كشفت دراسة للمخابرات الأمريكية عن قيام إيران بإعادة هيكلة قوتها البحرية لوجستيا وتسليحيا لمنح الحرس الثوري الإيراني المسؤولية الكاملة عن عمليات في الخليج في حال وقوع صراع. وتعكس الأنباء المتواترة عن تورط إيران في تسليح المتمردين الحوثيين توسعا لنشاط البحرية الإيرانية إلى أبعد من منطقة الخليج لتشمل بحر العرب وخليج عدن والقرن الأفريقي، وذلك وفقا لتقرير بثته قناة العربية الثلاثاء. أحدث دراسة لمخابرات البحرية الأمريكية حول إيران، ركزت على امتداد ذراع البحرية الإيرانية الى مناطق ابعد بكثير عن المياه الإقليمية. وحسب الدراسة فإن القوات البحرية التابعة للحرس الثوري طورت صناعاتها العسكرية في هذا المجال مستخدمة تقنيات صينية وكورية شمالية وإيطالية وأصبحت تنشر العديد من الزوارق السريعة في الخليج وتخطط لإنتاج زوارق سريعة تعمل بلا طاقم. كما أن طهران بدأت عملية إعادة تنظيم قوتها البحرية في العام 2007 ومنذ ذلك الحين نشرت مزيدا من الزوارق السريعة في مياه الخليج. وهددت إيران أكثر من مرة بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر من خلاله ثلاثون في المائة من إمدادات النفط العالمية كلما ازداد الضغط الدولي عليها بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. مع أن الدراسة تكهنت بأن إغلاق هرمز يمكن أن يتسبب في خسائر اقتصادية فادحة لإيران . وفتحت إيران قواعد عسكرية جديدة للقوتين البحريتين اللتين تتشاركان في العمليات في بحر قزوين وفي الخليج وخليج عمان. واللافت هنا هو أحدث تصريح لقائد البحرية في الجيش الإيراني حيث أبدى استعداد قواته للمشاركة في مكافحة القرصنة في خليج عدن وملاحقة القراصنة حتى داخل الأراضي الصومالية إن اقتضت الضرورة ذلك، وهو مايمكن اعتباره محاولة لبسط النفوذ البحري الإيراني إلى منطقة مضيق باب المندب الذي يعتبر المنفذ الوحيد من المحيط الهندي إلى البحر الأحمر ومنه الى البحر الأبيض المتوسط، أي أن قناة السويس المصرية ستكون معطلة عمليا في هذه الحالة، مع الإشارة إلى التقارير التي تحدثت عن إمدادات الأسلحة الإيرانية إلى المتمردين الحوثيين في شمال اليمن، والتي تأتي من جهة البحر وهو ما دعا البحرية السعودية إلى ضرب طوق على تلك المياه لمنع وصول تلك الإمدادات التي باتت تهدد بتوسع إيراني أشمل في بحر العرب وخليج عدن. وعماد هذا الانتشار زوارق عسكرية سريعة تبلغ سرعتها ستين إلى سبعين عقدة بحرية، إضافة إلى سفن حربية صغيرة يبلغ طولها سبعة عشر مترا تحمل على متنها طوربيدات وصواريخ بحر - بحر مطورة من الصاروخ الصيني سيلك وورم، إضافة إلى الغواصات والقطع البحرية الكبيرة.