في إرساء قواعد المشروع الثقافي العربي وأن العناية بها من مرتكزات الحفاظ على الهوية الثقافية .وشدد البيان أن التراث الثقافي والحضاري العربي بحاجة ماسة إلى عناية خاصة للحفاظ عليه وصونه حيث يتعرض في كل من فلسطين والجولان والعراق لمحاولات طمس ونهب وسلب .مؤكدا أن ما تتعرض له المواقع والمدن التاريخية في فلسطين وبخاصة في القدس والجولان من اعتداءات إسرائيلية آثمة ومحاولة تهويد وطمس الهوية العربية والإسلامية يتطلب من العرب موقفا حازما سيما في المحافل الدولية خاصة في اليونسكو لتأكيد عروبة فلسطينالقدس والجولان وجنوب لبنان وصون هويتها الثقافية العربية ، كما يستدعي دعم المؤسسات الثقافية الفلسطينية حتى تستطيع النهوض بمسئولياتها في الحفاظ على الهوية العربية .وأكد المؤتمرون على أن التحديات التي تواجه الثقافة العربية تستلزم إنخراطنا في مجتمع المعلومات وإمتلاكنا لناصية التقاليد الحديثة واستخدامها للتعريف بالثقافة العربية والإسلامية وتطوير أدات خطابنا الثقافي وعرض صوره ثقافتنا الحقيقية أمام العالم تصديا لما تتعرض له من تشويه متعمد وارتقاء بالحياة الثقافية في الدول العربية ليكون للثقافة العربية حضورها المشرف في المشهد الثقافي العالمي ويكون للعرب دورهم الفاعل في تشكيل التراث الإنساني في الحاضر والمستقبل .وأعرب المشاركون في أعمال الدورة الرابعة عشر لمؤتمر وزراء الثقافة العرب والمسئولين عن الشئون الثقافية العربية الذي احتضنته صنعاء ضمن يومياتها عاصمة للثقافة العربية خلال الفترة (1-2ديسمبر الجاري) عن تقديرهم وإمتنانهم للجمهورية اليمنية رئيسا وحكومتا وشعبا بكرم الضيافة وحفاوة استقبال وشرف الرعاية مثمنين عاليا الإنجازات الثقافية الباهرة التي تحققت في عام صنعاء الثقافي في مختلف مجالات الفكر والأدب والثقافة والفن.كما عبروا عن إكبارهم للدور الذي تقوم به المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم(اليسكو) للتمكين للوحدة الثقافية في ارجاء الوطن العربي كما جاء في ميثاق الوحدة الثقافية العربية ودستور المنظمة، وفي تحقيق إشعاع الثقافة العربية والإسلامية في الخارج، وفي التواصل مع الاخر بالحوار الثقافي والحضاري.وعبر المشاركون عن ارتياحهم لانتظام اعمال مؤتمرهم بصفة دورية بهدف تنسيق سياساتهم الثقافية وتحقيق التعاون الثقافي العربي المشترك لما فيه مصلحة الا مة العربية وتقدمها. هذا وكان المشاركون في المؤتمر قد استمعوا في الجلسة الختامية لتوصيات اجتماع مكتب اللجنة الدائمة ، وناقشوا عددا من القضايا الخاصة بموضوع دورتهم الرئيسي الخاص ب" دور الثقافة في الحفاظ على الهوية العربية: فلسطين أنموذجا"، عشرة محاور ابرزها مشروع الخطة القومية للسياحة الثقافية في الوطن العربي، والخطة القومية لتحقيق التكامل بين السياسات الثقافية والإعلامية العربية ومشروع القناة الفضائية الثقافية العربية ومشروع اتفاقية السوق العربية المشتركة.كما استمعوا لعدد من التقارير والمشروعات المدرجة في جدول الأعمال والمعد من اللجنة الدائمة للثقافة العربية الموصى بعرضها على المؤتمر وتم المصادقة عليها.وتخلل جلسة المؤتمر الختامية إلقاء عددا من الكلمات والتعقيبات من قبل الوزراء ورؤساء الوفود العربية المشاركة حول عدد من القضايا الثقافية.. كما كرمت المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم الاخ عبدالعزيز سعود البابطين رئيس مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري ومنحه درع المنظمة تقديرا لجهوده الكبرى في المجال الإبداعي والفكري والأدبي على المستوى العربي.وقد تخل جلسات أعمال المؤتمر المنعقدة برعاية كريمة من فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على مدى يومين القاء عدد من الكلمات لعدد من الوزراء ورؤساء الوفود العربية ال(23) المشاركة بالإضافة إلى كلمات رؤساء وممثلي المنظمات والمؤسسات الثقافية تناولت عددا من القضايا الثقافية وأكدت على تفعيل دور الثقافة في الحفاظ على الهوية العربية القومية.