قام وزير الداخلية الباكستاني الأخ أفتاب أحمد خان شيرباو خلال الأسبوع المنصرم بزيارة ر سمية لبلادنا أجرى خلالها مباحثات مع عدد من المسئولين تناولت جوانب التعاون الثنائي بين اليمن وباكستان وسبل تعزيزها وتطويرها وبالذات التعاون في المجال الأمني. و خلال تواجده في صنعاء أجرت "26سبتمبر" حواراً سريعاً مع الوزير الباكستاني تناول عدداً من الموضوعات المتصلة بجوانب التعاون الثنائي بين اليمن وباكستان على ضؤ المباحثات التي أجراها مع المسئولين اليمنيين.. إضافة إلى قضايا أخرى تتعلق بالتطورات في مناطق القبائل الباكستانية والمعتقلين الأجانب في باكستان وقضية كشمير وغيرها. وقد أكد وزير الداخلية الباكستاني أفتاب أحمد خان شيرباو في حديثه على أهمية تعزيز التعاون المشترك بين اليمن وباكستان. وأوضح أن ثمة سلسلة من الخطوات العملية التي سيتم اتخاذها خلال الفترة المقبلة على صعيد تعزيز علاقات التعاون الأمني بين اليمن وباكستان.. مشيراً إلى أن اتصالات ولقاءات ستعقد قريباً بين مسئولي الأجهزة الأمنية وبما يصب في هذا الاتجاه.. وأضاف وزير الداخلية الباكستاني أن مكافحة الإرهاب والمخدرات والتدريب والتأهيل وتبادل الخبرات والمعلومات من أبرز محاور التعاون المستقبلي بين البلدين..كما أشار إلى أن باكستان ستسعى لتأمين الإفراج عن معتقلين يمنيين في أفغانستان..ومع أنه كانت هناك قضايا كثيرة نرغب في طرحها عليه‘غير أن الوقت الذي أتيح لنا كان قصيراً ولم نتمكن من طرح كل ما لدينا من أسئلة واستفسارات..وجاءت حصيلة الحوار كما يلي: سنرسل وفداً إلى اليمن للمساعدة في إقامة مركز لإدارة الأزمات الأمنية مكافحة الإرهاب والمخدرات وخفر السواحل..أبرز نقاط التعاون المستقبلي مع اليمن قضية المعتقلين اليمنيين في باكستان ستعالج بعد توقيع الاتفاقية الأمنية العمليات العسكرية في وزيرستان حققت 75% من أهدافها وما تزال مستمرة عدد قليل من الأجانب في مناطق القبائل ما زالوايرفضون تسليم أنفسهم * بداية.. هل لكم أن تحدثونا عن طبيعة زيارتكم لليمن ونتائج المباحثات التي أجريتموها في صنعاء خلال هذه الزيارة. ** هذه الزيارة لليمن تمت بدعوة كريمة من معالي الأخ وزير الداخلية في الجمهورية اليمنية‘الذي تفضل مشكوراً بدعوتي لزيارة اليمن.. وتمت المحادثات بصورة عامة حول العلاقات الثنائية والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب وكذلك تبادل الزيارات بين الضباط ومسئولي الأجهزة الأمنية في البلدين‘ وكذلك تبادل المعلومات.. وقد قمت أيضا خلال تواجدي في صنعاء بعدة زيارات لبعض المصالح حيث شاهدت في مصلحة الجوازات عملية الإصدار للجواز الآلي وطريقة عملهم‘وزرت كذلك معسكر الأمن المركزي وقابلت أيضا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح والذي تفضل وعبر عن ترحيبه بزيارة للرئيس الجنرال برويز مشرف إلى اليمن مع ووفد من المسئولين في الحكومة الباكستانية وكذلك وفد من رجال المال والأعمال الباكستانيين‘حتى يساعد ذلك في تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية والأمنية وغيرها من المجالات المختلفة. وحيث أن اليمن وباكستان هما دولتان ملسمتان فإن ذلك من شأنه أن يساعد أيضاً على تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك فيما بينهما. وكما تعلمون الدولتان تعملان في مجال مكافحة الإرهاب ولهذا السبب تبادلنا الآراء حول مكافحة الإرهاب‘وقد قدمت دعوة للأخ وزير الداخلية في الجمهورية اليمنية لزيارة باكستان لمواصلة المحادثات وكذلك مواصلة البحث حول مذكرة التفاهم الأمني التي يعتزم البلدان التوقيع عليها. اتفاقية أمنية * ما هي أبرز نقاط التعاون الأمني التي اتفقتم عليها خلال هذه المباحثات؟ ** من أهم وابرز النقاط التي تم الاتفاق حولها‘ تبادل المعلومات والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات أيضاَ لمزيد من التعاون في هذا الإطار.. النقطة الثانية تم الاتفاق على إيفاد ضباط فيما بين كلا البلدين لغرض التدريب والتأهيل‘ كذلك تمت تغطية موضوع التعاون في مكافحة المخدرات أثناء المحادثات.. وأخيرا اتفقنا على دراسة مشروع مذكرة التفاهم الأمني فيما بين البلدين وقد أخذنا صورة من هذا المشروع من الجانب اليمني وسنوافيهم بنسخة من مشروع الجانب الباكستاني لكي تتم الدراسة والمناقشة للمشروع وإثرائه بالملاحظات وإقراره من الجهات المختصة في البلدين بحيث ومن ثم إجراءات التوقيع عليه في وقت لاحق. * متى سيتم التوقيع على الاتفاقية الأمنية؟ ** إن شاء الله يتم ذلك قريباً جداً‘حيث أننا سندرس المشروع الذي قدم لنا وبعد الدراسة سنقدم المشروع للحكومة الباكستانية للموافقة عليه.. وإن شاء الله تتم هذه الإجراءات في وقت قصير. تعزيز التعاون *أشرتم إلى موضوع التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.. ما هي أوجه هذا التعاون والخطوات التي سيتخذها الجانبان في هذا السياق؟ ** من ابرز جوانب التعاون التي تم الاتفاق عليها‘كما ذكرت سابقاً تبادل المعلومات‘كذلك طلبت الحكومة اليمنية مِنْا إرسال وفد إلى اليمن للمساعدة في إقامة مركز " إدارة الأزمات الأمنية".. والنقطة الثالثة تم الاتفاق على تدريب ضباط من خفر السواحل للجمهورية اليمنية في المؤسسات التدريبية في باكستان.. هذه بعض النقاط الأساسية التي تم الاتفاق عليها في هذا الإطار..ولا بد من تركيز الجانبين على تعزيز علاقة التعاون المشترك بينهما..وكما عرفت خلال هذه الزيارة أيضاً أن هناك قوة لمكافحة الإرهاب تم إنشائها في الجمهورية اليمنية وذلك يعني أننا يمكن أن نتبادل المعلومات ونتعاون في مكافحة الإرهاب بشكل فعال. وفود أمنية * هل اتفقتم على آلية عمل مشتركة لمتابعة تنفيذ نتائج المباحثات؟ ** الآلية ببساطة هي أن البلدين سيتبادلان إرسال الوفود الأمنية فيما بينهما لإكمال أو مواصلة المباحثات في هذه المجالات.. ثانيا بالنسبة لمكافحة الإرهاب هذا الأمر يتعلق فقط بدراسة المشاريع المقدمة من كل طرف إلى الطرف الأخر وذلك لغرض الوصول إلى صيغة مشروع مشترك ما بين الطرفين.. ثم بعد ذلك سيتم تقديم المشروع من الجانب الباكستاني للحكومة الباكستانية والجعات القانونية لإقرار هذا المشروع. موضوع المعتقلين *حسب علمنا أن هناك معتقلين يمنيين في باكستان.. كم عددهم.. وهل سيسلمون إلى السلطات اليمنية ؟ ** بعد أحداث الحادي عشر سبتمبر عبر كثير من الأجانب من أفغانستان الى باكستان وكان من بينهم عرب من دول الخليج ومن اليمن.. وكما تعلمون أنه ليس بين البلدين اليمن وباكستان اتفاقية لتبادل تسليم المطلوبين أو المجرمين وتتطلع إلى انه بعد التوقيع على الاتفاقية الأمنية‘يمكن أن نعمل على معالجة هذه المسألة. * هناك مواطنين يمنيين معتقلين في أفغانستان.. هل يمكن أن لباكستان أن تقوم بدور ما للمساعدة على إطلاق سراحهم وإعادتهم إلى اليمن؟ ** حيث أن اليمن بلد شقيق‘فمن الطبيعي أن أي طلب من اليمن الشقيق سنسعى للتعاون معه في إطار طلبه..وأيضا أفغانستان دولة شقيقة.. ونحن لا نعلم كم عدد الأخوة اليمنيين الذين قد يكونوا معتقلين هناك‘ونحن بعد أن تلقينا طلباً بهذا الخصوص من الحكومة اليمنية سنسعى للتعاون لحل هذه المشكلة والتوصل مع الجانب الأفغاني. مناطق القبائل * ما هي النتائج التي أسفرت عنها عمليات الجيش والشرطة الباكستانية في مناطق القبائل وخاصة في وزيرستان.. وهل حققت هذه العمليات كامل أهدافها؟ ** هذه العمليات مازالت مستمرة حتى ‘ولكننا حتى الأن حققنا الكثير من الأهداف.. وقد تمت تصفية تقريبا 75%من تلك المناطق ولم يعد فيها مطلوبين. ولكن هناك القليل من المطلوبين الأجانب الذي يتواجدون في الجزء المتبقي من هذه المساحة في هذه المناطق وهي 25% .. وهؤلاء يرفضون تسليم أنفسهم ولذلك مازالت العمليات وفي نفس المفاوضات جارية لحل هذه المشكلة. * بالنسبة لمن تم اعتقالهم في مناطق القبائل وفي وزير ستان.. هل كان من بينهم عناصر من دول عربية؟ ** ليس بالإمكان في الوقت الحالي أن نكشف عن مثل هذه المعلومات.. لأن هؤلاء قد تم اعتقالهم ومازالت التحقيقات جارية معهم. * هل هناك شخصيات قيادية كبيرة من تنظيم القاعدة معتقلة حالياً لدى السلطات الباكستانية؟ ** تم ضبط الأجانب الذين دخلوا باكستان ومازالت التحقيقات جارية معهم ويتم استخلاص المعلومات منهم.. وكذلك مازال البحث جار عن الأجانب الآخرين المطلوب القبض عليهم والذين دخلوا الأراضي الباكستانية بشكل غير قانوني. * الهند عملت مؤخرا على تقليص قواتها المتواجدة في كشمير.. هل كان ذلك بناءً على اتفاق أو تنسيق مع الجانب الباكستاني؟ وهل هناك مؤشرات ايجابية لحل النزاع القائم بين البلدين؟ **الهند خفضت قواتها في كشمير وهذا شيء طيب ولكن ذلك لم يكن في إطار اتفاقيه ثنائية بين باكستان والهند .. ونحن نتطلع إلى أن تغادر القوات الهندية الجزء المحتل من جامو وكشمير. وهذه إجراءات كلها لبناء الثقة فيما بين البلدين.. وقبل عامين تقريباً كان قد تم الاتفاق على وقف إطلاق النار وعلى اثر هذا الاتفاق قام فخامة الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف بسحب القواة الباكستانية من الحدود من طرف واحد.. ومن المتوقع أن يجتمع وزيرا خارجية البلدين للبحث بالأمور المتصلة بهذه الأشياء وفي مقدمتها قضية كشمير..وكل هذه لمباحثات تهدف الثقة ما بين البلدين باكستان والهند.. ولكن تبقى المشكلة الأساسية هي مشكلة كشمير ومالم تحتل هذه المشكلة فان القضايا الثنائية العالقة بين البلدين ستظل على ما هي..على الطرفين أن يبدى مرونة في ما يتعلق بقضية كشمير.. لأنه مالم تكن هناك مرونة قلن تحتل هذه المشكلة وخاصة إذا ما تمسك كل منهما على موقفة الأصلي حيال قضية كشمير ولذا لأبد أن يبدي كل منهما مرونة في هذا الجانب.