بمشاركة كوكبة من الاختصاصيين والمفكرين والباحثين أقيم اليوم بمركز "منارات" للدراسات التاريخية واستراتيجية المستقبل فعالية تاريخية بعنوان "شواهد وثائقية مصورة على النهضة اليمنية في العهد العثماني " الجزء الثاني استعرض فيها الباحث اليمني علي الذيب مستشار وزارة الثقافة شواهد نهضة اليمن في عهد الحكم العثماني لبلادنا الذي استمر أكثر من مئة عام . موضحاً بأن حكم العثمانيين لليمن لم يكن من اجل السيطرة عليها اوطمعاً في امتلاك ثرواتها وابتزاز خيراتها اوتسخير رجالها لمنافعها في بلادهم كما تزعم بعض الدول الأوروبية والغربية كبريطانيا وفرنسا وروسيا بل كان نتيجة تكالب الاستعمار على ديار المسلمين خصوصاً في اليمن والسعودية وغيرهما ودفاعاً عن المقدسات الإسلامية وحمايتها من مخاطر الغزو الصليبي الأوروبي آنذاك لاسيما مع تقرير بريطانيا عام 1919م بان تجعل لها محطات في الشواطئ اليمنية تقف عندها سفنها البحرية والتجارية في عدوها إلى الهند التي كانت قد استعمرتها وفي رواحها منها لتأمين طرق الملاحة لسفنها للتزود منها واستيلائها على جزيرة ميون 1857م بعد إن احتلت عدن 1839م إضافة إلى الاضطرابات التي اجتاحت اليمن إبان حكم الأئمة المتنازعة وما آل إليه أمر البلاد. مشيراً بان الحمية الدينية والإسلامية وخطورة الاستعمار البريطاني هما من دفع بالسلطان العثماني بإرسال حملة عسكرية بقيادة توفيق باشا إلى اليمن وجعل القوات العثمانية تقتنع بالتضحية والدفاع عن بلاد الإسلام. موضحاً بأن اليمن في عهد الخلافة الإسلامية قد شهدت نهضة نوعية شملت كافة مجالات الحياة الصناعية والزراعية والتعليمية والأمنية والصحية وغيرها لا يمكن نكرانها خاصة وأن ملامحها وشواهدها مازالت باقية حتى الآن في كثير من مناطق اليمن. لافتاً إلى أن هناك بعض الدول الاستعمارية التي احتلت بعض الأقطار العربية وفقدت مصالحها مع خروجها منها تحاول اليوم التشويه بالمآثر التاريخية والحضارية والمواقف الخالدة الأخرى التي أحدثتها الخلافة الإسلامية في الأقطار التي كانت خاضعة لها من خلال إظهارها في وسائل إعلامها في صورة الدولة الهمجية والمستعمرة ونعتها بالرجل المريض أو رجل أوروبا المريض ليس هذا فحسب بل تحاول من خلال ذلك التأثير في العلاقات الثنائية بين تركيا والأقطار العربية. هذا وقد أثرى المشاركون المحاضرة بالعديد من المداخلات والأفكار البناءة مشيدين بالدور الإيجابي للخلافة الإسلامية في بلادنا وغيرها من بلدان الجزيرة العربية خصوصاً وأن شواهدها لاتزال حية في كثير من المجالات الحياتية. يشار بأن مركز منارات سينظم صباح بعد غداً الخميس ندوة خاصة بعنوان "المؤسسات الدستورية ومبدأ الفصل بين السلطات" يشارك فيها عدداً من المختصين في الجوانب التشريعية والقانونية من جهات رسمية وغير رسمية في بلادنا.