أعلنت الجامعة العربية اليوم السبت أنها ستعقد جلسة استثنائية في موعد لم يحدد بعد, في استجابة سريعة لطلب السودان, بعد المعلومات التي تحدثت عن احتمال توجيه اتهامات إلى الرئيس السوداني عمر البشير بارتكاب جرائم في دارفور.وأعلن هشام يوسف مدير مكتب أمين عام الجامعة عمرو موسى للصحافة أن جامعة الدول العربية تلقت طلبا رسميا من الحكومة السودانية بذلك من أجل "بحث مستجدات الوضع بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية". وأضاف "ورد إلى الأمانة العامة تأييد سوريا لعقد هذا الاجتماع وبموجب هذا التأييد سيعقد الاجتماع الطارئ".وأوضح أنه ينبغي تحديد موعد للاجتماع, بسبب تواجد موسى وعدد من وزراء الخارجية العرب في باريس لحضور انطلاق الاتحاد من أجل المتوسط الأحد. وكان مورينو أوكامبو أعلن الخميس في بيان أنه سيقدم الإثنين إلى قضاة المحكمة الجنائية الدولية "أدلة" جديدة على جرائم ارتكبت خلال السنوات الخمس الأخيرة ضد مدنيين في دارفور و"سيسمي" المسؤولين عنها. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة أن مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو سيطلب إصدار مذكرة ضبط وإحضار بحق الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور, مؤكدة بذلك معلومات صحافية. وحذر السودان الجمعة من أن أي إجراء تتخذه المحكمة الجنائية الدولية ضد عمر البشير سيهدد عملية السلام الهشة في إقليم دارفور في غرب السودان. ومنذ 2003, تقاتل القوات الحكومية مدعومة من ميليشيا الجنجويد العربية ضد الحركات المتمردة في دارفور. وتسبب النزاع في مقتل أكثر من 300 ألف شخص ونزوح 2,2 مليون شخص, بحسب الأممالمتحدة, فيما تشير الخرطوم إلى مقتل نحو عشرة آلاف شخص فقط.وفي حال توجيه الاتهام بارتكاب جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية إلى الرئيس السوداني في المحكمة الجنائية الدولية, ستكون تلك سابقة بالنسبة إلى رئيس لا يزال يمارس مهامه.وتثير هذه المعلومات قلق مسؤولي الأممالمتحدة الذين يخشون من تهديدها عملية السلام في دارفور وإثارة رد فعل عسكري سوداني على القوة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في المنطقة.من جانبهم، رحب ممثلو مجموعات متمردة في دارفور بنية المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية طلب إصدار مذكرة توقيف في حق الرئيس السوداني عمر البشير.وقال شريف حرير من حركة تحرير السودان -وحدة, ردا على معلومات ذكرت أن المدعي العام لويس مورينو أوكامبو سيطلب توقيف البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية "أعتقد أن سكان دارفور سيكونون سعداء".وقال أحمد حسين من حركة العدالة والمساواة من جهته "هذا نبأ سارّ لشعب دارفور", مضيفا "سيكون ذلك انتصارا تاريخيا للإنسانية".وقال المتحدثان باسم حركة تحرير السودان وحركة العدالة والمساواة أنهما "غير قلقين". وقال حسين "ليس هناك شيء يمكنهم فعله لا يفعلونه حاليا". وكان المتحدثان يشاركان في جنيف في اجتماع عمل استمر يومين مع موظفين في الأممالمتحدة خصص للوضع الإنساني في دارفور.وأعلن المستشار الخاص للمركز من أجل حوار إنساني في جنيف دينيس ماكنمارا أن المركز ومكتب الأممالمتحدة المكلف الشؤون الإنسانية نظما هذا الاجتماع؛ لأن الوضع على الأرض في دارفور "بات كارثيا ويزداد سوءا".وخطفت هذه السنة 164 سيارة تقل مساعدات إنسانية ولا يزال هناك 60 سائقا مفقودين.وقتل أخيرا سبعة جنود من قوة حفظ السلام المشتركة بين الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي في مكمن في دارفور.وقال ماكنمارا "شخصيا, لا أرى كيف يمكن للوكالات الإنسانية أن تتابع عملها في ظل كثافة تلك الاعتداءات".ومع انتهاء أعمال اللقاء, أصدرت الحركتان المتمردتان بيانا مشتركا نددتا فيه "بشكل كامل بالاعتداءات على العمال الإنسانيين وعملية خطف السيارات والاعتداء الأخيرة على قوة" حفظ السلام الدولية الإفريقية.وأعلنا أنهما "سيعززان" جهودهما من أجل استعادة السيارات والمساعدات الإنسانية المسروقة. وقال البيان "إننا نجدد التزامنا تدريب رجالنا على الأرض في ما يتعلق بمسؤولياتهم في احترام حقوق الإنسان". "ا ف ب"