بدأت اليوم الأربعاء في العاصمة البحرينية المنامة اجتماعات المؤتمر العام الأول لاتحاد الصحافة الخليجية بمشاركة اليمن ممثلة بصحيفة 26سبتمبر والمؤسسات الإعلامية الرسمية ونقابة الصحفيين اليمنيين , إضافة الى عدد من أعضاء مجلسي الشورى والنواب في البحرين ورؤساء تحرير الصحف و الجمعيات والهيئات والنقابات الصحافية فى دول مجلس التعاون الخليجى وكذا ممثلي السلك الدبلوماسى والشخصيات الإعلامية . وأكدت وزيرة الثقافة والإعلام البحرينية الشيخة مى بنت محمد آل خليفة على دور الإعلام المحورى في عملية التحديث والتطوير والإصلاح , مشيرة في افتتاح فعاليات المؤتمر الى أن هذا الدور يتطلب العمل على تأصيل التحالفات والشراكات بين المؤسسات ضمن استراتيجيات واضحة فى عالم لا يعترف الا بالجهود المنظمة والخطوات المدروسة خاصة مع الكم الهائل من الفضائيات العربية والصحف والمجلات والدوريات ما يتطلب التأمل والاستثمار لصالح مزيد من التمدين وتوسيع مساحات الرأى ودعم الحرية وتنمية المعارف وتطوير المؤسسات. وقالت أن البحرين حريصة على احتضان اتحاد الصحافة الخليجية مؤكدة دعمها الكامل والموصول لكل ما من شأنه أن يعين على تحقيق أهدافه ومراميه . ولفتت الى أن مملكة البحرين انتهت من اقتراح حزمة من القوانين الصحفية التى تحقق تلك التطلعات على مستوى الوزارة والسلطة التشريعية منوهة الى أن القوانين فى حيز النظر بين يدى المجلس الوطني. كما أشارت الى اعتزام وزارة الاعلام البحرينية تنظيم مؤتمر إعلامي عربي موسع لقيادات الإعلام فى الدول العربية بالتعاون مع الملتقى الاعلامى العربى وجامعة الدول العربية خلال ديسمبر المقبل. من جانبه أكد رئيس اتحاد الصحافة الخليجية تركى السديرى فى كلمة ألقاها في الافتتاح على أهمية دور الصحافة فى مجتمعنا وفى الشئون الدولية والثقافية . وأشار الى سعى اتحاد الصحف الخليجية نحو استمرارية الصحافة الخليجية فى ممارسة دورها التوعوى والقيادى مشيرا الى ما طرحه الاتحاد من برامج حققت قفزات كبيرة فى تقارب المفاهيم من خلال تبادل الزيارات بين الصحفيين وتنشيط البرامج التدريبية بين البلدان الخليجية. وبدوره أشار الامين العام لاتحاد الصحافة الخليجية ناصر العثمان في كلمته الى مراحل تأسيس الاتحاد وانطلاقه من البحرين فى العام 2005م منوها بالظروف التى تعرض لها الاتحاد وتخطاها بالعزيمة والعمل من أجل تحقيق الأهداف التي قام من أجلها الاتحاد وحددها فى نظامه الأساسي. استعرض خطة الدورات المستقبلية التى ستقام فى الكويت خلال أكتوبر المقبل والتي سوف تتزامن مع تنظيم دورات مماثلة فى باقى دول مجلس التعاون الخليجي واليمن مؤكدا على سياسة الانفتاح التى ينتهجها الاتحاد من خلال تواصله الدائم مع العديد من المنظمات والاتحادات الصحفية العربية والعالمية. هذا وتتواصل أعمال المؤتمر العام الاول لاتحاد الصحف الخليجية وجمعيته العمومية غد الخميس وسيناقش المؤتمر على مدى يومين إقرار مشروع إستراتيجية جديدة كما سيناقش خطة عمله للعام المقبل 2010 ومشروع تبادل المحررين بين الصحف الخليجية بالإضافة لمناقشة فكرة النشر المتزامن وخطة لتدريب الصحافيين وتكريم الرواد الأوائل للصحافة الخليجية.
وكان صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء البحريني قد استقبل الوفود المشاركة في المؤتمر العام الأول لاتحاد الصحافة الخليجية , ودعاهم الى التنسيق بين الأجهزة الإعلامية للوصول بالخطاب الاعلامى الخليجي الى مستوى يجعله قادرا على مواكبة التطور الاقتصادي والسياسي في المنطقة . وأشاد سموه لدى استقباله لرئيس وأعضاء اتحاد الصحافة الخليجية بالدور الذي يقوم به الإعلام الخليجي مؤكدا على أهمية هذا الدور وتوفير كافة الإمكانات والمتطلبات اللازمة لاستمراره وتوسيع نطاقه بما يخدم قضايا المجتمعات الخليجية ويدفعها باتجاه النهضة والتنمية . وأوضح رئيس الوزراء البحريني أن الانفتاح العالمى والديمقراطية وما يتبعه من ارتفاع سقف الحريات يزيد من أهمية الإعلام , مشددا على ضرورة ألا يكون الانتقاد من أجل الإثارة بل من أجل البناء والإصلاح وألا تطوع الديمقراطية وحرية التعبير بشكل مغلوط يضر بنا كأمة خليجية وعربية وإسلامية . وأكد سمو رئيس الوزراء على ضرورة أن يكون الخطاب الاعلامى الخليجي مساهما فى لم شمل الأمة ورص صفوفها والنأي بها عن التوترات والصراعات التي لا تخدم معالم الأمة. وذكر صاحب السمو رئيس الوزراء الموقر أن أى انجاز تنموى يتحقق فى أى دولة خليجية هو انجاز لكافة دول المجلس لان كلا منها امتدادا للاخرى فى اطار مظلة مجلس التعاون الخليجي. مجددا ترحيبه بانعقاد الاجتماع الأول لاتحاد الصحافة الخليجية على ارض مملكة البحرين وقال ان البحرين ستظل حاضنة لكل جهد خليجى وعربى خلاق وسوف تقدم كل أنواع الدعم والمساندة لتطوير وتفعيل عمل الاتحاد باعتباره إحدى الدعامات الأساسية التى يعول عليها فى العمل الخليجي المشترك. وشدد سموه على أن يظل صوت الصحافة صوتا حرا ومفعما بالنقاشات الحيوية دون قيود أو عوائق سوى الالتزام بالمصلحة الوطنية والثوابت الدينية والحضارية. ونوه سموه بدور الصحافة الخليجية وقدرتها على ترسيخ مظاهر التضامن بين الشعوب الخليجية من خلال الموضوعية و القراءة الواعية فيما تقدم للقراء من موضوعات لها من التأثير و القوة على الرأي العام. الى ذلك أشاد رؤساء تحرير الصحف الخليجية بما احتواه حديث رئيس الوزراء البحريني من مضامين سياسية واقتصادية وإعلامية تصب فى خدمة العمل الخليجى المشترك وتخدم أغراضه وتوجهاته وبخاصة في شقه الإعلامي.