أبدت الحكومة النمساوية إرتياحها للعرض الذي تقدم به رجل الأعمال السعودي النمساوي الثري الشيخ محمد بن عيسى الجابر لشراء أكبر نسبة في أسهم شركة الطيران النمساوية(Austrian Airlines) التي تعاني منذ سنوات من مصاعب مالية إذ وصل اجمالي خسائرها مائة مليون يورو العام الماضي. وكشفت صحيفتا (دي برسه) و (ستاندارد) المحليتان في عددهما الصادر اليوم الجمعة الأول من فبراير/2008 بأن الشركة النمساوية قامت أمس الخميس بتوزيع بيان صحفي يفيد بأن الشيخ الجابر الذي يملك ثلاثة فنادق من الدرجة الأولى في العاصمة فيينا ومجموعة من الشركات العقارية والسياحية والفنادق وشركات إنتاج المواد الغذائية في الخارج، يرغب بإستثمار مبلغ 150 مليون يورو في الشركة النمساوية من قيمة رأسمال الشركة الحالية الذي يقدر ب450 مليون يورو إذ سيحصل في حال إتمام الصفقة على ربع أسهم هذه الشركة المطروحة في البورصة المحلية. وطبقاً للبيان ذاته فأن المحادثات مستمرة بين الشيخ الجابر والجانب النمساوي بهدف التوصل إلى اتفاق يعرض قبلها على مجلس إدارة الشركة خلال اجتماعه المقرر في 12 مارس/2008 لإقراره، وليست هناك مشاكل تعيق إتمام هذا العقد خاصة وأن الشيخ الجابر يحمل الجنسية النمساوية لأن القانون النمساوي يشدد على ضرورة بقاء غالبية أسهم هذه الشركة الوطنية النمساوية بأيدي النمساويين. وأفادت الصحيفتان النمساويتان بأن هذا العقد طرح منذ فترة على المستشار الفريد غوزينباور ونائبه زعيم حزب الشعب ووزير المالية فيلهلم مولترر، ولم تبرز من جانبهما أية تحفظات أو معارضة لهذا العرض، باعتبار أن أموال الشيخ الجابر ستساهم في تنفيذ خطط شركة الطيران النمساوية على المدى البعيد في التوسع في منطقة الشرق الأوسط وخارجه وبشكل تستطيع الاعتماد على نفسها، بعد أن كشفت تقارير صحفية مؤخراً بأن شركة الطيران الألمانية (Lufthansa) تسعى لابتلاع الشركة النمساوية بالكامل. وطبقاً لتقرير الصحيفتين فأن رأسمال(Austrian Airlines) تم رفعه نهاية عام 2006 إلى حدود 370 مليون يورو، وكان سعر السهم الواحد لهذه الشركة في البورصة النمساوية آنذاك 10ر7 يورو لكنه تراجع الآن إلى حدود متدنية جداً وصلت الى 30ر5 يورو للسهم. وجاء في التقرير أن الشركة النمساوية بحاجة ملحة في الوقت الراهن إلى شريك مالي كبير مثل الشيخ الجابر الذي تقدر ثروته الشخصية فقط بمليار دولار بالإضافة إلى قيمة شركاته المنتشرة في العالم التي تقدر بستة مليارات دولار من أجل تمويل خططها الرامية إلى تجديد أسطولها الجوي والتوسع في المستقبل لمنافسة الشركات العالمية الأخرى. وذكرت الصحيفتان النمساويتان أن مساهمة الجانب الخليجي في الشركات الكبرى الوطنية النمساوية لا تنحصر بهذا العرض فحسب، حيث تملك شركة نفط أبو ظبي الوطنية ومنذ سنوات طويلة نسبة 6ر17% من أسهم شركة النفط الوطنية النمساوية العملاقة (OMV). هذا وتتوزع أسهم شركة الطيران النمساوية على اتحاد يمثل مجموعة من الشركات النمساوية أبرزها شركة ÖIAG (حوالي 40%) بينما تتوزع النسب الباقية على المصارف وشركات التأمين.