معركة سرية لمنع تهريب السلاح الكيميائيهاجمت اسرائيل بحسب الصحافة الاجنبية هذا الاسبوع قافلة سلاح لحزب الله على الحدود بين لبنانوسوريا. فاذا كانت هذه التقارير صحيحة فهل يكون هذا هو النذير الذي يُنذر باقتراب مواجهة عسكرية واسعة النطاق في الجبهة الشمالية؟ يجب ان نبدأ البحث عن هذا السؤال قبل كل شيء عند الاشخاص العاملين في 'هيئة القيادة العامة المصغرة' وهي 'المطبخ الصغير' لرئيس هيئة الاركان بني غانتس. فهم الذين سيؤثرون اليوم أكثر من الباقين جميعا في قرارات المستوى السياسي: المجلس الوزاري المصغر والثُمانية ووزير الدفاع ورئيس الوزراء. ولن ينطلق المستوى السياسي في طريقه من غير دفعتهم. يتغير هذا المطبخ الصغير بحسب الظروف لكنه مؤلف في أساسه اليوم من اربعة جنرالات مقربين جدا من رئيس هيئة الاركان غانتس وهم: يوسي بايدتس وأفيف كوخافي وأمير ايشل وغادي آيزنكوت. وبتثوير الأذهان وبالحوار اليومي الذي يتم بين هؤلاء الاشخاص تولد الافكار العملياتية. إن نائب رئيس هيئة الاركان اللواء غادي آيزنكوت هو الرجل الذي كتب بحث هيئة القيادة العامة لانشاء مقر قيادة العمق المسؤول عن المعركة المتواصلة في عمق ارض العدو. أما رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أفيف كوخافي ويوسي بايدتس وهو رجل استخبارات وقائد معهد الامن القومي فهما منشئا الافكار 'السرية' ونصيرا ما يسمى باللغة العسكرية غير المنظمة 'سياسة المنع' بواسطة اعمال سرية. فاذا أمكن مثلا منع وصول سلاح من ايران الى غزة بالقضاء عليه في الطريق كما يمكن ان نُفسر مثلا الأنباء في وسائل الاعلام الاجنبية عن مهاجمة قوافل سلاح في السودان فما أفضل ذلك. انه أفضل وأصح من هجوم بري على هذا السلاح وقد وصل الى غزة وكذلك الامر في لبنان ايضا. تشمل 'سياسة المنع' على نحو مبدئي كل احباط صامت لتنظيمات وأنشطة معادية والهدف هو القضاء على التهديدات في أبعد مكان وفي مراحل التنظيم اذا أمكن. أما المخاطرة فهي التورط مع دول معادية الى جانب التورط المحتمل مع دول صديقة مع تعريض مصالح سياسية للخطر. سواء أكان الهجوم أول أمس قد نفذته اسرائيل أم لا فان وزير الدفاع اهود باراك يعشق هذا المبدأ عشقا شديدا. وفي هذا الشأن للمستوى السياسي والعسكري لغة مشتركة حينما يبلغ ذلك الى مستوى الموافقة على خطط. ان وزير الدفاع باراك ورئيس هيئة الاركان غانتس على عكس الماضي غير البعيد، يُجريان حوارا جيدا ويأتيان وقد نسقا بينهما الى جلسات الحكومة بعد ان يوضحا القضايا بينهما. وهكذا اذا كان أحد ما يسأل هل نحن على شفا حرب فان الجواب يكمن هناك في المطبخ العسكري المصغر أو في الأساس في التفاعل بين الجنرالات الخلاقين من المجموعة الذين يرون ان السماء هي الحد وبين رئيس هيئة الاركان والمستوى السياسي. والقاسم المشترك بين مجموعة العمل هذه هو الثقة المطلقة بمذهب استعمال القوة الجوية أو البرية بصورة سرية: قوات خاصة، وعمليات خاصة في عمق ارض العدو وأنشطة تحت رادار وسائل الاعلام. يعتمد هذا المذهب على التأليف بين الايمان بالقدرة الاستخبارية العالية التي تطورت في شعبة الاستخبارات العسكرية في السنين الاخيرة، بفضل غير قليل من