اندلع جدل في الأوساط السياسية الإيرانية حول مصرع الطبيب رامين بوراندرجاني، ففيما تقول السلطات الإيرانية إنه انتحر، تقول أسرته والاصلاحيون إنه قتل لكونه شاهدا مهما على انتهاكات وقعت في سجن كهريزك منها تعذيب وقتل واغتصاب محتجين على نتائج الانتخابات الرئاسية. وأما قائد الشرطة في ايران إسماعيل أحمدي مقدم فقال انه انتحر، وطالب البرلمان بفتح تحقيق خصوصا وأنه ذهب قبل يوم وفاته الى مقر البرلمان مستنجدا من قوى خفية هددت بازاحته كشاهد على انتهاكات سجن كهريزك. وتثير الوفاة الغامضة للطبيب الإيراني المجند رامين بوراندرجانی الكثير من التساؤلات وتعيد فتح ملف سجن كهريزك، وما تعرض له المعتقلون المحتجون على نتائج الانتخابات. ويقول قائد الشرطة إسماعيل أحمدي مقدم إنه انتحر مفضلا الموت على دخول السجن، بسبب دوره في التغطية على انتهاكات سجن كهريزك. وترفض أسرة الطبيب، الذي كان خضع للتحقيق لدوره في تلك الانتهاكات، الرواية وتقول إنها لم تشاهد ما يشير إلى أنه كان محبطاً نفسياً، وينوي الانتحار. ونشر الإصلاحيون على مواقعهم أن الضحية كان أجبر على تقديم شهادات طبية لصالح فرق التعذيب في سجن كهريزك، وكان الشاهد المهم على انتهاكات سجن كهريزك، فأزيح عن الواجهة كما فُعل بسعيد إمامي نائب وزير الاستخبارات الذي انتحر في سجنه عام 1999 في قضية اغتيالات صحفيين وسياسيين. وذكرت الكتلة الإصلاحية في البرلمان أن سجن كهريزك كان يُدار من قبل نائب قائد الشرطة أحمد رضا رادان الذي تم التحقيق معه لضلوعه في التعذيب، وحملته مسؤولية كل ما جرى وطالبت بشفافية التحقيق وكشف أسماء المتورطين في التعذيب من المسؤولين ومحاسبتهم. غير أن عدداً من أعضاء البرلمان، ومنهم عضو في لجنة التحقيق في حوادث ما بعد الانتخابات "حميد رضا كاتوزيان"، حملوا قائد الشرطة نفسه مسؤولية قتل أربعة من المعتقلين كشف النقاب عن وفاتهم في سجن كهريزك، والتعذيب، خصوصا وأن قائد الشرطة ألقى باللوم في قتل المعتقلين، على فيروس نشر مرضاً أدى إلى وفاة المعتقلين. كما طالب عدد من النواب بتشريح الجثة لتحديد سبب وفاة الضابط المجند مشيرين إلى تناقض السلطات في الكشف عن وفاة المجند، إذ قالت في البداية إنه انتحر ثم عادت فقالت إنه مات بالسكتة القلبية، قبل أن تقرر أنه انتحر. وشجعت هذه التناقضات طلاب جامعة قزوين على تنظيم احتجاج ضد حضور نائب من أنصار الرئيس، وحصد شعارات أطلقت ضده وضد أحمدي نجاد. العربية
