أعلنت طهران أن العديد من النقاط لا تزال عالقة وملفوفة بالغموض في جولة المفاوضات بين الخبراء الإيرانيين ونظرائهم الأوروبيين حول الملف النووي لطهران التي جرت على امتداد أربعة أيام في جنيف بسويسرا. وقال كبير مفاوضي إيران في المحادثات النووية مع الاتحاد الأوروبي قورش ناصري إن "نقاط التباس" عديدة لا تزال قائمة حول "مواضيع أساسية" بين مفاوضي الطرفين بعد جولة المفاوضات التي انتهت أمس. وأضاف ناصري إنه "رغم كل الجهود التي بذلت لم نتمكن من الوصول إلى اتفاق ولا تزال هناك نقاط التباس قائمة حول مواضيع أساسية أهمها المسألة المتعلقة بالضمانات الموضوعية التي يطالب بها الأوروبيون. وتسعى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إلى إقناع إيران بتقديم "ضمانات موضوعية" حول عدم سعيها إلى امتلاك السلاح النووي مقابل قيام تعاون نووي وتكنولوجي وتجاري معها إضافة إلى حوار سياسي وأمني. من جهة أخرى قال ناصري إن بلاده لم تغير موقفها حيال تخصيب اليورانيوم ولن تتخلى عن برنامجها الخاص بالوقود النووي، مضيفا أن الأوروبيين يحاولون إقناع إيران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم في مقابل حوافز اقتصادية وسياسية ويعلمون أن طهران لن تتخلى عن ذلك. وقالت مصادر دبلوماسية أوروبية إن جولة المحادثات في جنيف لم تسفر عن التوصل إلى أي اتفاق على ما ينبغي عمله حيال البرنامج الإيراني لتخصيب اليورانيوم، مشيرة إلى أن المحادثات ستستأنف الأسبوع المقبل. في غضون ذلك تتواصل حملة الضغوط الدولية على إيران إذ أعلنت إسرائيل أن طهران قريبة جدا من التمكن من صنع قنبلة نووية وحثت الولاياتالمتحدة وأوروبا على تكثيف الضغط عليها كي تتخلى عن برنامجها للأسلحة النووية. وتقول إسرائيل إن أي قنبلة نووية إيرانية ستكون كابوسا بالنسبة لإسرائيل والدول الأخرى. وفي واشنطن توعد ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي إيران بما سماه أعمالا أكثر صرامة إذا لم تتخل عن طموحاتها لإنتاج أسلحة نووية. وأشار تشيني لمحطة "فوكس نيوز" الأميركية "إنه "إذا كان الإيرانيون مهتمون فقط بالبرنامج النووي المدني كما يقولون فبإمكانهم الحصول على مفاعلات للإنتاج من مصادر تجارية مختلفة". وقبل ذلك حذر الرئيس الأميركي جورج بوش من أن ما سماه العالم الحر لن يتسامح حيال امتلاك إيران سلاحا نوويا، معربا عن سعادته لتحدث الولاياتالمتحدة وأوروبا بصوت واحد بشأن إيران. وبلهجة أقل حدة أكدت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال أليو ماري أن العمل الأوروبي الأميركي المشترك حول الملف النووي الإيراني بإمكانه أن يعطي نتائج جيدة ودعت إيران إلى قبول خيار التنمية الاقتصادية الذي يقترحه الأوروبيون كمخرج للأزمة. وكانت الولاياتالمتحدة أعلنت أمس عن إجراءات للانفتاح الاقتصادي على إيران تهدف إلى مساعدة الأوروبيين على إقناع طهران بالتخلي عن طموحاتها النووية. وتشمل تلك الإجراءات السماح لإيران ببدء محادثات حول الانضمام لمنظمة التجارة العالمية والنظر في السماح لها بشراء أجزاء طائرات مدنية إذا أوقفت كل الأنشطة التي يمكنها إنتاج وقود لمحطات الطاقة النووية أو الأسلحة الذرية. وقد سارعت إيران برفض العرض الأميركي، معتبرة أنه أتفه من أن يعلق عليه. وفي مقابل الضغوط الأميركية والأوروبية أكد الرئيس الفنزويلي هو غو شافيز لدى استقباله نظيره الإيراني محمد خاتمي في كراكاس أمس أن إيران لها الحق في تطوير طاقتها النووية ومواصلة أبحاثها في هذا المجال مثلما فعلت دول أخرى. من جهته قال خاتمي إن إيران وفنزويلا مصممتان على أن تكونا حرتين.. مؤكدا أن البلدين اللذين يتعرضان لانتقادات أميركية شديدة يريدان أن يسود السلام والأمن العالم بدل التحرك الأحادي وما سماه الإرهاب.