الاستثمارات الضخمة، وبين الايمان بالقدرة العملياتية والتكنولوجية لسلاح الجو الاسرائيلي. وقد حشدت القوات الخاصة البرية على اختلاف أنواعها في السنتين الاخيرتين تجربة لم تكن موجودة عندها قط في الماضي. وأنفق الجيش الاسرائيلي موارد لا يستهان بها على شراء معدات متقدمة لهذه القوات كي تستطيع العمل فوق الماء وتحته في كل ميدان وفي كل مناخ. إن هذا المذهب كما يعتقد اعضاء المطبخ العسكري المصغر وكبار مسؤولي المستوى السياسي هو أنسب طريقة لاحراز ثمار في الشرق الاوسط الهش وهو ينجح ايضا. لكنه ينجح ما بقي سريا وهنا نقيصته الكبرى لأنه في اللحظة التي يُكشف فيها عن العملية أو التي تُخلف وراءك بصمتك فانك تدعو الطرف الثاني الى رد. وعند هذه النقطة يمكن ان تنشب حرب ربما لم تكن تريدها وليس لها تسويغ من جهة الكلفة التي ستدفعها. ولهذا فان من يختار عمليات منع سرية يجب ان يتيقن من ان المخاطرات التي يخاطرها محسوبة جدا. ويجب على رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس هيئة الاركان ان يكونا على يقين من ان المعلومات التي يملكانها دقيقة وموثوق بها دون شك. فيما يتعلق بقافلة سلاح مثلا: ماذا يوجد فيها بالضبط والى أين تتجه وهل يوجد تسويغ للمخاطرة والهجوم عليها، وأين يُنفذ الهجوم لمنع التورط. ويجب ان تقنع المعطيات التي يملكانها وزير الدفاع ورئيس الوزراء بأن الحديث في الحقيقة عن 'معلومات استخبارية ذهبية' تعتمد على مصادر موثوق بها، وبأن الهدف قيمي بقدر كاف من اجل المخاطرة بأن هذه العملية قد تحرق الشرق الاوسط أو الجبهة الشمالية على الأقل. في خلال السنة الاخيرة، وكلما تضاءلت المناطق التي يسيطر عليها الرئيس الاسد في سوريا، نقل أجزاءا كبيرة من السلاح الاستراتيجي الذي في حوزته مثل صواريخ سكاد ومواد قتالية كيميائية الى مناطق كانت له فيها سيطرة أفضل. وأثارت هذه التحركات تأثرا كبيرا عند جهات استخبارية في الغرب لأنه أصبح يُشعر بأن هذا السلاح يوشك ان يصل الى لبنان. وارتفع التأهب الاستخباري والعسكري بازاء هذه التحركات وانخفض على التوالي. وكلما أخذ يضعف النظام العلوي أخذت تقصر الفترات بين استعداد عسكري وآخر وأكثرها لا يبلغ ألبتة الى العناوين الصحفية. من الذي يحدد ما هو الهدف 'القيمي' الذي يقتضي المهاجمة حتى مع المخاطرة بحرب: هل هو رئيس الوزراء؟ هل هو وزير الدفاع؟ هل هي هيئة القيادة العامة؟ وبازاء أي سلاح للعدو تكون دولة اسرائيل مستعدة للمخاطرة والهجوم وهي عالمة بأن هذا الهجوم قد يتدهور الى حرب؟. على حسب أنباء منشورة اجنبية، هاجمت اسرائيل في الماضي ودمرت قوافل سلاح، ومخزن وسائل قتالية بل دمرت صواريخ بعيدة المدى على ارض السودان. وأُصيبت قوافل سلاح خرجت من ليبيا، وأُغرقت سفن مهربين في البحر الاحمر، وتنفجر مستودعات سلاح مختلفة من وقت لآخر في لبنان. لكن اسرائيل لم تهاجم في لبنان برغم أنها تعلم انه وصل الى حزب الله صواريخ سكاد وصواريخ 'إم 600' بعيدة المدى، وسائر الصواريخ والقذائف الصاروخية الاخرى التي يملكها الجيش السوري. ويجب على دولة اسرائيل ان تُجري لنفسها الحساب التالي: أين يحسن أن تخاطر وتهاجم لفرض أن احتمال نشوب حرب ضئيل، وأين