أكد مصدر أمني إسرائيلي اليوم إن "حزب الله اللبناني استكمل استعداداته العسكرية واللوجستية لمواجهة وشيكة مع إسرائيل"، وذلك بحسب تقديرات استخبارية وصلت مؤخرا. وجاءت تصريحات المسئول الإسرائيلي بعد ساعات من تقرير لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ذكرت فيه إن حدوث مواجهة في الشمال أقرب من مواجهة واسعة في قطاع غزة في الجنوب. وربما يكون ذلك أحد الأسباب التي جعلت جيش الاحتلال لا يسارع إلى فتح جبهة واسعة في القطاع. وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية اليوم إلى ان تصريحات كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية، في الأشهر الأخيرة، بأن كل ما يتصل بالأسلحة الصاروخية في حزب الله قد استكملت في أعقاب النقص الذي حدث بعد الحرب الثانية على لبنان. كان وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك كشف أن "حزب الله بات يملك صواريخ تغطي كل المناطق المأهولة في إسرائيل. وقال: "هذا خطر يجب أن نواجهه، لكن أمامنا حماس في الوقت الحاضر". واعتبر "أن كل شيء بالنسبة إلى إيران وارد". تقارير الاستخبارات كان وزراء حكومة الاحتلال برئاسة ايهود اولمرت استمعوا يوم أمس الأول إلى التقرير الإستخباري السنوي الذي تعده المخابرات العسكرية (أمان) وجهاز الأمن العام (الشاباك) والموساد. وجاء فيه أن احتمال قيام حركة حماس بالمبادرة إلى هجوم واسع خلال العام الحالي هو منخفض، في حين ترتفع الاحتمالات بالنسبة لحزب الله. كما أشار التقرير إلى أنه في حال اندلاع مواجهات في جبهة معينة، فمن الممكن أن تؤدي إلى اندلاع المواجهات في جبهات أخرى. وبحسب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فإن حزب الله يتابع تحركات الجيش الإسرائيلي على طول الحدود الشمالية، وقام بوضع عشرات السيناريوهات لقيام إسرائيل بتنفيذ هجوم على حزب الله. كما تشير التقديرات إلى أن الحديث عن خطط لحزب لله للعمل في منطقة جنوب لبنان وفي منطقة البقاع. كما جاء أن هناك تقديرات أخرى لدى الأجهزة الأمنية بموجبها فإن حزب الله قرر تنفيذ عملية ردا على اغتيال القيادي العسكري في حزب الله عماد مغنية، وأنه سيتم ذلك في أول فرصة تتاح له. وبحسب التقديرات الإستخبارية التي وردت في التقرير السنوي، فإنها تؤكد على احتمالات اندلاع مواجهات في الجبهة الشمالية خلال العام الحالي. وجاء أن الجيش الإسرائيلي يستعد لمثل هذه الإمكانية بشكل يختلف عن الاستعدادات التي سبقت الحرب الثانية على لبنان، علاوة على التدريبات الكثيرة للجيش النظامي ولجيش الاحتياط، وكلها تتناول الخطط الفعالة للمواجهات. أسلحة إيرانية لحزب الله كانت مصادر إسرائيلية مطلعة ذكرت الاربعاء أن ايران تنقل الى حزب الله سلاحا بالطيران وشاحنات تمر عبر تركيا، بغير علم الحكومة في انقرة، كما تبين معلومات بلغت اسرائيل عن تسلح المنظمة اللبنانية. ونقلت المصادر عن رئيس لواء البحث بشعبة استخبارات الجيش الاسرائيلي العميد يوسي بايدتس, قوله:" إن ايران لا تزال تنقل وسائل قتالية الى حزب الله على رغم انكارها", زاعماً بأن جزءا من السلاح وفيه صواريخ وقذائف بعيدة المدى، ينقل بالطائرات والشاحنات عن طريقي المجال الجوي والبري لتركيا تحت غطاء حمولة مدنية، ومن هناك الى سوريا ثم الى لبنان، وتركيا كما قيل آنفاً لم تسمح باجازة السلاح من طريقها. وذكر بايدتس ان جزءا من الصواريخ، التي نقلتها ايران الى حزب الله يبلغ مداه ما يزيد على 300 كلم، قادرة على الوصول من منطقة بيروت الى منطقة ديمون, مشيراً الى أنه حسب المعلومات المتوفرة بإسرائيل الى الان، اقصى مدى لصواريخ حزب الله هو 250 كلم, والقذائف والصواريخ التي يملكها حزب الله أدق مما كانت في السابق وقادرة على حمل رؤوس أكبر. إسرائيل تختبر جبهتها الداخلية في غضون ذلك، قررت دولة الاحتلال الإسرائيلي إجراء أضخم مناورة في تاريخها لفحص جهوزية الجبهة الداخلية في شهر أبريل القادم تحت اسم "نقطة تحول 2"، استعدادا لمواجهة هجوم محتمل بصواريخ تقليدية، وغير تقليدية، على إسرائيل. وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية إن صافرات الإنذار ستسمع في أرجاء إسرائيل، وستعالج قوى الإنقاذ الجرحى الذين سيصابون بالسلاح الكيميائي، وسيعمل رجال الإطفاء ووحدات الإنقاذ بكامل قوتهم لإنقاذ أشخاص دفنوا تحت الأنقاض، وستستعد المستشفيات لعشرات المصابين. ونقلت جريدة "السفير" اللبنانية عن "معاريف" قولها، ستفحص للمرة الأولى، في "نقطة تحول 2"، شبكة الطوارئ، التي أنشئت كأحد دروس حرب لبنان الثانية. وستنسق الشبكة نشاط جميع قوى الإنقاذ، وفيها قيادة الجبهة الداخلية، والشرطة، والإطفاء، ونجمة داوود الحمراء ومكاتب الحكومة. ويرأس الشبكة التي أقيمت مؤخرا العميد احتياط زئيف تسوك رام، وهي تخضع لنائب وزير الدفاع اللواء احتياط متان فيلنائي، المسؤول من جانب المؤسسة الأمنية عن شؤون الجبهة الداخلية. وستشارك السلطات المحلية بدورها في المناورة، التي ستتم خلالها إقامة غرف عمليات للعناية بجميع "حالات الطوارئ". وفوق ذلك سيتخيل المشاركون في التدريب إبعاد مستوطنين عن مناطق "مصابة". وعلاوة على جميع السيناريوهات، سيتم تدريب الإعلام الإسرائيلي أيضا في "نقطة تحول 2"، بحيث سيطلب إلى الجهات المختلفة أن تنقل رسائل إلى الجمهور الإسرائيلي والإعلام الدولي.