اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإجهاض الحوار الوطني نافيًا اتهامات الحركة له بالخضوع لفيتو أمريكي أو إسرائيلي. وقال عباس في كلمته التي القاها اليوم الثلاثاء في رام الله بمناسبة مرور أربع سنوات على وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات أن مصر بذلت جهودًا كبيرة في الفترة الماضية للإعداد للحوار الوطني إلا أن هذه الجهود أجهضت في اللحظة الأخيرة ، متهمًا قيادة حركة حماس بإجهاض جهود الإعداد للحوار الوطني الفلسطيني. وأضاف عباس :" نحن نثق بمصر ال80 مليون التي ضحت من أجل الشعب الفلسطيني منذ 48 إلى اليوم والتي تعتبرنا جزء من أمنها الاقليمي والاستراتيجي ولكن مع الأسف هناك من خذلها ووضعنا في موقف حرج". وتابع عباس :" لا أريد ان أكرر ما قاله أحمد الطيبي عن الفيتو الأمريكي الإسرائيلي نحن لا نخضع لا لفيتو أمريكي ولا إسرائيلي نحن نبحث عن مصلحتنا وعندما تتطلب مصلحتنا أن نقول نعم سنقول نعم بكل إحترام ولا نخاف أحد وعندما تتطلب مصلحنا ان نقول لا سنقول لا ولا خاف احدا". وأوضح الرئيس الفلسطيني :" أننا نؤكد إلتزامنا بالاداة الوحيدة لحل مشاكلنا وقضايانا الداخلية وخاصة إنهاء حالة "الانقلاب الاسود" ولن يتم هذا إلا بالحوار ولن يتم بالاحتكام إلي البنادق"، مضيفا:" لقد قبلنا بالمبادرة اليمنية وما لبثوا ان اجهضوها ثم ذهبنا إلى قمة دمشق ومازالوا يماطلون فيها وجاءت جهود مصر وفي اللحظة الأخيرة اجهضوها واشعروا شعبنا بالأحباط بسبب هذا الموقف الذي لا نجد له تفسيرًا ". وانتقد عباس من يقول انهم يرفضون الوحدة الوطنية مؤكدًا انه لن يسمح بأن يأخذ أحد القرار الوطني المستقل قائلا:" ياسر عرفات الذي عرفناه منذ الخطوات الاولي يؤسس للقرار الوطني المستقل الذي لازلنا نشد عليه بالنواجذ ولن نسمح لأحد أن يحرمنا منه أو يأخذه منا الذي ضحي من أجله كل الشهداء والاسرى واليوم لن نتخلى عنه مهما حاول اصحاب الاجندات". وأوضح عباس أن الوحدة الوطنية هي صمام الامان ويجب ان تستند للثوابت الوطنية والتوافق قائلا:" إن مصلحة منظمة التحرير في أرض فلسطين قائلا "انه لن يقبل إملاءات من أحد كأن من كان". وأشار الرئيس الفلسطيني إلى انه يجب على من يريد أن ينضم إلى منظمة التحرير الفلسطينية أن يقبل بها وبتاريخها قبل أن يضع شروطة للانضمام إليها قائلا:" أن منظمة التحرير مؤتمنة وستبقى مؤتمنه على مصير الشعب ومن يأتي إلي المنظمة عليه ان يقبل بتاريخها وقراراتها قبل ان يقرر الدخول إلى المنظمة ومن يدخلها يتشرف بها ولا يشرفها". وأكد عباس على السلطة الشرعية لمنظمة التحرير الفلسطينية قائلا:" إن الخلاف ليس بين سلطتين هناك سلطة واحدة والذي قام في غزة لم يقوم بالشرعية ولا القانون ، وليعلم القاصي والداني وحتى لا تختلط الأمور أننا سنبقى مع الحوار ونحن مع الجهود والدعوات العربية لإنهاء الانقسام ومع جهود الاشقاء في مصر العربية" وأضاف عباس :" إن حماس لا تريد حوار والدليل على ذلك انها منعت تجمعًا جماهيريًا في غزة في ذكرى وفاة عرفات ". متابعًا :" كل محاولاتنا للحوار تجابه من اصحاب المشاريع الخاصة ، حماس لا تريد حوارا وانظروا إلى ما يجري في قطاع غزة . لماذا هذا الحشد