يحسن ان تضبط نفسها لأنها ما زالت لا تريد ان تدفع الثمن المقرون بنشوب مواجهة عسكرية ظاهرة. برغم ان اسرائيل غير معنية اليوم ايضا بمواجهة شاملة في الجبهة اللبنانية فان الجيش الاسرائيلي في السنة الاخيرة وفي الاشهر الاخيرة أساسا يستعد ماديا لمواجهة كهذه في مستوى الخطط وفي مستوى التدريبات ايضا. وجبهة الشمال في تفضيل أعلى عند الجيش. إن انتشار الجيش الاسرائيلي وتأهبه في هضبة الجولان ليس له مثيل في الماضي ويشمل ذلك نفقات على بناء العائق على الحدود. وأعد الجيش الاسرائيلي نفسه لمواجهة الساحة المنحلة غير المستقرة ويشمل ذلك نشرا لوسائل حماية فعالة لمواجهة ترسانة الصواريخ والقذائف الصاروخية من سوريا التي قد تتبدل ملكيتها. لكن عند قيادة الجيش العليا استعدادا ذهنيا ونفسيا لا يقل عن الاستعداد المادي لمواجهة احتمال امكانية نشوب هذه المواجهة العسكرية. أعلن رئيس هيئة الاركان غانتس بعد توليه عمله بزمن قصير أنه لن يكون مفر بحسب فهمه وتقديره من الخروج في عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة لتجديد الردع ومنع تسلح حماس. وبعد نحو من سنة من هذا الاعلان خرج الجيش الاسرائيلي حقا في عملية 'عمود السحاب'. ويتحدث رئيس هيئة الاركان اليوم عن سنة 2013 باعتبارها سنة تغييرات داخلية عميقة في لبنان قد تفضي الى حرب أهلية و/ أو مواجهة مسلحة بين حزب الله واسرائيل. والشعور في اسرائيل هو بأن التسويات غير المكتوبة للردع المتبادل التي نشأت بعد حرب لبنان الثانية بين اسرائيل وحزب الله أخذت تتلاشى. ولهذا يجوز لنا ان نفترض ان اسرائيل اليوم أقرب الى مواجهة عسكرية في الجبهة الشمالية مما كانت في كل وقت منذ 2006. إن سبب هذا الاستعداد العسكري في الحقيقة هو الخوف من انهيار سوريا والتأثيرات التي ستكون لذلك في المنطقة وتشمل عدم استقرار في لبنان سيفضي الى اشتعال الحدود الشمالية، لكن الاستعداد العسكري والذهني للجيش يجعله يُرخي الحبل أكثر مما كان يفعل في الماضي. الخوف من عملية تفجيرية في الخارج إن مسار تقديرات الوضع بازاء ما يحدث في سوريا الى جانب المتابعة المكثفة لاحتمال انتقال سلاح تقليدي وكيميائي الى جهات معادية مستمر منذ عدة شهور. والمعلومات التي تتدفق ترفع كثيرا من وقت لآخر درجات الحرارة في غرف المباحثات في جلسة الحكومة. في صباح يوم الاحد كشف رئيس الوزراء علنا أمام السماعات عن شيء من عاصفة النفوس وتحدث عن التهديدات من سوريا. أما الايرانيون الذين يشتغلون كما يبدو بجمع معلومات عن اسرائيل من سورياولبنان فلم يظلوا صامتين. فقد حذر واحد من كبار مسؤولي جهاز الامن الايراني في نهاية الاسبوع من أنه اذا هوجمت سوريا فسترى ايران نفسها مهاجمة وترد بحسب ذلك. أكان يقصد هجوما تركيا أو غربيا أو غيره على ارض سوريا؟ أم كان يقصد عملية اسرائيلية؟ إن توقيت الاعلان في نهاية الاسبوع الماضي خاصة يثير الريبة. في اسرائيل ايضا توجه يرى ان حزب الله أخذ يضعف بسبب انهيار الاسد في سوريا ولهذا يجب ان ندعه يواجه الجهات الداخلية في لبنان ويتحطم هناك وألا نمنحه قوة وشرعية باعتباره 'حامي لبنان' بواسطة هجوم اسرائيلي. وتوجد اصوات ايضا تزعم ان اسرائيل يجب ألا تُحدث مواجهة عسكرية مع حزب الله بسبب تسلحه بسلاح تقليدي. وهم يذكرون ان لحزب الله 60 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية وطائرات بلا طيارين وطائرات مسلحة تهدد ارض اسرائيل كلها لكن التسلح ليس سببا للحرب. وهم يزعمون ان الهجوم على سلاح من هذا النوع على ارض لبنان لا يخدم بالضرورة المصلحة الاسرائيلية. ونقول بالمناسبة انه يفترض اليوم ان يحاضر وزير الدفاع في مؤتمر وزراء الدفاع والامن الذي بادرت اليه حكومة المانيا. وسيقوم في مركز الخطبة قضايا مواجهة محور الشر: ايرانوسوريا وحزب الله. ويتوقع ان يجلس في القاعة وزير الدفاع الايراني الذي دُعي هو ايضا الى الحفل وأعلن بصورة غير معتادة عن مشاركته. ومن المثير ان نرى هل يأتي هذان الاثنان بعد قصف القافلة في يوم الاربعاء الى المؤتمر في برلين. اذا حدث هذا فقد يشهد ذلك على ان الازمة قد مرت. والتقدير هو ان حزب الله لن يرد باطلاق النار على اسرائيل بسبب واقعة محلية كالهجوم على قافلة سلاح. ومع ذلك يوجد خوف من عملية لحزب الله أو للايرانيين موجهة على هدف اسرائيلي أو يهودي في الخارج كما حدث في الارجنتين أو بورغوس، ولهذا زيد الاستعداد الى ان يتلاشى التوتر. يُظهر الجيش الاسرائيلي الآن على الملأ نوعا من الاستعداد والتأهب لشيء قد يحدث قريبا. ويقوم هذا التأهب على نحو عام على معلومات استخبارية. في يوم الجمعة الماضي قبل الظهر شهد آلاف المتنزهين في الجليل مشهدا نادرا، فخلال زمن طويل حلقت طائرات سلاح الجو الاسرائيلي في سماء هضبة الجولان وفوق جبل الشيخ وفوق اصبع الجليل مُخلفة وراءها خطوط دخان من المؤكد أنها قد شوهدت من دمشق ايضا. وفي يوم الاحد نُقلت بطاريتان من 'القبة الحديدية' من الجنوب الى شمال البلاد. وفي صباح يوم الاربعاء أفاد اللبنانيون ان طائرات سلاح الجو الاسرائيلي حلقت منذ يوم الثلاثاء ظهرا في سماء لبنان. وفي الظهر أفادت وكالات الأنباء الاجنبية وقوع هجوم على قافلة سلاح كانت في طريقها من سوريا، على الحدود بين سورياولبنان. والسؤال هو ما الذي حدث بين تظاهرة طائرات سلاح الجو في سماء الجليل في صباح يوم الجمعة وبين الطلعات التي أجرتها في سماء لبنان في يوم الثلاثاء والهجوم الذي تحدثت التقارير عنه من وكالات الأنباء. أنكر السوريون منذ البدء التقارير عن الهجوم بل قالوا ان منظومات رادارهم لم تلاحظ أية طائرات اسرائيلية. ويعلم الاسد جيدا انه اذا اعترف بأن اسرائيل هاجمت بلده فسيكون ملزما بأن يرد. لكنه يعلم جيدا ايضا انه اذا رد ولو ردا ضئيلا نسبيا باطلاق اربع قذائف صاروخية أو خمس على اسرائيل فسيتحول القصر الرئاسي الى أنقاض ولهذا فضل السوريون الصمت. لكن التقارير التي بدأت تتدفق من لبنان والأنباء المنشورة في وسائل الاعلام الاجنبية لم تترك للسوريين خيارا. وهكذا نشر الجيش السوري في ليل يوم الاربعاء اعلانا رسميا تحدث عن هجوم اسرائيلي في ظاهر الامر لكنه لم يتحدث عن قافلة سلاح بل عن 'منشأة بحث عسكري' في منطقة جمراية شمال غرب دمشق. وعلى حسب وكالة الأنباء السورية الرسمية، قتل عاملان وجرح خمسة آخرون. وزعم المتمردون في سوريا ان الحديث عن عملية لهم لا لاسرائيل وأضافوا ان الحديث عن منشأة لانتاج السلاح الكيميائي وتخزينه. الخط الاحمر هو السلاح الكيميائي ما الذي يمكن ان يقلق اسرائيل ويجعلها تخاطر؟ كلما أخذ نظام الاسد يتحطم، أخذ تدخل الجهاد العالمي من جهة وحزب الله والايرانيين من جهة ثانية في ما يجري في سوريا يزداد عمقا. وعلى حسب أنباء نشرت في الصحافة الفرنسية وصل جزء من معدات روسية جديدة للدفاع الجوي حصل عليها السوريون في المدة الاخيرة من الروس الى ايران. ويشتكي الامريكيون منذ زمن طويل للروس من ان حزب الله له املاك عسكرية ايضا في سوريا. ويُجري السوريون وحزب الله منذ زمن تفاوضا لنقل معدات تابعة للمنظمة مخزونة في سوريا الى مخازن في لبنان. ويمكن ان نفترض ان حزب الله مهتم ايضا بمعدات متقدمة تابعة للجيش السوري مثل: صواريخ مضادة للطائرات من نوع 'اس.إي 17'. وقد وصلت بطاريات هذه الصواريخ المحكمة في السنتين الاخيرتين من روسيا الى سوريا ومن المؤكد ان حزب الله يريد ان يرى هذه المنظومة منشورة في لبنان تحبط نشاط سلاح الجو الاسرائيلي في حال وقوع مواجهة عسكرية اخرى. لا شك في ان حزب الله سيحاول ان يُخرج من سوريا المنهارة بتنسيق مع نظام الاسد كل معدات عسكرية ذات قيمة قد تقع في أيدي المتمردين. وقد اهتم حزب الله دائما باخفاء كل محاولة منه لنقل صواريخ مضادة للطائرات من سوريا الى لبنان. وترى اسرائيل هذه الصواريخ المضادة للطائرات سلاحا يكسر التعادل ويهدد حرية طيران سلاح الجو الاسرائيلي في لبنان. وقد أوضح لحزب الله ولنظام الاسد ايضا على الدوام انه اذا دخل سلاح كهذا الى لبنان فان اسرائيل ستهاجم. حاول حزب الله في السنوات الاخيرة عدة مرات ان يمتحن تصميم الجيش الاسرائيلي في هذه القضية ويُقدرون انه نجح في ان يُهرب منظومات سلاح مضاد للطائرات. لكنه كان حذرا جدا واهتم باخفاء نشاطه وأصبح هذا العمل اليوم أكثر انكشافا لأنه لا يوجد زمن، فالاسد قد ينهار في كل لحظة ولهذا يخاطرون مخاطرة أكبر. إن قصف القافلة الذي أفادت به وكالات الأنباء الاجنبية قد يُفسر بأنه اشارة الى حزب الله ان اسرائيل لم تغير الخطوط الحمراء ولن تُمكّن من نقل بالجملة لسلاح يكسر التعادل الى لبنان. يوجد شيء واحد لن يمر إلا على جثة اسرائيل وهو السلاح الكيميائي. إن التقارير من سوريا تصف في الايام الاخيرة معارك بين رجال الجيش السوري الحر ورجال حزب الله الذين يحرسون للاسد منشآت استراتيجية مختلفة ومنها كما يبدو منشآت تُخزن فيها مواد حربية كيميائية. إن الخشية من ان ينتقل السلاح الكيميائي الى أيد معادية كرجال الجهاد العالمي أو حزب الله قضية استخبارية عملياتية تشغل الامريكيين والاتراك والاردنيين والفرنسيين ايضا. واسرائيل في هذا الشأن شريكة في تحالف له مصلحة واحدة مشتركة وهي منع انتقال السلاح غير التقليدي الى خارج حدود سوريا. في الماضي حينما كان خوف من هذا الانتقال أسمع الرئيس اوباما صوته وهدد الاسد مباشرة. فيمكن ان يشير صمت الرئيس الامريكي عن توتر الايام الاخيرة في الجبهة الشمالية الى عكس ذلك خاصة، فقد يكون هذا التوتر غير متعلق بقضية انتقال السلاح غير التقليدي لكن بموضوع تسلح حزب الله بسلاح تقليدي 'فقط'. اليكس فيشمان يديعوت 1/2/2013