قتل ما لا يقل عن 22 شخصا وجرح العشرات في انفجار سيارة مفخخة استهدف أكاديمية الشرطة في مدينة الحلة جنوب بغداد. وقالت مصادر الشرطة إن السيارة انفجرت خارج البوابة الرئيسية خلال حفل تخريج دفعة جديدة من الشرطة. ويأتي التفجير الأخير ليرسم ملامح يوم دام جديد في العراق يكبد العراقيين مزيدا من القتلى، إذ لقي 22 عراقيا مصرعهم كذلك وجرح عدد آخر في عمليات قصف وتفجير واغتيال واشتباكات جرت خلال الساعات الماضية. فقد اغتال مجهولون في الموصل الطبيب عمر محمود عبد الله القيادي البارز في الحزب الإسلامي العراقي بالمدينة بعد أن اختطفوه مساء الثلاثاء واقتادوه إلى مكان مجهول. وشهدت بغداد انفجار سيارة مفخخة استهدفت قافلة عسكرية أميركية في حي العامرية مما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وجرح أربعة آخرين. وتعرضت عدد من مراكز الشرطة في أحياء الكاظمية والحرية والشعلة بالعاصمة فجر اليوم لهجمات بقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة دون وقوع إصابات. كما قتل مسلحون في بغداد ثلاثة مقاولين بمنطقة العامرية، وعثر في المكان نفسه على جثتي رجلين مجهولي الهوية. وعثر على جثة مقاول صباح اليوم قرب بلد شمال بغداد، بينما قتل شرطي وجرح اثنان في هجوم مسلح على نقطة تفتيش بمدينة البصرة جنوبي العراق. وفي سامراء قتل ثلاثة من عناصر الحرس الوطني فجر اليوم وأصيب اثنان آخران في اشتباكات وقعت بينهم وبين مسلحين مجهولين في حي الجبيلة جنوبيالمدينة. ومن جانب آخر اعتقلت قوات الحرس الوطني سبعة من المشتبه فيهم خلال حملة مداهمات قامت بها القوات المتعددة الجنسيات والحرس الوطني العراقي فجر اليوم في ثلاث مناطق في بيجي شمال بغداد. وفي مدينة بعقوبة شمال شرق العاصمة قتل العقيد خليفة حسين المسؤول عن أمن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مع سائقه على يد مسلحين مجهولين صباح اليوم. وذكرت قناة " الجزيرة" أن عراقيا قتل في تبادل لإطلاق النار وسط مدينة الرمادي بعد تعرض دورية أميركية لهجوم من قبل مسلحين. وفي تطور آخر جرح أربعة أشخاص جراء قصف مروحيات أميركية عددا من الأبنية السكنية في حي سيداوة وسط أربيل بشمال العراق. وقال شهود عيان إن القصف جاء عقب تعرض إحدى المروحيات لإطلاق نار من تلك المنطقة. وإزاء الوضع الأمني المتفجر أعلنت الحكومة العراقية أنها تستعد لشن هجوم واسع على مدينة الموصل شمالي العراق لاجتثاث ما أسماه وزير شؤون الأمن القومي العراقي قاسم داود "بؤر الإرهاب المتحركة". وقد حذر الرئيس العراقي المؤقت غازي الياور من أن تتحول الموصل إلى "فلوجة أخرى", واشتكى من قلة تنسيق الحكومة العراقية معه في تحركاتها واتهمها بأنها لا تخبره بما يجري ولا ترفع إليه أي تقارير. وبينما يهيمن الوضع الميداني على ملامح المشهد العراقي في كل يوم أخذت الخلافات بشأن الانتخابات حيزا من المشهد. فقد أكد رئيس الوزراء العراقي المؤقت إياد علاوي التزام حكومته بإجراء الانتخابات العامة في موعدها المقرر في 30 يناير الجاري رغم التردي الأمني وتهديدات الجماعات المسلحة بتصعيد هجماتها لتعطيلها. وقال في مؤتمر صحفي في بغداد إن حكومته "تعمل بشكل جدي وحازم على توفير كل الإمكانيات لتغطية الجوانب الأمنية بالظروف والإمكانيات المتاحة لضمان أمن المواطنين والبلد في يوم الانتخابات". وتأتي تصريحات علاوي بينما طالب الرئيس المؤقت غازي اليارو الأممالمتحدة بالتحقق مما إذا كان لا يزال بالإمكان إجراء الانتخابات في موعدها..وقد تباينت وجهات النظر داخل حكومة علاوي من مسألة التأجيل, ففي وقت اعتبر فيه وزير الدفاع حازم الشعلان أن خيار التأجيل مطروح إذا أقتنعت الجماعات السنية بالمشاركة، قال وزير الخارجية هوشيار زيباري إن الاقتراع سيجرى في تاريخه. من جهة أخرى أفادت "الجزيرة" أن مدير مكتب المرجعية الشيعية آية الله علي السيستاني وصل مصر في زيارة لم يعلن عنها وسط أنباء عن أن الحكومة العراقية طلبت وساطة بعض الدول العربية لإقناع السنة بالمشاركة في الاقتراع.