يمنعونه في غزة لماذا يخافون من الشعب لابد اننا نذكر انهم في السنة الماضية عندما خرج مئات الالوف في ذكري رحيل عرفات قتلوا وجرحوا أكثر من 50 شخصا لماذا يخافون من الحقيقة ". وتناول عباس المواقف التي اعتبرها عباس محرجة من حركة حماس ضاربًا المثل بإجتياح حماس للحدود المصرية ورفع العلم الفلسطيني في سيناء والعريش قائلا :" انه من يفعل ذلك خائن للامة العربية". وتسائل عباس : "هل نحن مخطئون إذ قلنا لا نريد حكومة تعيد الحصار علينا وتلتزم بمبادىء منظمة التحرير ". داعيًا إلى انتخابات رئاسية وتشريعية قائلا:" من لدية الثقة بنفسه فليتقدم ونحتكم للشعب .. قلنا فلنعد إلى صناديق الاقتراع .. عندما فازوا في الانتخابات سلمناهم المجلس التشريعي والان اذا كانت لديهم الثقة بانفسهم فاليتقدموا إلى الانتخابات إذا كانوا يريدون الديمقراطية ولكن ديمقراطية لمرة واحدة كعود الكبريت لن يحصلوا عليها". ودعا عباس كافة القوى والفصائل والقوى العربية لتأكيد موقفها وقناعتها لوحدة الوطن والشعب على اسس وطنية قائلا:" لن نتخلى عن قطاعنا . نحن منذ الانقلاب ندفع رواتب الموظفين للاهالي بغزة وهو واجب علينا وحق لاهلنا هناك لاننا نعرف احتياجاتهم وسنسنتمر بهذه المسئولية الي النهاية". وطالب عباس الدول العربية باتخاذ موقف من حركة حماس قائلا:" في شهر رمضان تحدثت إلى وزراء الخارجية العرب ، ونحن نعلم ان اشقانا العرب هما عزوتنا ولن يكون هناك حل بدون موافقتهم وتحدثت إليهم وقالوا ان الخلاف الفلسطيني يجب ان ينتهي وقالوا من يكون سبب إجهاض هذا الحوار سوف يتخذوا منه موقف أطالبهم الان بإتخاذ هذا الموقف طالما رغبوا في لعب دور إيجابي فليتخذو الموقف الذي يشأون الان". وحول عملية السلام مع الاحتلال الإسرائيلي قال عباس :" نحن موافقون ان تكون حدود بلادنا على حدود حزيران والقدس عاصمة لنا وحل عاجل للاجئين حسب قرار 194" مشيرا إلى ان رفض طرحًا إسرائيليا كان ينطوي على تنازلات عن حقوق الفلسطينيين منها القدس واللاجئين والحدود والمياة والأمن والمستوطنات ، مؤكدا ان حماس عرضت على سويسرا برنامج للسلام يتناقض مع حقوق الشعب الفلسطيني. وتابع عباس:" اسمعوا ماذا قالت حماس منذ أكثر من عام ذهبوا إلي سويسرا وكانت حكومة هنية مستعدة لاعلان دولة فلسطينية بحدود مؤقتة . وهدنة لمدة 15 عامًا وطريقًا إلى القدس وليست القدس عاصمة لفلسطين وتأجيل لقضية الاجئين هذا هو البرنامج الذي عرضوه على الحكومة السويسرية وكانوا مستعدين لتسويقة للدول العربية ووقفنا في وجههم لانه يتنازل عن الارض ويتنازل عن القدس واللاجئين،... نحن في مفاوضاتنا مع الإسرائيليين قلنا اننا لن نقبل بحل مؤقت ولا تأجيل ". واضاف عباس:" إذا كنا نصل إلى اتفاق المرجعية الأخيرة ستكون للشعب ولذلك سنعرض كل ذلك على الشعب في استفتاء شعبي وللشعب حرية الرأي إما أن يقول نعم او يقول لا". وأدان عباس السياسات الإسرائيلية الهادمة لعملية السلام بما في ذلك بناء جدار الفصل والإستيطان والاعتداءات والمداهمات التي يقم بها قطعان المستوطنين والاعتداءات على مقبرة مأمن الله بالقدس الغربية ، موضحا إن هذه السياسية لا يمكن أن تجعل الشعب الفلسطيني يثق في ان اسرائيل ترغب في السلام.